بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

18 كانون الأول 2018 12:26ص أردوغان يتحضّر لمهاجمة الأكراد في سوريا

بعد تلميحه بالحصول على «ضوء أخضر» أميركي

حجم الخط
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس إن بلاده ربما تشن في أي وقت عملية عسكرية جديدة في سوريا، مضيفا أن رد البيت الأبيض كان إيجابيا فيما يتعلق بخطط أنقرة للدخول إلى منطقة لم تعمل داخلها القوات التركية من قبل.
ويأتي هذا التهديد الجديد لأردوغان بعد ثلاثة أيام من محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب وافق خلالها الرجلان على التعاون في شكل «أكثر فاعلية» في شمال سوريا.
 وجرت المحادثة الهاتفية الجمعة بعدما أعلن إردوغان الأربعاء أنه سيطلق عملية جديدة «في الأيام المقبلة» ضد مواقع وحدات حماية الشعب الكردية شرق الفرات في شمال سوريا. وتدعم واشنطن عناصر وحدات حماية الشعب في مواجهة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، لكن أنقرة تعتبرهم منظمة «إرهابية» مرتبطة بحزب العمال الكردستاني. 
وجدد أردوغان امس تهديداته رغم تحذيرات واشنطن.
وقال في كلمة القاها في مدينة قونية:«لقد تحدثت الى ترامب. على الارهابيين الانسحاب من شرق الفرات واذا لم يرحلوا فسنتخلص منهم».
 وأضاف أن وحدات حماية الشعب «تشكل مصدر قلق بالنسبة الينا مع ممرهم الإرهابي». 
ورغم ذلك، بدا أن أردوغان يترك الباب مواربا أمام حل وسط محتمل مع الولايات المتحدة البلد الشريك في حلف شمال الاطلسي. 
وقال:«لاننا شركاء استراتيجيون، يجب أن نقوم بما هو ضروري» مع التكرار أن الهجوم التركي المحتمل يمكن أن يبدأ «في أي وقت». 
وارتفعت حدة التوتر خلال الاسابيع الماضية بعدما أقامت الولايات المتحدة مراكز مراقبة في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا لمنع الاحتكاك بين القوات التركية والكردية. 
فقد أثار هذا القرار حفيظة تركيا التي اعتبرت هذه الخطوة محاولة أميركية لحماية وحدات حماية الشعب الكردية. 
وكان تم الاتفاق في ايار الماضي على خريطة طريق لتهدئة التوتر تتضمن بشكل أساسي انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من منبج وتسيير دوريات مشتركة اميركية تركية باشرت عملها في تشرين الثاني الماضي. 
وربما تواجه الحملة الجديدة تعقيدات بسبب وجود جنود أميركيين في شمال سوريا.
وعبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن قلقها الشديد وقالت إن قيام أي طرف بعمل عسكري أحادي هناك سيكون أمرا «غير مقبول».
لكن أردوغان عبر عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أكثر تفهما من البنتاغون للخطط التركية للتحرك شرقي نهر الفرات.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه بإقليم قونية بوسط البلاد«أعلنا رسميا أننا سنبدأ عملية عسكرية شرقي الفرات».
 وأضاف:«ناقشنا ذلك مع السيد ترامب وكان رده إيجابيا».
ودفع هذا القصف الولايات المتحدة إلى إقامة نقاط مراقبة على الحدود بين شمال سوريا، الخاضع لسيطرة الأكراد، وتركيا.
وبدت تصريحات أردوغان توافقية بدرجة أكبر من تصريحات وزير داخليته سليمان صويلو الذي اتهم في وقت سابق واشنطن بمحاولة إعاقة الجهود التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في العامين الماضيين.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن صويلو قوله خلال زيارة إلى باكستان «الولايات المتحدة ظنت أن بإمكانها ردعنا بالرجال الذين ترعاهم... والآن سيحاولون منعنا في شرقي الفرات. لم ولن تسمح تركيا بذلك».
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم جماعة الجيش الوطني المعارضة المدعومة من تركيا إنها ستتجاهل طلبا أميركياً بعدم المشاركة في الحملة شرقي الفرات وإنها قررت الوقوف إلى جانب تركيا.
من جانبه جدد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، امس  موقف دمشق الرافض لإمكانية قيام أي كيان كردي في شمال شرق البلاد.
وخلال لقاء أجراه مع طلاب وأساتذة جامعة دمشق، امس قال المعلم: «لا أحد في سوريا يقبل أي أحاديث عن كيانات مستقلة أو فيدرالية على الإطلاق»، مضيفا أن الحكومة لا ترى بديلا عن «العودة إلى الوطن الذي يفتح ذراعيه لأبنائه جميعا وقرار الدولة هو عودة السيادة على كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية».
وأضاف أن السوريين الأكراد يعتبرون «جزءا من النسيج السوري»، مؤكدا استعداد الحكومة للحوار دائما معهم «لما فيه مصلحة الدولة»، لكنه نصح الجميع بـ«عدم الانجرار وراء الوهم الأميركي» فيما يخص وضع الأكراد المستقبلي في البلاد.
وأكد وزير الخارجية بقاء تحرير محافظة إدلب من التنظيمات الإرهابية أولوية للحكومة السورية، مشيرا إلى أن دمشق تنسق جهودها بهذا الشأن مع موسكو بصورة دائمة. 
في الوقت نفسه اتهم المعلم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، و«الإرهابيين» بعدم الالتزام بـ«اتفاق سوتشي» حول إدلب.
وأضاف أن القيادة السورية «تفضل الحوار السياسي إذا كان يحقق الهدف بتخليص إدلب من الإرهاب»، مجددا عزيمة الحكومة على «تحرير جميع الأراضي السورية كاملة».
كما تناول الوزير السوري موضوع تنفيذ الاتفاق بين موسكو وأنقرة حول إدلب، متهما الرئيس التركي «والإرهابيين» بعدم الالتزام بهذا الاتفاق.
(ا.ف.ب-رويترز)