بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

16 كانون الثاني 2019 12:38ص أردوغان يرضخ لطلب ترامب: منطقة آمنة في شمال سوريا

المبعوث الأممي الجديد يصل دمشق.. والنظام لـ«تعاون مشروط»

حجم الخط
بدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة غير بيدرسون امس محادثاته في دمشق في أول زيارة يقوم بها منذ تعيينه في منصبه، في مهمة صعبة تهدف الى إعادة احياء المفاوضات من أجل تسوية النزاع السوري المستمر منذ نحو ثماني سنوات في حين أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان امس أن أنقرة مستعدة لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا، في اشارة واضحة الى رضوخ تركيا لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الاتصال الهاتفي بينهما أمس الاول. 
وتسلم بيدرسون مهامه بعد فشل ثلاثة مبعوثين سابقين في جهودهم الهادفة لدفع العملية السياسية، وكان آخرهم ستافان دي ميستورا الذي أقر الشهر الماضي في فشله في آخر مساعيه والرامية لتشكيل لجنة دستورية مكلفة صوغ دستور جديد للبلاد. 
ووصل بيدرسون (63 عاماً)   الى مقر إقامته في أحد فنادق العاصمة السورية . 
واكتفى على حسابه على موقع تويتر بالقول إنه وصل إلى دمشق «متطلعاً إلى اجتماعات مثمرة يجريها هناك».
والتقى بيدرسون وزير الخارجية السوري وليد المعلم حيث بحثا جهود تحقيق تقدم في عملية السلام. 
وأفادت وزارة الخارجية السورية على حسابها على فيسبوك أن المعلم رحب بتولي بيدرسون منصبه الجديد، وأعرب عن «استعداد سوريا للتعاون معه من أجل إنجاح مهمته لتيسير الحوار السوري - السوري بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، والذي هو مصلحة سوريا».
وقال معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان خلال مؤتمر صحافي الأحد الماضي «نأمل أن يحقق ما عجز الاخرون عن تحقيقه»، مشيراً إلى أنه «من المفيد أن يستفيد (...) من تجارب سابقيه وخاصة الالتزام بالمهام المناطة به واحترام سيادة سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً والتحلي بالنزاهة والموضوعية». 
وكان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد قال في وقت سابق إن بلاده ستتعاون مع بيدرسون «شرط (..) ألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه». 
 في الاثناء، أعلن الرئيس التركي امس أن أنقرة مستعدة لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا، اقترحها نظيره الأميركي دونالد ترامب.
وأدلى إردوغان بهذه التصريحات غداة مكالمة هاتفية مع ترامب في محاولة للتخفيف من حدة التوتر بعدما هدد الرئيس الأميركي بـ»تدمير» الاقتصاد التركي في حال هاجمت أنقرة القوات الكردية في سوريا.
وكانت تركيا رحبت بقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا البالغ عددهم نحو ألفي عنصر، إلا أن الخلاف مع واشنطن حول مستقبل القوات الكردية في شمال سوريا التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» وتدعمها الولايات المتحدة، سمم العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقال إردوغان امس إن المكالمة الهاتفية التي جرت مع ترامب مساء أمس الاول كانت «إيجابية للغاية»، وإن الرئيس الاميركي «تطرق الى منطقة آمنة بعرض 20 ميلا، أي نحو 30 كلم، سنقيمها على طول الحدود» مع سوريا». 
وردا على اسئلة الصحافيين في وقت لاحق أعلن اردوغان ان تركيا ستطلب دعما لوجيستيا من التحالف الدولي المناهضة للجهاديين والذي يضم نحو 60 بلدا بينهم الولايات المتحدة وفرنسا. 
وتأتي التطورات الأخيرة بعدما أعلن ترامب عبر «تويتر» الأحد أن الولايات المتحدة «ستدمر تركيا اقتصاديا في حال هاجمت الأكراد»، في تهديد أثار ردود فعل غاضبة في أنقرة.
وتجاهل إردوغان الاتهام قائلا إن «مقارنة الوجود التركي في سوريا بوجود أي دولة أو قوة أخرى يشكل إهانة للتاريخ ولحضارتنا».
وقال «لو لم يكن لنا وجود هناك، ولو أدرنا ظهرنا لما يحدث وأغلقنا حدودنا وقلوبنا أمام الناس القادمين من هناك، لكان ذلك خيانة لأنفسنا بكل تأكيد».
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئيس التركي إبراهيم كالين امس أن هذه «المنطقة ستكون تحت سيطرة تركيا» موضحا أن رئيس الأركان التركي سيجتمع مع نظيره الأميركي اليوم في بروكسل لتحديد «الاليات».
كما أكد أن «السكان المحليين» سيشاركون في إنشاء هذه «المنطقة الآمنة» مقارنا اياها بمناطق مثل جرابلس والباب وعفرين الخاضعة لسيطرة معارضين مدعومين من أنقرة.
وتابع كالين «حتى إذا لم نستخدم هذا المصطلح، فهناك بالفعل « منطقة امنة « تحت سيطرة تركيا (...) يمكن بسهولة نقل نموذج مماثل» لها إلى الأجزاء الحدودية الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. 
ويعيش في تركيا أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري. وسبق أن دعت أنقرة لإقامة منطقة آمنة مدعومة بحظر جوي عند حدودها مع سوريا مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو حماية المدنيين من الهجمات الجوية والبرية.
وقال الرئيس التركي للصحافيين بعد خطاب أمام البرلمان «لقد فشل أوباما للأسف في اتخاذ الخطوات الضرورية». 
لكن عقب محادثات مع ترامب، قال إردوغان إن إعادة إحياء الخطة أمر ممكن وأنه من الممكن كذلك توسيع «المنطقة الآمنة» المقترحة البالغ عرضها 30 كلم.
وقال إردوغان «بإمكاننا إقامة منطقة آمنة من هذا النوع إذا قدمت قوات التحالف، وخصوصا أميركا، الدعم اللوجستي والمالي». 
وأضاف أن «ذلك سيمنع بشكل كامل تدفق» اللاجئين. 
لكن الرئيس التركي رفض أن يكون لوحدات حماية الشعب الكردية أي وجود في المنطقة المقترحة. 
 (ا.ف.ب-رويترز)