بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

22 شباط 2020 08:13ص أردوغان يطالب بوتين بـ«كبح» النظام في إدلب وسط قلق دولي من «حمام دم»

طفل سوري يقف قبالة دبابة تركية في إدلب ويرفع شارة النصر (أ ف ب) طفل سوري يقف قبالة دبابة تركية في إدلب ويرفع شارة النصر (أ ف ب)
حجم الخط
حذرت الأمم المتحدة امس من أن القتال في شمال غرب سوريا قد «ينتهي بحمام دم» وكررت دعوتها لوقف إطلاق النار بينما نفت موسكو تقارير عن نزوح جماعي للمدنيين نتيجة هجوم لقوات النظام السوري بدعم روسي في المنطقة بينما حضّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس نظيره الروسي فلاديمير بوتين على «كبح» النظام  السوري في إدلب.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال إفادة صحفية إن الأطفال يشكلون نحو 60 في المئة من 900 ألف شخص نزحوا وتقطعت بهم السبل في مساحة آخذة في التضاؤل.

وأضاف «ندعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع مزيد من المعاناة وما نخشى أن ينتهي بحمام دم».

وتابع قائلا «تستمر خطوط القتال الأمامية والعنف المستمر في الاقتراب من هذه المناطق المكتظة بالنازحين، مع تزايد القصف على مواقع النزوح والمناطق المجاورة لها».

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «الكابوس الإنساني» في محافظة إدلب السورية «يجب أن ينتهي... الآن» من دون الإعلان عن مبادرة خاصة لمحاولة وضع حدّ للمعارك.

وقال في تصريح أمام وسائل الإعلام إن «الرسالة واضحة». 

وأضاف «ليس هناك حل عسكري للأزمة السورية. الحلّ الوحيد لا يزال سياسياً». 

وأكد أيضاً أنه «من المهمّ كسر الحلقة المفرغة للعنف والمعاناة» معرباً عن قلقه مع اقتراب المعارك من مناطق ذات كثافة سكانية.

وأشار غوتيريش إلى أن «حوالى 2,8 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في شمال غرب سوريا» مناشدا زيادة التبرعات لتصل إلى 500 مليون دولار للتمكن من تغطية النفقات الإنسانية المتوقعة للأشهر الستة المقبلة.

وقالت تركيا التي تستضيف حاليا 3.7 مليون لاجئ سوري إنها لا يمكنها استيعاب تدفق جديد للاجئين وحذرت من أنها ستستخدم القوة العسكرية لصد تقدم القوات السورية في إدلب وتخفيف الأزمة الإنسانية في المنطقة.

ونفت وزارة الدفاع الروسية تقارير عن نزوح مئات آلاف السوريين من إدلب باتجاه الحدود التركية، في منطقة تبقي فيها القوات التركية على مواقع مراقبة، وقالت إنها تقارير كاذبة وحثت أنقرة على السماح لسكان إدلب بدخول مناطق أخرى في سوريا.

وفشل مسؤولون أتراك وروس في التوصل إلى حل يوقف الاشتباكات خلال عدة جولات من المحادثات وأدى تصاعد الموقف الخميس إلى مقتل جنديين تركيين ليصل إجمالي عدد القتلى الأتراك في إدلب هذا الشهر إلى 15 جنديا.

وأكد أردوغان خلال محادثة هاتفية مع بوتين «ضرورة كبح النظام (السوري) في إدلب وأن الأزمة الإنسانية يجب أن تنتهي»، وفق ما جاء في بيان للرئاسة التركية.

وقال الرئيس التركي لنظيره الروسي إن الحل يكمن في العودة إلى اتفاق سوتشي الموقع في العام 2018 والذي أتاح لتركيا إقامة نقاط مراقبة عسكرية في إدلب بهدف ردع أي هجوم للنظام السوري على المنطقة.

من جهته، اعرب بوتين خلال الاتصال عن «قلقه البالغ» إزاء «الأعمال العدوانية» للجهاديين في منطقة إدلب.

واكد بيان للكرملين أن الرئيسين اتفقا خلال المحادثة الهاتفية على «تعزيز المشاورات الثنائية حول إدلب بهدف خفض التوتر، وإرساء وقف لإطلاق النار والقضاء على التهديد الإرهابي».

وأثارت مسألة وقف المعارك في محافظة إدلب السورية التي تتعرض لهجوم واسع من النظام وروسيا، نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً امس توجّ باتصال هاتفي بين الرئيسين التركي والروسي اللذين يعدّان لاعبين رئيسيين في النزاع.

وقبيل الاتصال تباحث أردوغان هاتفياً بشأن الوضع في إدلب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ودعاهما إلى «اتخاذ خطوات ملموسة من أجل منع كارثة إنسانية»، بحسب الرئاسة التركية.

وأمس الاول أعلنت برلين في بيان أنّ ميركل وماكرون أعربا عن «القلق» حيال «الوضع الإنساني الكارثي» في إدلب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي الذي تعدّ بلاده الداعم الأبرز لنظام دمشق.

واضاف البيان أنّ المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي «أعربا عن رغبتهما في لقاء الرئيس بوتين والرئيس التركي أردوغان من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة».

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف امس إنّ «احتمال عقد قمة (بالخصوص) قيد البحث»،مضيفاً أنّه «لا وجود لقرار واضح بعد».

وأشار أردوغان أمام صحافيين إلى أنّه جرى الحديث عن الخامس من آذار موعدا للقمة في اسطنبول، غير أنّ ذلك يبقى معلّقا بانتظار رد إيجابي من بوتين.

وكان أردوغان قد أكد أنّ «نتيجة الاتصال (مع بوتين) ستحدد موقف تركيا»، مضيفاً أنّ «الانسحاب من هناك (محافظة إدلب) غير وارد ما لم يتوقف النظام عن اضطهاد السكان».

وبموجب اتفاق بين أنقرة الداعمة لفصائل مسلحة وموسكو، لدى تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في المحافظة، غير أنّ عدداً منها بات في مناطق تخضع لسيطرة دمشق منذ أن شنّت هجوماً في كانون الأول بدعم من الطيران الروسي لاستعادة آخر المعاقل الخارجة عن سيطرتها.

ودعا قادة الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا امس في بروكسل إلى وقف الهجوم العسكري «غير المقبول» في إدلب والذي «تسبّب بمعاناة بشرية هائلة».

وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتصالا هاتفيا أيضا بأردوغان الذي طالب باريس وبرلين بتقديم دعم قوي لحل الأزمة.

(ا.ف.ب رويترز)