بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

19 كانون الثاني 2018 12:18ص أنقرة تنتظر موافقة موسكو لضرب عفرين وواشنطن تدعوها للتراجع

نائب دي ميستورا من دمشق: نجاح فيينا نجاح لسوتشي

حجم الخط
أرسلت تركيا قائد الجيش إلى موسكو امس سعياً للحصول على موافقة روسيا لشن حملة جوية على منطقة عفرين الخاضعة لسيطر وحدات حماية الشعب الكردي، وذلك رغم تحذيرات من دمشق بأنها قد تسقط أي طائرات تركية تدخل أجوائها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن زيارة رئيس الأركان خلوصي آكار إلى موسكو تأتي في إطار مشاورات مع روسيا وإيران، الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد، للسماح لطائرات تركية بالمشاركة في حملة عفرين.
وقال تشاووش أوغلو لمحطة (سي.إن.إن ترك):«سوف نتدخل في عفرين» مضيفا أنه لا يتوقع معارضة روسيا لأي عمليات هناك.
وتابع:«نحن نجري مباحثات مع الروس وإيران بشأن استخدام المجال الجوي».
وأوضح وزير الخارجية أن تركيا كانت تتعرض لهجمات يوميا من عفرين مضيفا أن المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا تعرضت أيضا لهجمات.
وقال:«ردنا على هذا هو حقنا الشرعي في الرد بالمثل وقد أبلغنا الولايات المتحدة بذلك». مضيفا أن تركيا غير راضية عن مساعي الولايات المتحدة لتهدئة مخاوفها بشأن دعمها للقوة الحدودية المزمعة.
وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال إنه اجتمع مع نظيره التركي لتوضيح الأمر وأضاف أن الموقف «أسيء طرحه وأسيء تفسيره. كان كلام البعض غير دقيق».
وقال الوزير التركي:«عبرنا عن عدم ارتياحنا في الاجتماعات التي أجريناها مع وزيري الدفاع والخارجية...لكن تصريحات الولايات المتحدة لا ترضينا بشكل كامل».
وأمس لفتت وزارة الخارجية الأميركية تعليقاً على نية تركيا التدخل في عفرين السورية إلى «أنّنا ندعو أنقرة إلى عدم اتخاذ أي إجراء من هذا النوع، وإلى عدم إدخال قواتها لعفرين».
وكان قد بيّن المتحدث بإسم الحكومة التركية بكير بوزداغ، في وقت سابق، أنّ «الغاية من عملية عفرين هي وضع حدّ ومانع لتشكيل أي ممرّ إرهابي في سوريا، لأنّه يشكّل تهديداً لتركيا. كما أنّ الإعلان عن هجوم عفرين سيكون بين ليلة وضحاها ودون سابق إنذار».
من جهتها، حذرت الحكومة السورية تركيا من شن عملية عسكرية في منطقة عفرين، وقالت إن دفاعاتها الجوية مستعدة للتصدي لمثل هذا الهجوم.
وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية:«نحذر القيادة التركية أنه في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في منطقة عفرين فإن ذلك سيعتبر عملا عدوانيا من قبل الجيش التركي».
وشدد المقداد علي أن وجود أي قوات تركية على الأراضي السورية غير مقبول على الإطلاق وإن أي عمل عسكري من جانب أنقرة سيعقد دورها كطرف في الجهود الدبلوماسية ويضعها على نفس مستوى الجماعات الإرهابية.
في غضون ذلك، شهدت مناطق عدة تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا تظاهرات حاشدة امس تنديداً بتلويح تركيا بشن هجوم وشيك على مدينة عفرين، ردد خلالها المشاركون هتافات وشعارات مناوئة لأنقرة. 
في مدينة الجوادية، المعروفة بتسمية جل آغا باللغة الكردية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، شارك بضعة آلاف من سكان المدينة والمناطق المحاذية لها في تظاهرة تضامناً مع منطقة عفرين، التي تشكل أحد الأقاليم الكردية الثلاثة.
وشهدت مناطق عدة تحت سيطرة الأكراد تظاهرات مماثلة امس أكبرها في مدينة عفرين ذاتها، تحت عنوان «عفرين ليست لوحدها»، حيث خرج عشرات الالاف رغم الامطار والطقس العاصف، بحسب المنظمين. 
على صعيد اخر أكد رمزي عز الدين رمزي، نائب المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا خلال زيارة لدمشق امس أن نجاح محادثات فيينا المقررة الأسبوع المقبل سيساهم في انجاح مؤتمر سوتشي نهاية الشهر الحالي، بهدف تسوية النزاع السوري. 
وقال رمزي بعد لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين «لا شك أن نجاح فيينا هو نجاح لسوتشي. وبهدف انجاح (محادثات) فيينا (..)، ارتأى المبعوث الخاص أن نركز على المسائل الفنية وهي المسائل الدستورية» في النقاش. 
ورداً على سؤال حول مؤتمر سوتشي، قال رمزي «أعتقد مما يتردد أن أهم موضوع سيتم تناوله في سوتشي هو موضوع الدستور» مؤكداً «نحن حريصون على وجود تكامل بين المسارين كما كان الوضع بالنسبة لآستانا» في اشارة الى محادثات عقدت برعاية موسكو وطهران حليفتي دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة. 
وتبلغ رمزي من المقداد حضور الوفد الحكومي الى فيينا، في وقت أعلنت هيئة التفاوض المعارضة قرارها بالمشاركة أيضاً. 
(ا.ف.ب-رويترز)