بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

5 آذار 2022 12:01ص أوروبا تنجو من كارثة نووية: قصف محطة زابوريجيا الأوكرانية

عزلة روسية في الأمم المتحدة: تصويت تاريخي على تحقيق دولي بجرائم الغزو

محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا محطة زابوريجيا النووية الأكبر في أوروبا
حجم الخط
عاشت أوروبا أمس حالة من القلق والخوف من تكرار حدوث كارثة نووية على غرار كارثة تشيرنوبيل الشهيرة وذلك عقب إعلان كييف فجرا عن استهداف القصف الروسي لمحطة زاباروجيا النووية الواقعة وسط أوكرانيا والأكبر في أوروبا ممّا أسفر عن اندلاع حريق في مبنى للتدريب.

وبينما أكدت السلطات الأوكرانية عدم تضرر أية معدات «أساسية» في هذه المحطة، رأى الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن هذا التطور يعد لجوءا من موسكو إلى «الرعب النووي» ومحاولة «لتكرار كارثة تشيرنوبيل». 

وقالت السلطات الأوكرانية إن نيران دبابة روسية استهدفت محطة «زابوريجيا» ليل الخميس - الجمعة ما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى مخصص للتدريب ومختبر، لكن لم يرصد أي تسرب إشعاعي.

وقالت السلطات المحلية إن القوات الروسية سيطرت على محطة زابوريجيا للطاقة النووية وفقاً لوكالة رويترز للأنباء.

وتعد زاباروجيا أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا، وهي أيضا واحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم. 

وهذه المحطة النووية هي واحدة من 5 محطات للطاقة النووية في أوكرانيا، وتقع في جنوب شرق البلاد، وتحديدا في مدينة إنيرهودار، وتقع مفاعلاتها الستة على نتوء أرضي بارز مجاور لنهر دنيبر مع طريق واحد فقط للدخول أو الخروج.

وفيما نفت موسكو بشدة تعرضها للمحطة النووية معتبرا أنها «أكاذيب» تفبركها السلطات الأوكرانية، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، خلال اجتماع عاجل لمجلس الأمن مساء أمس أن القصف الروسي على أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا شكّل «تهديدًا هائلًا لكلّ أوروبا والعالم. 

وأضافت:«بفضل الله، نجا العالم من كارثة نووية» في الليل، واصفة الهجوم بأنه «غير مسؤول» و«خطير».

وتابعت: «لم يكتف (فلاديمير بوتين) بتجاهل دعوات وقف غزوه لأوكرانيا، لكننا شهدنا للتو تصعيدًا خطيرًا جديدًا يشكل تهديدًا خطيرًا لكل أوروبا والعالم»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وخلال اجتماع مجلس الأمن الدولي طلبت عقده المملكة المتحدة، قالت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد إن «القوات الروسية (هي التي) هاجمت» موقع زابوريجيا الذي يضم أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

وأكدت المسؤولة عن إدارة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة روزماري دي كارلو أن «الهجمات على المواقع النووية تتعارض مع القانون الدولي لحقوق الانسان».

في المقابل أكد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمام خلال الاجتماع، أن روسيا لم تهاجم الموقع النووي الأوكراني في زابوروجيا، معتبراً أن هذا الاتهام «كاذب»، ومتهما أوكرانيا بإشعال حريق في هذه المنشأة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال إن اتهام روسيا بالمسؤولية «جزء من حملة أكاذيب» ضد موسكو. 

من جانبه شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال مع المستشار الألماني أولاف شولتز، أمس إن الحوار من أجل إحلال السلام في أوكرانيا غير ممكن إلا في حال القبول بـ«كل المطالب الروسية».

وأوضح الكرملين في ملخص للاتصال الذي أتى «بمبادرة من ألمانيا»، أن «روسيا منفتحة على الحوار مع الطرف الأوكراني وكل الساعين إلى السلام في أوكرانيا لكن شرط أن تلبى كل المطالب الروسية»، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف الكرملين في بيانه أن بوتين قال إن التقارير عن «غارات جوية متواصلة على كييف ومدن كبيرة أخرى هي أنباء كاذبة تصب في إطار الدعاية».

وأكد بوتين في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي أمس «لا نضمر نوايا سيئة لجيراننا. وأنصحهم أيضا بعدم تصعيد الموقف وعدم فرض أي قيود».

وأضاف:«لا نرى أي ضرورة هنا لتوتر علاقاتنا أو تدهورها»، قائلا إن «جميع الأفعال الروسية أتت فقط ردا على بعض الأعمال غير الودية والتصرفات المعادية لبلادنا».

إلى ذلك أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس أن الحلف لن يقيم منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، بعدما طلبت كييف المساعدة لوقف القصف الروسي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال ستولتنبرغ بعد اجتماع عاجل مع وزراء خارجية دول الحلف إن «الحلفاء متفقون على وجوب عدم استخدام طائرات الناتو في المجال الجوي الأوكراني أو نشر جنود للناتو في الأراضي الأوكرانية».

وقال ستولتنبرغ إن «الهجوم على محطة نووية يدل على الطابع المتهور لهذه الحرب وضرورة وضع حد لها».

من جانبها أعلنت دول مجموعة السبع، أمس، نيتها فرض «عقوبات صارمة جديدة» على روسيا لغزوها أوكرانيا.

وأكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية «سنواصل فرض عقوبات جديدة صارمة رداً على العدوان الروسي» ونددوا كذلك بالتضليل الإعلامي الذي تنتهجه «الحكومة الروسية ووسائل الإعلام التابعة لها» إذ أن «الدفق المتواصل للمعلومات المفبركة يعرض للخطر مزيداً من الأرواح».

بدورها، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمس من أن الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض «عقوبات جديدة صارمة إذا لم يوقف بوتين الحرب التي بدأها».

وقالت في بروكسل، وإلى جانبها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «نحن حازمون، نحن مصممون، نحن متحدون»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وحذر بلينكن بدوره من أن نهاية الحرب في أوكرانيا قد لا تكون وشيكة.

ميدانيا ذكر الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تواصل تقدمها نحو العاصمة كييف، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وجاء في التقرير الصباحي للجيش الأوكراني: «المساعي الرئيسية للمحتلين تتركز على تطويق كييف»، ولم يدل الجيش الأوكراني ببيانات حتى الآن عن المعارك حول المدينة، التي يقطنها ملايين السكان.

من جهة أخرى عانت روسيا عزلة غير مسبوقة في الأمم المتحدة أمس اثر تصويت تاريخي لصالح تحقيق دولي امتنع حتى حلفاء مقربون من موسكو مثل فنزويلا وكوبا عن معارضته.

إلى جانب روسيا، إريتريا هي الدولة الوحيدة التي صوتت ضد القرار الذي طرحته كييف على طاولة مجلس حقوق الإنسان في جنيف.

وقالت السفيرة الأوكرانية يفينييا فيليبينكو للصحافيين وهي محاطة بالعديد من الدبلوماسيين، «اليوم، تبنى مجلس حقوق الإنسان قرارًا تاريخيًا... كانت الرسالة إلى بوتين واضحة: أنت معزول دوليا والعالم كله ضدك».

وصوّت 32 من أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 لإجراء تحقيق على أعلى مستوى ممكن في محاولة لتحميل الجناة المسؤولية.

وصوّتت كلّ من روسيا وإريتريا فقط ضدّ القرار، بينما امتنعت 13 دولة عن التصويت، بما فيها الدول الداعمة تقليديًا لموسكو أي الصين وفنزويلا وكوبا.

وحظي القرار في مجلس حقوق الإنسان بدعم الغربيين وكذلك العديد من العواصم الأخرى حول العالم التي نددت بعدم احترام روسيا السيادة الإقليمية لأوكرانيا والعنف الذي يمارس ضد الشعب الأوكراني، فضلا عن تهديد السلام العالمي.

وامتنعت الصين عن التصويت، رغم معارضتها الشديدة لأي تحقيق تجريه الأمم المتحدة ولإجراء مناقشة عاجلة بشأن الغزو الروسي.

وأدان المجلس في جنيف «انتهاكات حقوق الإنسان والتعدي على هذه الحقوق الناجمة عن عدوان روسيا الاتحادية».

ويدعو النص إلى «انسحاب سريع ويمكن التحقق منه للقوات الروسية والجماعات المسلحة المدعومة من روسيا من كل الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليا»، ويطالب بأن تشكل على وجه السرعة «لجنة تحقيق دولية مستقلة» لفترة أولية تمتد عاما واحدا.

وسيكلف المحققون «جمع وتجميع وتحليل الأدلة على... انتهاكات» حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، بهدف إجراء محاكمات محتملة في المستقبل، وتحديد المسؤولين عن هذه الانتهاكات «حتى يحمّلوا مسؤولية أفعالهم».

وبدأت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التحقيق في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا.

وحذّرت فيليبينكو أمام المجلس من أن «قصف أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا يمكن أن يؤدي إلى كارثة عالمية».

إلى ذلك دعا السيناتور الأميركي ليندسي غراهام إلى أن يقوم «شخص ما في روسيا» باغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، وذلك في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الأول.

وقال السيناتور خلال حديثه مع شبكة «فوكس نيوز»، «كيف ينتهي هذا الأمر؟ يجب على شخص ما في روسيا أن يصل إلى مستوى المسؤولية... ويزيح هذا الرجل»، بحسب ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

(الوكالات)