بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

31 تموز 2018 12:16ص إدلب على طاولة «أستانا ١٠».. وأردوغان يدعو بوتين لمنع مهاجمتها

موسكو: مطالبة إسرائيل بإخراج القوّات الإيرانية من سوريا غير واقعي

حجم الخط
عقدت امس الجولة العاشرة من محادثات أستانا في منتجع سوتشي الروسي، حيث تركز البحث على سبل الانتقال الى المرحلة السياسية من خلال اعداد دستور جديد، فيما باتت قوات النظام على وشك السيطرة على «حوض اليرموك» بريف درعا الغربي (جنوب سوريا) في حين تكشفت حقائق عن الرهائن لدى تنظيم داعش بعد الهجوم علي محافظة السويداء الاسبوع الماضي.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن «من المقرر عقد لقاءات بين وفود كل من روسيا وإيران وتركيا والوفود الاخرى»، وأوضحت وكالة «سبوتنيك» الروسية إن الجلسات بدأت بـ «مشاورات ثنائية مغلقة».
واستبق هذه الجولة حديث عن ترتيبات لمستقبل محافظة إدلب (شمال)، وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين «مواجهة أي هجوم محتمل على المدينة»، الخاضعة لاتفاق «خفض التصعيد».
وفيما خفضت مصادر في المعارضة السورية سقف توقعاتها من اجتماع «آستانة 10»، تتجه الأنظار إلى مستقبل إدلب وسط توقعات متباينة تراوح بين إقدام النظام على حملة عسكرية لاستعادة السيطرة عليها، وبقائها تحت سيطرة «جيش» بإشراف تركي يُدمج مستقبلاً مع الجيش السوري مع بدء الانتقال السياسي.
وأعلن رئيس الوفد الروسي إلى المؤتمر ألكسندر لافرينتييف، أن مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية تخطو تدريجيا إلى الأمام ودعا لعدم عرقلة عودة اللاجئين السوريين لوطنهم.
وأكد لافرينتييف، في مؤتمر صحفي عقده امس على هامش اجتماع سوتشي، إلى أنه بمشاركة الوفود من الدول الـ3 الضامنة لعملية أستانا السلمية، أي روسيا وتركيا وإيران، والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، الذي يرافقه «فريق كبير»، ويحضره ممثلون عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وكذلك الوفدان من الحكومة والمعارضة السوريتان.
وأضاف: «لقد بدأنا مشاورات مكثفة بشكل اجتماعات ثنائية، كما عقدت مساء محادثات ثلاثية للدول الضامنة ستتناول مناقشة «قضايا مهمة لتطورات الوضع في سوريا».
وأشار إلى أن «الاهتمام الأساسي يجري تركيزه حاليا على قضية الإصلاح الدستوري، وقد انعقد هنا يوم 31 كاون الثاني مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تم خلال اتخاذ قرار لتشكيل لجنة دستورية لدفع عملية الإصلاح الدستوري نحو الأمام». 
وأضاف مشددا: «لقد مرت بعد ذلك 6 أشهر ونقترب من تحقيق تقدم إيجابي باطراد في هذه المسألة».
وعلى صعيد آخر، أشار لافرينتييف إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين تركوا بلادهم فرارا من الحرب منذ العام 2011 يصل حاليا إلى حوالي 6.7 ملايين شخص، معتبرا أن «الناس السوريين يريدون الآن العودة إلى دورهم» في ظل تقدم عملية إرساء الاستقرار في سوريا.
وأوضح رئيس الوفد الروسي أن الجزء الأكبر من اللاجئين السوريين يتمركز في دول الجوار، مبيناً أن الأردن يستضيف حاليا نحو مليون منهم، ويستقبل لبنان أكثر من مليون، فيما يوجد على أراضي تركيا حوالي 3.5 ملايين، بالإضافة إلى الذين هربوا إلى الدول الأوروبية.
وشدد لافرينتييف على أن من «مصلحة هذه الدول، بما في ذلك الأوروبية، مساعدة عملية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم من خلال خلق ظروف ملائمة لذلك».
وأكد الدبلوماسي الروسي أن «هذه العملية يجب أن تكون طوعية»، وعدم عرقلة عودة السوريين إلى وطنهم أو إعاقة هذه العملية بطريقة اصطناعية».
ولفت إلى أن هذه المسائل كلها تجري مناقشتها حاليا في سوتشي بما في ذلك مع ممثلي الأمم المتحدة وكذلك بين الدول الضامنة لعملية أستانا.
كما أشار إلى أن اهتماما كبيرا يتم أيضا إيلاؤه لمسألة تعزيز الثقة بين المعارضة والحكومة السوريتين، خاصة في إطار جلسات فرق العمل الخاصة بتبادل الأسرى وجثث القتلى والبحث عن المفقودين.
من جهة أخرى اعلن السفير الروسي في اسرائيل اناتولي فيكتوروف، ان طلب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو المتكرر بضرورة اخراج القوات الايرانية وحلفائها من سوريا هو مطلب «غير واقعي». 
وقال السفير الروسي في حديث الى شبكة التلفزيون الاسرائيلية العاشرة «ان الايرانيين يقومون بدور مهم جدا جدا في اطار جهودنا المشتركة للقضاء على الارهابيين في سوريا. لذلك فاننا نعتبر في المرحلة الحالية ان الطلب الاسرائيلي بطرد القوات الاجنبية من سوريا امر غير واقعي». 
وتابع السفير الروسي:«ان الوجود الايراني في سوريا مشروع تماما طبقا لمبادئ الامم المتحدة». وردا على سؤال حول امكانية ان تقوم موسكو بطرد الايرانيين من سوريا قال السفير الروسي:«كلا لا يمكنننا ان نجبرهم على ذلك». 
وردا على سؤال حول الموقف الروسي من الغارات الجوية التي تنسب لاسرائيل في سوريا والتي تستهدف مواقع ايرانية او اهدافا لحلفاء لطهران مثل حزب الله، قال السفير الروسي «نحن لا نوافق على كل استخدام للقوة من قبل الحكومة الاسرائيلية». 
وتابع «الا اننا لا نستطيع اقناع اسرائيل بالتصرف بهذه الطريقة او تلك. الامر لا يعود لروسيا لاعطاء الحرية لاسرائيل للقيام بهذا الامر او ذاك، او منعها من ذلك». 
وسبق ان طالب نتنياهو مرارا خلال الاشهر القليلة الماضية بسحب ايران من سوريا. 
ميدانيا باتت قوات النظام السوري على وشك السيطرة على آخر منطقة مازالت في قبضة مقاتلي المعارضة في جنوب غرب البلاد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسانأن القوات الحكومية الزاحفة سيطرت على كل المناطق باستثناء ثلاث قرى مازال يسيطر عليها مقاتلو جماعة جيش خالد بن الوليد المرتبطة بتنظيم داعش والتي تسيطر على حوض اليرموك.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن جيش خالد بن الوليد يسيطر الآن على ثلاث قرى صغيرة تشكل أقل من واحد بالمئة من المنطقة التي كان تحت سيطرته بحوض اليرموك في السابق.
الى ذلك، خطف تنظيم داعش 36 مدنياً بين نساء وأطفال من محافظة السويداء في جنوب سوريا خلال الهجوم الذي شنه قبل خمسة أيام وأوقع أكثر من 250 قتيلاً، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الأربعاء مسؤولية الهجوم الواسع الذي تخللته عمليات انتحارية في محافظة السويداء، التي بقيت منذ اندلاع النزاع بمنأى عنه الى حد كبير. 
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم «خطف 36 سيدة وطفلا أثناء هجومه الأربعاء، تمكنت أربع سيدات منهم من الفرار في وقت لاحق فيما عثر على جثتي اثنتين أخريين، احداهما مصابة بطلق ناري في رأسها والأخرى مسنة» رجح أن تكون «توفيت جراء التعب خلال سيرها».
وبالتالي، فإن 30 شخصاً ما زالوا محتجزين لدى التنظيم، وفق المرصد الذي أكد أن مصير 17 رجلاً آخرين ما زال مجهولاً. 
وأفادت شبكة «السويداء 24» المحلية للأنباء على موقعها الإلكتروني أن جميع المخطوفين من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، وهم «20 سيدة تراوح أعمارهن بين 18 و60 عاماً، إضافة الى حوالى 16» طفلاً وطفلة. 
ويتحدر معظم المخطوفين من عائلتين رئيسيتين في القرية المتاخمة للبادية السورية، حيث يتحصن الجهاديون. 
وقالت الناشطة الاعلامية في السويداء نورا الباشا «المواجع كثيرة والمجازر كبيرة، هناك عائلات اندثرت كما هي» جراء الهجوم. وأوضحت أن أحد معارفها في قرية الشبكي فقد «والده وشقيقه في الهجوم، وفُقدت والدته قبل أن يجدوها منذ يومين على قيد الحياة قرب القرية، أما بنات عمه فمن بين المخطوفات». 
(ا.ف.ب-رويترز-روسيا اليوم)