سحبت الفصائل المعارضة والجهادية سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة المرتقبة في ادلب ومحيطها مع انتهاء المهلة المحددة لذلك امس وفق الاتفاق الروسي التركي، في وقت يشكل اخلاء المقاتلين الجهاديين لمواقعهم فيها المهمة الأصعب خلال الأيام الخمسة المقبلة.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية امس الإنتهاء من سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة المرتقبة.
وأوردت في بيان أن «تركيا تحملت مسؤولياتها بصفتها دولة ضامنة (...) في هذا الإطار أنجز سحب السلاح الثقيل من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب في 10 تشرين الأول».
وقالت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحفيين إن أكثر من ألف متشدد غادروا المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وردا على سؤال بشأن التقارير التركية عن سحب كل الأسلحة الثقيلة، قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية للصحفيين إن حوالى 100 وحدة أسلحة ثقيلة تم سحبها من المنطقة.
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن قال في وقت سابق «لم يتم رصد أي سلاح ثقيل امس في كامل المنطقة المنزوعة السلاح».
وانتهت امس مهلة حددها الاتفاق حول إدلب بين روسيا وتركيا لسحب كافة الفصائل سلاحها الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح التي يراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً وتشمل أجزاء من محافظة ادلب ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وسحبت كافة الفصائل المعارضة والجهادية خلال الأيام الماضية وفق المرصد سلاحها الثقيل الى مقرات خلفية للفصائل في عمق محافظة ادلب.
وعاين مراسل فرانس برس في ادلب الثلاثاء وضع فصائل معارضة دبابات ومدفعية ثقيلة داخل تحصينات على بعد نحو عشرين كيلومتراً من حدود المنطقة المنزوعة السلاح.
ورغم أن هيئة تحرير الشام لم تعلن أي موقف من الاتفاق الروسي التركي منذ التوصل اليه، إلا أن محللين يتحدثون عن ضغوط تركية كبرى على كافة الفصائل وبينها الجهادية لتطبيق الاتفاق بحذافيره من أجل ضمان حمايتها من هجوم للنظام بدعم روسي.
وبدت دمشق بدورها واثقة من قدرة تركيا على تطبيق الاتفاق «بسبب معرفتها بالفصائل» وفق ما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم مطلع الشهر الحالي.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إسرائيل للتقيّد بقرارات الأمم المتحدة، سواء المتعلقة بمكافحة الإرهاب أو وضع مرتفعات الجولان، وأبدى ارتياح موسكو لسير تنفيذ اتفاق إدلب.
وردا على سؤال عن موعد الاجتماع المقبل بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو؟ قال لافروف إن التحضير للقاء المرتقب بين بوتين ونتنياهو يجري على مستوى الكرملين، بعدما تم تلقي مثل هذا الاقتراح من الجانب الإسرائيلي، وقد علق الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على هذا الموضوع، ويجري النظر في ترتيب هذا اللقاء بين الإدارة الرئاسية الروسية والمسؤولين الإسرائيليين المختصين، دون أن يذكر موعدا محددا لعقد هذا اللقاء.
وحول موقف روسيا من أحدث تصريحات لنتنياهو، خاصة في ما يتعلق بالاعتراف الدولي بالسيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وكذلك تصميم تل أبيب على إحباط خطر الوجود العسكري الإيراني في سوريا قال الوزير لافروف: إن «وضع مرتفعات الجولان محدد بدقة في قرارات مجلس الأمن، وأي تجاوز بهدف تغيير وضع هذه المرتفعات، يعتبر انتهاكا للقرارات الدولية. ونتمنى من جميع الأطراف بما فيها الإسرائيلي التقيد بمضمون القرار 2254 وتخليص سوريا من الإرهاب في أقصر وقت ممكن».
وأضاف: القضاء على التهديدات الإرهابية يشكل أولوية. ووفقا لهذا المعيار، من الضروري الحكم على مختلف الإجراءات الأخرى.
على صعيد اخر، شن تنظيم داعش هجوماً مضاداً على مواقع قوات سوريا الديموقراطية في آخر جيب تحت سيطرته في محافظة دير الزور (شرق)، وتمكن من أسر العشرات من مقاتليها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأعلن الأكراد امس مقتل مقاتل فرنسي انضم الى صفوفهم في المعارك في هذه المنطقة قبل أيام.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن قيام التنظيم بشن «هجوم مضاد على مواقع لقوات سوريا الديموقراطية في محيط هجين وبلدات مجاورة، اندلعت على إثره معارك عنيفة لا تزال مستمرة بين الطرفين».
وخلال المعارك، تمكّن التنظيم من «أسر 35 مقاتلاً من قوات سوريا الديموقراطية، وقتل عشرة آخرين على الأقل»، وفق المرصد الذي رجح ارتفاع حصيلة القتلى.
ونفت قوات سوريا الديموقراطية أسر أي من عناصرها خلال الهجوم.
وقال مسؤول مكتبها الاعلامي مصطفى بالي «لم يتعرض أي من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية للأسر على يد تنظيم داعش في محور دير الزور» مضيفا «هذه المعلومات غير صحيحة».
وأفاد التنظيم، من جهته على حساباته على تطبيق تلغرام عن هجمات شنها «جنود الخلافة على ثكنات» لقوات سوريا الديموقراطية، قال إنها أوقعت قتلى وجرحى. واستغل التنظيم، وفق المرصد، عاصفة رملية تتعرض لها منطقة دير الزور ذات الطبيعة الصحراوية لشن هجومه المضاد وهو «الأعنف» منذ بدء العمليات العسكرية في المنطقة، ما مكّنه من التقدم الى مواقع قوات سوريا الديموقراطية.
(ا.ف.ب - رويترز)