افتتحت اسرائيل امس مطارا دوليا جديدا في الصحراء الجنوبية بهدف تعزيز السياحة في منطقة البحر الاحمر على أن يكون بديلا لمطار بن غوريون في تل ابيب في حال الطوارئ.
وحضر مراسم الافتتاح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصل على متن أول رحلة بمناسبة الافتتاح، الى المطار ذو الزجاج الانيق.
وقال نتنياهو من قمرة القيادة لدى وصوله «مطار رامون في طائرة من شركة الطيران الاسرائيلي أركيَع، «هنا الرحلة أركيَع 683، نحن متحمسون للغاية»، ونقل تبادل الكلام بينه وبين برج المراقبة عبر مكبرات الصوت.
في بادئ الامر سيستخدم المطار الذي اطلق عليه اسم مطار رامون للرحلات الداخلية فقط التي تديرها شركتا النقل الإسرائيليتان «أركيَع» و«إسراير».
ولم يتم حتى الآن تحديد موعد بدء الرحلات الدولية. وأطلق على المطار اسم رامون تيمنا بايلان رامون أول رائد فضاء اسرائيلي قتل في حادث تحطم مكوك الفضاء كولومبيا عام 2003.
وقالت سلطة المطارات إن «المطار الجديد هو أول مطار دولي وداخلي يشكل البوابة الجوية الجنوبية لدولة إسرائيل وسيخدم بالأساس السياحة الداخلية والدولية لمدينة إيلات ومواقع الترفيه السياحية في جنوب البلاد».
وأضافت «خطط في المطار مسار إقلاع وهبوط طوله 3600 متر، بحيث يمكن من إقلاع طائرات كبيرة الحجم، ويخدم نحو مليوني مسافر سنويا بمستوى عال».
ويبعد مطار رامون حوالي 18 كيلومترا من منتجع إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر وميناء العقبة الأردني المجاور.
وشركات الطيران المتدنية الكلفة التي تسير حاليا رحلات الى مطار عوفدا الذي يبعد حوالى 60 كلم عن إيلات، ستنقل عملياتها الى مطار رامون كما جاء على موقعه الالكتروني.
وبينها شركات «ريان اير» و«وويز اير» و«ايزيجيت» و«اس ايه اس» و«فين اير» و«اورال ايرلاينز». وصلت كلفة إنشاء المطار الجديد إلى 1،7 مليار شيكل (455 مليون دولار) وبدأت الاشغال فيه عام 2013 لكن تم تعديل المواصفات الأصلية للمشروع عدة مرات لكي يطور بشكل إضافي.
وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إن خطط المشروع في الشق الدفاعي تم تعديلها في ضوء الدروس المستفادة خلال حرب غزة عام 2014. وأضافت «في حالات الطوارئ سيتمكن أسطول اسرائيل للطيران بأكمله من الهبوط والإقلاع هناك، بل وأيضاً طائرات إضافية».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء حفل افتتاح المطار «الطائرات ستأتي إلى هنا من الجنوب ومن الشرق ومن الشمال. هذا تغيير كبير في ما يتعلق بقدرة إسرائيل على استقبال الزوار وكذلك بمكانتها الدولية».
وقال نتنياهو إن المطار الجديد «سيمنحنا قدرات إضافية واستراتيجية مهمة سواء في الأوقات العادية أو بقدر ما نحتاج في أوقات الطوارئ».
ويبعد المطار بمسافة 200 كيلومتر عن غزة و370 كيلومترا عن لبنان وهو في مأمن من هجمات من سيناء وحوله سياج أمني يوصف بأنه للوقاية من الهجمات باستخدام الصواريخ المحمولة على الكتف من الأردن.
وتشهد إيلات ازدهارا سياحيا منذ عام 2015 حين عرضت إسرائيل تذاكر رحلات بقيمة 70 دولارا على الرحلات المباشرة القادمة إلى عوفدا كما جرى إلغاء الضرائب والرسوم على مدى ثلاثة أعوام لتخفيض أسعار التذاكر.
وتابع موسكوفيتس قائلا إن عدد السائحين الأجانب القادمين إلى إيلات ارتفع إلى مثلين خلال العامين الماضيين. وزاد بصفة خاصة عدد السائحين القادمين من روسيا والمجر وبولندا وليتوانيا عبر مطار قاعدة عوفدا.
من جهته، أعرب مسؤول أردني عن رفض بلاده لافتتاح المطار الاسرائيلي الجديد في منطقة البحر الأحمر بالقرب الحدود الاردنية، لتأثيره على «سيادة الأجواء» الأردنية.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني هيثم ميستو تأكيده «موقف الأردن الرافض لإقامة المطار الإسرائيلي في موقعه الحالي، وقرار تشغيله الأحادي الجانب، الا إذا التزمت اسرائيل المعايير الدولية واتخذت الإجراءات التي تضمن المصالح الاردنية كاملة».
وأوضح ميستو أن «الرفض يأتي لمخالفة المطار المعايير الدولية في ما يتعلق باحترام سيادة الأجواء والأراضي للدول الأخرى عند تشغيل المطار».
وأكد «ضرورة التزام إسرائيل باتفاقية شيكاغو للطيران المدني لعام 1944 الموقعة من 192 دولة في العالم من ضمنها الأردن وإسرائيل، وهي اتفاقية ملزمة لجميع الأطراف».
واشار الى أنّ «الحكومة ممثلة بهيئة تنظيم الطيران المدني، بصفتها الجهة المختصة بهذا الموضوع، قامت بإبلاغ منظمة الطيران المدني الدولي باعتراض المملكة الشديد على هذه المخالفة، والتأكيد على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تقيد إسرائيل بالمعايير الدولية».
واضاف ان «الهيئة قامت بالتواصل مع سلطة الطيران المدني الإسرائيلي بهذا الخصوص، وإعلامهم بضرورة عدم اتخاذ قرار التشغيل للمطار بشكل أحادي الجانب إلى أن يتم حل جميع الأمور العالقة تحت المظلة الدولية».
واكد أنّ «الحكومة تحتفظ بجميع الخيارات لضمان الدفاع عن مصالح المملكة وحمايتها، وهي تتابع هذا الأمر مع منظمة الطيران المدني الدولي لضمان الوصول الى حل بهذا الخصوص وفق القوانين والمعايير الدولية».
واعتراض الاردن يأتي بسبب قرب المطار الإسرائيلي الجديد من مطار الملك حسين بن طلال في مدينة العقبة على البحر الأحمر وتأثيره على السيادة الجوية للمملكة. وسبق للاردن ان اعلن رسميا اعتراضه على بناء هذا المطار عند بدء الاشغال فيه عام 2013.
(ا.ف.ب - رويترز)