بات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أول مسؤول حكومي رفيع المستوى تتأكّد إصابته بفيروس كورونا المستجد امس بينما سجّلت إيطاليا أكبر عدد يومي من الوفيات على الإطلاق في العالم مع فقدان أكثر من 25 ألف شخص حياتهم. وفي آخر التطورات، أظهر تعداد أعّدته فرانس برس أن عدد الوفيات بلغ 25 ألفا و66 حتى الساعة 11،00 ت غ امس معظمهم في أوروبا، بينما تجاوز عدد الإصابات في الولايات المتحدة ذاك الذي تم تسجيله في الصين.
وتعاني الاقتصادات كذلك، إذ أشارت مديرة صندوق النقد الدولي إلى أنه من الواضح أن العالم دخل في مرحلة ركود في وقت تحوّلت جنوب إفريقيا إلى آخر دولة تفرض إجراءات عزل تام مع تسجيلها أولى الوفيات بكوفيد-19.
وأفاد جونسون، الذي سجّلت بلاده أكثر من 14 ألف إصابة بالفيروس و759 وفاة، أنه أصيب بعوارض طفيفة خلال الساعات الـ24 الأخيرة وفرض حجرا صحيا على نفسه بعدما أثبتت التحاليل إصابته.
وتأكّدت كذلك إصابة وزير الصحة البريطاني مات هانكوك كذلك وظهرت عليه هو الآخر عوارض طفيفة.
وفي موسكو قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن هناك حالة إصابة واحدة بكورونا في إدارة الرئاسة لكن الموظف المعني لم يخالط الرئيس فلاديمير بوتين.
وقال بيسكوف إن مكتب الرئيس يتخذ إجراءات لوقف انتشار الفيروس بين موظفي الإدارة.
وأعلنت إيطاليا امس تسجيل ما يقارب من ألف وفاة خلال 24 ساعة، وهي حصيلة قياسية في البلد والعالم، بحسب الأرقام الرسمية للدفاع المدني. وبذلك، ارتفع العدد الاجمالي للوفيات في إيطاليا إلى 9134، في حين أشار خبراء إلى أن الوباء قد يبلغ ذروته في البلاد خلال أيام بينما حذّرت السلطات الإقليمية من أن نهاية الأزمة لا تزال بعيدة. وبالمجمل، سجّلت أوروبا أكثر من 300 ألف إصابة بالفيروس، أكثر من نصفهم في إيطاليا وإسبانيا .
وبلغ إجمالي عدد الوفيات في إسبانيا 4858 بعد وفاة 769 شخصا خلال الساعات الـ24 الماضية، في عدد يومي قياسي. لكن وتيرة الإصابات الجديدة بدت أبطأ في إسبانيا، وهو أمر وصفه المسؤولون بحذّر بأنه «مطمئن».
وعانت أوروبا بشدّة من تداعيات الوباء خلال الأسابيع الأخيرة، إذ يعيش الملايين في أنحاء القارة في إجراءات عزل تام تركت شوارع باريس وروما ومدريد مقفرة.
وفي فرنسا، باتت حصيلة الوفيات جراء كورونا منذ ظهوره في فرنسا تقارب ألفي وفاة، بينها حوالى 300 سجلت خلال آخر 24 ساعة.
وقال المدير العام للصحة جيروم سالومون إن هناك 15732 مريضا يتوزعون حاليا على 623 مستشفى، بينهم 3787 مريضا في حالات خطيرة في أقسام الإنعاش، ما يعني نقل 412 شخصا إلى المستشفيات خلال يوم واحد.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب «نجد أنفسنا في أزمة ستستمر وفي وضع صحي لن يتحسن في وقت قريب».
وتحوّل التركيز كذلك إلى الولايات المتحدة حيث بلغ عدد الإصابات المؤكدة نحو 94،238 ألفا، أي أعلى من الصين وإيطاليا وأودى الفيروس بحياة 345 شخصا في الولايات المتحدة خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق احصاء لجامعة جونز هوبكنز، في عدد قياسي يرفع الحصيلة الاجمالية في البلاد إلى 1475 وفاة.
وطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مصنّعي السيارات فورد وجنرال موتورز البدء في تصنيع أجهزة تنفس اصطناعي للمساعدة في تخفيف الضغط المتزايد على المستشفيات للرعاية بمصابي كوفيد-19.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر «يجب أن تفتح جنرال موتورز فورا مصنع لوردز تاون الذي هجرته بغباء في أوهايو، أو مصنعا آخر، وتبدأ في تصنيع أجهزة التنفس الاصطناعي، الآن!».
وتخشى منظمة الصحة العالمية من تحوّل الولايات المتحدة التي تعد نحو 330 مليون نسمة إلى البؤرة المستقبلية للوباء.
وفي مدينة نيويورك، يواجه موظفو الصحة حصيلة متزايدة من الوفيات والمصابين في معقل الوباء في الولايات المتحدة، بما في ذلك عددا متزايدا من المرضى الأصغر سنا. وقال موظف متخصص بمجال التنفس في المركز الطبي اليهودي لفرانس برس «الآن (الضحايا في) الخمسينات والأربعينات والثلاثينات» من عمرهم.
وارتفعت حصيلة الوفيات في نيويورك إلى 519 امس، وفق ما أفاد حاكم الولاية الذي أعلن عن خطط لإقامة أربع مستشفيات جديدة مؤقتة لاستيعاب المرضى الذين تزايدت أعدادهم.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية امس من أن النقص الشديد في معدّات الوقاية للموظفين الصحيين الذين يواجهون الوباء كوفيد-19 يعد بين التهديدات الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى العالم حاليا.
وحضّت المنظمة الدول المتقدمة صناعيا على زيادة إنتاجها لمعدات الوقاية الشخصية بينما حذّرت من أن المعركة ضد كورونا المستجد ما زالت في بدايتها.
وقال مدير عام المنظمة تيدروس ادهانوم غبرييسوس إن «النقص العالمي المزمن في معدات الوقاية الشخصية بات بين التهديدات الأكثر إلحاحا لقدرتنا المشتركة على إنقاذ الأرواح». وتابع «عندما يكون الموظفون الصحيون في خطر، نكون جميعا في خطر».
وقال تيدروس «لا يمكن حل هذه المشكلة إلا من خلال التعاون الدولي والتضامن»، مشددا على أن الموظفين الصحيين في الدول الأفقر يستحقون ذات الحماية التي يحظى بها أقرانهم في الدول الأغنى. وأفاد أن المنظمة أرسلت نحو مليوني قطعة منفصلة من معدات الوقاية الشخصية إلى 74 بلدا وتستعد لإرسال كمية مشابهة إلى 60 دولة أخرى.
وللمرة الأولى في التاريخ، ترأس البابا فرنسيس امس وحيدا في ساحة كاتدرائية القديس بطرس الخالية في الفاتيكان صلاة في مواجهة «عاصفة» وباء كورونا المستجد داعيا العالم «الخائف والضائع» الى إعادة النظر في أولوياته والعودة الى الإيمان. وقال البابا «ظلمة كثيفة قد غطّت ساحاتنا ودروبنا ومدننا واستولت على حياتنا وملأت كل شيء بصمت رهيب وفراغ كئيب يشلُّ كل شيء لدى عبوره».
وأعلن وزير الداخلية التركي امس فرض حجر على 12 منطقة في اجراء غير مسبوق يهدف للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال سليمان صويلو «في الإجمال وضعت 12 بلدة وقرية في الحجر».
وأقام الجيش والشرطة في فنلندا حواجز على جميع الطرق التي تربط بين هلسنكي وبقية أنحاء البلاد في الوقت الذي سارعت فيه الحكومة إلى سن قانون عبر البرلمان لفرض حالة إغلاق في العاصمة بحلول منتصف ليل الجمعة لمنع انتشار فيروس كورونا.
وسجلت السلطات في فنلندا حتى يوم امس سبع وفيات و1025 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، معظمها في منطقة العاصمة.
(أ ف ب - رويترز)