بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

2 نيسان 2020 01:26م إيران تسير على جمر تهديدات أميركا.. وقاآني في العراق لـ «رأب الصدع»

حجم الخط

رغم انشغال العالمبكارثة الانتشار السريع لوباء "كورونا" الفتّاك،وفيما تسجّل الولايات المتّحدة أعلى نسب الإصابة بالفيروس، الذي بات يهدّدها بالتحوّل إلى مركز لتفشّي الوباء، لا تغيب إيران عن ساحة اهتمام الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب.

إذ لا يبدو أنّ استغراق إدارته في تفاصيل المواجهة اليوميّة مع الفيروس، سيدفعهإلى تغيير نهجه حيال طهران،وتهديدها للمصالح الأميركيّة في الشرق الأوسط.

في هذا الإطار، وجه ترامب الأربعاء، تحذيرًا واضحًا إلى القادة الإيرانيّين من مغبّة الإقدام على أيهأعمال عدائيّة ضدّ الولايات المتحدة، وبخاصة ضدّ القوات الأميركيّة الموجودة في العراق، والتي تعرضت لهجمات صاروخيّة عدّةخلال الأشهر الماضية، إحداها كانتإيرانيّة معلنة، استهدفت قاعدة عين الأسد غربي العراق في كانون الثاني/ يناير الماضي،وكانت ردًا على مقتل القائد في الحرس الثوريّ الإيرانيّ قاسم سليماني بصاروخ أميركيّ في بغداد.

وفي سياق التصدّي للهجمات الصاروخيّة التي ما فتئت الميليشيات العراقيّة الموالية لإيران تنفذها ضد قواعد عراقيّة تستضيف جنودًا أميركيين، نشرت واشنطن، الأسبوع الماضي، بحسب عسكريّة متخصّصة،أنظمة باتريوت للدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد العراقيّة التي سبق وتعرضت لهجمات صاروخيّة.

القاعدة هذه استقبلت الجنود الأميركيين الذين نقلوا من قواعد أخرى في أنحاء متفرقة من العراق بعد هجمات تعرضت لها معسكراتهم.

في المقابل، أدانت إيران نشر الصواريخ، مع أنّ قاعدة عين الأسد ليست قريبة منحدودها مع العراق.

قآاني في العراق

في عضون ذلك، كان خليفة سليماني في فيلق القدس الإيرانيّة التابعة للحرس الثوري، الجنرال إسماعيل قاآني يجري زيارة إلى العراق.

مصادر عراقية مطلعة تقول إن الزيارة ركّزت على مشكلة اختيار رئيس وزراء عراقيّ جديد، بعد الفشل في العثور على شخصيّة تتوافق عليها الأطراف الشيعيّة، ناهيك عن باقي الأطراف السياسية في الساحة العراقيّة.

لكنّ آخرين، من ضمنهم مسؤولون في الحشد الشعبيّ العراقيّ، تحدثوا لموقع "الحرة" شرط عدم الكشف عن هويتهم، قالوا إنّ الزيارة ركّزت بشكل أكبر على ملف التصعيد مع الولايات المتحدة، وملف فيروس "كورونا" الذي تعاني منه إيران كثيرًا، والذي كُلف الحرس الثوري بإدارته.

وفي الوقت الذي تبدو فيه إيران سائرة على الجمر، مع ازدياد التحديات الاقتصاديّة والصحيّة والوضع السياسي المضطرب، يبدو حدوث صراع بين أذرعها في العراق، أو توريطها في صراع مفتوح مع الولايات المتحدة أمرًا غير مرغوب بالنسبة إليها، بل وربما خطرًا، ولفقا لتلك المصادر.

وتشير التسريبات إلى أنّقآاني يحاول، في زيارته، رأب الصدع في العلاقات بين الأطراف الشيعية، وبخاصة تلك التي لديها فصائل مسلحة، والتي نشبت بينها الخلافات بعد مقتلسلف قآاني، الجنرال قاسم سليماني.

كما تقول المصادر إن تعيين عبد العزيز المحمداوي خلفًا لأبو مهدي المهندس الذي قتل في الضربة الأميركيّة لقاسم سليماني،لم يحظ بموافقة أي من قادة الميليشيات الذين كان كل منهميريد المنصب لنفسه، كما أنه لا توجد بوادر على توحيد جهودهم أو جهود بعضهم باتجاه مرشح واحد.

مقال نشره موقع "راديو فاردا"، يؤكد أنّاختيار القيادي في كتائب حزب الله عبد العزيز المحمداوي ليحل محل المهندس، أدى إلى تعمق الانشقاقات التي كان من المفترض أن يحلها.

إذ يقول المقال إنّ اختيار المحمداوي المعروف باسمه الحركي أبو فدك، قائدًا للميليشيات العراقية، لم يحظ بالتأييد حتى داخل مجموعته الخاصة، كتائب حزب الله، التي اشتهرت بكون قادتها يعملون بعيدًا عن الأضواء.

وبحسب مصدر في وزارة الداخلية العراقيّة، تحدّث لموقع "الحرة" شرط عدم كشف هويته، فإنّ "الخلافات داخل الكتائب قد تكون أنتجت فصيلا آخر"، مشيرًا إلى أنالأجهزة الاستخبارية العراقية تنظر بقلق إلى تنظيم اعترف بشن الهجمات على القوات الأميركيّة، وتعتقد أنه فصيل منشق عن الكتائب، يحاول "إبراز نفسه".

وربما توفر الفوضى التي خلفها مقتل أبو مهدي وسليماني، وضعف التأثير الذي يمتلكه قآاني مقارنة بسلفه، فرصة بالنسبة للقادة الثانويين في الميليشيات لإبراز أنفسهموسط القادة التقليديينالذين ينشغلون بالتجارة والسياسة، في الآونة الأخيرة.

وربما تكون إيران في نفس المأزق

فمن جهة لن تستطيع إيران، التي أنهكتها العقوبات وانتشار فيروس كورونا، أن تدخل في أزمة جديدة في هذا التوقيت، كما إنها لن تستطيع التخلي عن الميليشيات التي تمنحها اليد العليافي القرار العراقي.

ويعتقد كثير من المحللين إن ضربة أميركيّة واسعة لإيران في هذا الوقت قد تكون مدمرة جدًا، بخاصة بعد توعد الرئيس الأميركيّ بـ "ثمن باهظ" ستدفعه مقابل أيّ اعتداء تشنه ميليشياتها على المواقع التي يشغلها جنود أميركيون في العراق.

ومع إن المصادر داخل الحشد الشعبي لم تتحدث بشكل صريح عن توجيهات إيران التي يعتقد إن قآاني حملها معه، إلا إنهم قالوا لموقع "الحرة" إنّ "الوقت الآن ليس مناسبًا لأيّ تصعيد" مع الولايات المتحدة.

وبحسب الباحث في معهد انتربرايز الأميركي مايكل روبين، الذي يقول في مقال نشر على موقع The National Interest فإنّ "استهداف مجموعات مثل فيلق بدر، كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، من دون نزع الشرعية عنها لأول مرة، يسمح لهذه الجماعات بتصوير نفسها كشهداء والولايات المتحدة كعدو للعراق".

ويبدو إن هذا ما نجحت الولايات المتحدة في تلافيه حتى الآن، كما يقول الصحافي أحمد حسين، مؤكدا أنّ "التظاهرات كشفت الوجه الدموي للميليشيات وأفقدتها الكثير من الدعم الشعبي، كما أنّ انتشار فيروس كورونا بين مرة أخرى هشاشة الدولة التي بنتها تلك الأحزاب، وبمقتل أبو مهدي (المهندس)، تبدو الميليشيات العراقية في أضعف حالاتها".

من جهته، يعتقد المحلل السياسي يوسف الأغا إن "فرص الصدام بين الولايات المتحدة وإيران ما تزال موجودة، بخاصة وإن واشنطنتبدو مرحبة بمزيد من الضربات التي توجه لإيران ردًا على هجماتها ضد القواعد الأميركيّة".

الأغا أوضح أنّه "كما تبيّن، ضربة سليماني والمهندس كلّفت إيران والميليشيات الكثير من النفوذ في العراق والمنطقة، وقد تسبب ضربة كبيرة أخرى ضررًا لا يمكن إصلاحه للمصالح الإيرانيّة، بخاصة في هذا التوقيت".

المصدر: الحرّة + اللواء