قالت روسيا وتركيا وإيران، بعد محادثات في كازاخستان، إنها قلقة من تزايد وجود الجماعات الإرهابية في محافظة إدلب بسوريا، وتعهدت بالتنسيق من أجل القضاء على المتشددين.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك بعد المحادثات إن موسكو وأنقرة وطهران «تشدد على ضرورة إرساء الهدوء على الأرض».
وشارك في المحادثات أيضا ممثلون للحكومة السورية والمعارضة المسلحة.
وذكرت الدول الثلاث أيضا أنها ترفض محاولات خلق «واقع جديد على الأرض بما يشمل مبادرات حكم ذاتي غير قانونية» وأشارت إلى أنها تعارض الاستيلاء على إيرادات النفط السوري.
وتعليقا على عمل لجنة صياغة الدستور السورية، قالت روسيا وتركيا وإيران إنها يتعين أن تدار بأسلوب «التوافق والمشاركة البناءة» دون أي تدخل خارجي أو أُطر زمنية مفروضة من الخارج.
وأكدت روسيا وتركيا وإيران أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشددة على رفضها لمحاولات خلق واقع جديد، بما في ذلك مبادرات حكم ذاتي غير مشروعة، بذريعة مكافحة الإرهاب.
وجددت الدول الثلاث في البيان الختامي للجولة الـ 14 للمباحثات بـ«صيغة أستانا» التي اختتمت أعمالها امس في العاصمة الكازاخية نور سلطان، التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وقالت: نرفض في هذا الصدد جميع المحاولات الرامية إلى خلق واقع جديد على أرض الواقع، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة، بذريعة مكافحة الإرهاب، ونعرب عن عزمنا على الوقوف ضد الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وكذلك تهديد الأمن القومي للبلدان المجاورة.
وأضاف البيان أن الدول الثلاث اتفقت على أن الاستقرار والأمن في شمال شرق سوريا على المدى الطويل لا يمكن تحقيقه إلا على أساس الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها»، ورحبت في هذا السياق، بإبرام مذكرة 22 أكتوبر الروسية التركية بشأن الاستقرار في تلك المنطقة وأكدت أهمية اتفاقية أضنة لعام 1998.
وندد البيان بالهجمات الإسرائيلية على سوريا، باعتبارها تنتهك القانون الدولي وتقوض السيادة السورية والدول المجاورة، كما عبرت الدول الثلاث عن «رفضها للاستيلاء والتوزيع غير المشروعين لعائدات النفط السوري، التي ينبغي أن تعود إلى الجمهورية العربية السورية».
وعبرت الدول الثلاث عن قلقها البالغ إزاء تعزيز «هيئة تحرير الشام» وغيرها من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بها، وجودها في إدلب وتصعيد نشاطها الإرهابي هناك، مما يشكل خطرا على المدنيين داخل منطقة خفض التصعيد وخارجها.
وأكدت أطراف «أستانا» عزمها مواصلة التعاون من أجل القضاء على كافة الجماعات الإرهابية المرتبطة بـ«داعش» أو «القاعدة» بشكل نهائي.
وأكد البيان أن النزاع السوري لا حل عسكريا له، وجدد التزام ضامني «أستانا» بعملية سياسية طويلة الأمد وقابلة للحياة، يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية انعقاد اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
كما أكد البيان أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى الإفراج عن المعتقلين، وزيادة المساعدة الإنسانية لجميع المواطنين السوريين على كافة أراضي البلاد دون تمييز وتسييس وطرح شروط مسبقة، إضافة إلى تقديم مساعدة دولية لعملية عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
وقررت الدول الثلاث عقد جولة جديدة من المباحثات بـ«صيغة أستانا» في مدينة نور سلطان في آذار عام 2020.
من جهة أخرى أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بحثا هاتفيا الوضع في سوريا وليبيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيسكوف قوله، إن الرئيسين بحثا الوضع في سوريا وليبيا.
وأوضح بيسكوف: أكد بوتين وأردوغان دعمهما تنشيط جهود مواجهة التهديد الإرهابي في سوريا بما فيها محافظة إدلب».
واعتبر مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، أن القمة الرباعية التي يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقدها في اسطنبول في شباط المقبل، لن تثمر في ظل غياب روسيا.
وقال لافرينتيف خلال مؤتمر صحفي في ختام الجولة الـ14 للمباحثات بـ«صيغة أستانا» في العاصمة الكازاخية نور سلطان: «يجب أن تكون روسيا حاضرة على أي حال لدى بحث أي مسائل تتعلق بالتسوية السورية، لأن روسيا لاعب محوري على الساحة السورية، ولديها علاقات جيدة مع الحكومة السورية».
وأضاف: «أعتقد أن هذا الموضوع قد يثار خلال زيارة رئيسنا إلى تركيا مطلع يناير. أظن أن أردوغان سيتطرق إلى هذه النقطة»، مشيرا إلى أن روسيا لم تتلق بعد دعوة للمشاركة في القمة.
وشدد لافرينتيف على أنه «في ظل غياب روسيا، لن يكون الأمر مثمرا بما فيه الكفاية، ومن غير الصائب توقع أن يخرج مثل هذا المؤتمر بنتيجة إيجابية».
وسبق أن أعلن الرئيس التركي في أعقاب الاجتماع الذي عقده مع زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا على هامش قمة حلف الناتو مطلع الشهر الجاري، أن قمة ثانية بنفس الصيغة ستستضيفها اسطنبول في شباط المقبل.
(أ ف ب - رويترز)