بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

20 شباط 2019 12:22ص استقبال حافل لـ بن سلمان في الهند ومودي يكسر البروتوكول

مباحثات استراتيجية وتوقيع اتفاقات اليوم.. والتوتُّر في كشمير على جدول الأعمال

حجم الخط
وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أمس إلى العاصمة الهندية المحطة الثانية في جولته الآسيوية حيث كان رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي في مقدمة مستقبليه في المطار خارجا بذلك عن البروتوكول الحكومي، حيث جرت العادة على ألا يستقبل رئيس الوزراء شخصية أجنبية في المطار، ولكن يرسل مسؤولا أو وزير دولة لذلك.
ولقي ولي العهد السعودي استقبالا حافلا تخلله قرع طبول قبل أن يغادر مع مودي المكان في موكب رسمي.
وعبر رئيس الوزراء الهندي عن سعادته بزيارة الأمير محمد إلى الهند وقال عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر»: إن الهند تبتهج بزيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ومن المقرر أن يعقد ولي العهد السعودي الذي زار باكستان من قبل حيث استقبل بحفاوة أيضا، محادثات اليوم مع مودي قبل اصدار بيان والاعلان عن اتفاقات. 
وقال رافيش كومار المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية على تويتر«فصل جديد في العلاقات الثنائية»، مشيدا «بكسر البروتوكول» من جانب مودي ونشر صورة للزعيمين وهما يتصافحان بحرارة قرب سلم طائرة الأمير محمد.
وقال مسؤول هندي ووسائل إعلام رسمية سعودية إن الهند تتوقع أن يعلن ولي العهد خلال الزيارة عن استثمار مبدئي في الصندوق الوطني للاستثمار والبنية التحتية، وهو صندق يشبه صناديق الثروة السيادية، للمساعدة في تسريع بناء موانئ وطرق سريعة.
والسعودية أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند لكن وزارة الخارجية الهندية قالت الأسبوع الماضي إن البلدين وسعا الروابط لما هو أبعد من قطاع الطاقة وإن الحكومتين اتفقتا على بناء شراكة استراتيجية.
وتتجلى عمق هذه العلاقة في كون السعودية اليوم هي الشريك التجاري الرابع للهند التي تستورد نحو 20% من حاجتها للنفط من المملكة، فيما تعتبر السعودية ثامن أكبر سوق للصادرات الهندية خلال العامين الماضيين تمثل 1.86 من صادرات الهند للعالم.
وسعى مودي في السنوات الأخيرة الى استقطاب الاستثمارات السعودية لمشاريع البنى التحتية الرئيسية. 
ومن المقرر أن يغادر الأمير محمد بن سلمان الهند في وقت متأخر اليوم الى الصين في زيارة تستغرق يومين، تليها ماليزيا وإندونيسيا.
وذكر محللون أن الجولة هي جزء من محاولة تقرب من آسيا التي تعتبر سوقاً متزايداً للنفط،.
وأخذت زيارة ولي العهد السعودي الى الهند بعد باكستان بُعداً إضافياً بعد تفجير في إقليم كشمير المتنازع عليه الخميس الماضي ألقت الهند باللوم فيه على باكستان. 
وتحرص الجارتان على تعميق العلاقات مع السعودية برغم زيادة التوتر بينهما بشدة.
ومن المتوقع أن يكون هذا التوتر بين الجارتين النوويتين، والذي يتسبب في تزايد القلق الدولي، ضمن أجندة محادثات ولي العهد السعودي مع مودي اليوم. 
والاثنين، صرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير «هدفنا يتمثل بمحاولة خفض تصعيد التوتر بين البلدين الجارين والبحث عن مسار لحل هذه الخلافات سلميا».
وقال كبير تانيجا الباحث في مؤسسة «اوبزيرفر ريسيرتش فاونديشن» في نيودلهي لوكالة فرانس برس «ستبقى العلاقات الاقتصادية المفيدة للبلدين، نقطة التركيز في الاجتماعات». 
وأضاف أن «الهند والسعودية تعرفان ما تريدان من بعضهما البعض: فالهند ترغب في أن يكون لها تأثير على أسعار النفط، بينما السعودية، التي تحاول تنويع اقتصادها، تتطلع إلى الدخول إلى السوق الهندية الواعدة». 
وتابع تانيجا إن الهند ستستهدف «دعم السعودية غير المشروط لباكستان». 
يذكر أنه يعمل في السعودية اليوم حوالي 3.5 مليون هندي يشكلون أكثر جالية أجنبية تنخرط في سوق العمل المحلي، وهي أكثر العمالة تحويلات مالية إلى بلدها، ووفقاً لإحصاءات رسمية فقد ناهزت تحويلات الهنود بحسب إحصاءات البنك الدولي من السعودية 10.5 مليار دولار عام 2015، وتعتبر السعودية إحدى الوجهات التي يفضلها الهنود للعمل لاعتبارات كثيرة منها متانة ونمو الاقتصاد السعودي، إضافة إلى الاستقرار السياسي وسرعة اندماج اليد العاملة في السوق المحلية وتجاوزها لعوائق مثل اللغة والثقافة في وقت قياسي.
وكان تحول تاريخي قد شهدته العلاقات السعودية الهندية، تمثلت في إعلان (دلهي) عام 2006 ثم (إعلان الرياض) عام 2010 الذي مثل قيام الشراكة الحقيقية بين البلدين، وارتفاع قيم الاستثمار في الطاقة، وانعكاساته الإيجابية على مجالات التطوير والتقنية، وإيجاد المناخ الملائم للاستثمار والتعاون وتأسيس لجنة سعودية هندية تعمل على تحقيق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
ووفقاً للأرقام الصادرة عن اللجنة المشتركة في اجتماعها الـ 12 الذي استضافته الرياض فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في عام 2017 أكثر من 85 مليار ريال، حيث تمثل الصادرات السعودية إلى الهند نحو 67 مليار ريال، فيما تمثل الواردات السعودية من الهند أكثر من 18 مليار ريال.
(أ ف ب - رويترز - واس)