بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

22 حزيران 2018 12:30ص الإتحاد الاوروبي لا ينوي إقامة «غوانتانامو للمهاجرين»

ماكرون يندِّد بعودة التيارات القومية في أوروبا

حجم الخط
ندد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بـ«عودة التيارات القومية»، مهاجما بشدة «من يقترحون اغلاق الحدود ويتنكرون حتى لمبدأ اللجوء»، مع الاشارة الى استحالة «استقبال الجميع». 
وفي خطاب شديد اللهجة قبل ايام من موعد انعقاد قمة اوروبية حاسمة لتحديد طريقة التعامل مع مشكلة المهاجرين، شن ماكرون ايضا هجوما على «الذين يعطون الدروس ويطلبون مني استقبال الجميع» من دون التطلع الى «الانشقاقات داخل المجتمع الفرنسي». 
ودافع عن الخط الوسطي الذي ينتهجه بشأن الهجرة «والذي لا نخجل به» (في اشارة الى دعوته الى ادماج الذين يحصلون على حق اللجوء، وطرد الاخرين) معتبرا ان ما يدعو اليه هو «الطريق الذي يبدو دائما اكثر صعوبة من غيره، لكنه اكثر مسؤولية من الذي يستغل عامل الخوف».
واضاف في كلمته التي القاها خلال زيارة له الى منطقة بريتاني (غرب) المعروفة بتمسكها بالتجربة الاوروبية الاتحادية «اطلب منكم عدم التخلي عن حبكم لاوروبا في هذه الاوقات العصيبة التي نعيشها». 
ويأتي كلام الرئيس الفرنسي وكأنه استعداد للانتخابات الاوروبية المقررة عام 2019. 
وتابع ماكرون في اشارة الى اوروبا «اقول لكم بكل جدية. كثيرون يكرهونها لكنهم يفعلون ذلك منذ زمن طويل، وترونهم اليوم وهم يزدادون تقريبا في كل انحاء اوروبا، وفي دول كنا نعتقد ان عودة ظهورهم مستحيلة. كما ان هناك جيرانا اصدقاء يقولون اسوأ الامور ونعتاد على ذلك». 
واضاف الرئيس الفرنسي «اقولها لكل الذين يعطون الدروس. يطلبون مني استقبال الجميع. انظروا الى المجتمع الفرنسي والانشقاقات التي تصيبه ! لكن انظروا ايضا الى ما نفعله، ونحن لا نخجل بذلك». 
وختم قائلا «اريد ان يبقى الانسجام الوطني ملازما لفرنسا، وان تجد طبقاتنا الوسطى مكانها ! وفي الوقت نفسه ان نكون على مستوى تقاليدنا في مجال الاستقبال وخصوصا اللجوء، وهذا لا يعني استقبال الجميع وبأي طريقة كانت».
من جهة أخرى، اكد المفوض الاوروبي للهجرة ديمتريس افراموبولوس أمس ان الاتحاد الاوروبي ينوي فعلا انشاء «منصات اقليمية» لاستقبال اللاجئين الذي يتم انقاذهم في البحر، في دول اخرى لكن الامر لا يتعلق باقامة مراكز مثل معتقل «غوانتانامو للمهاجرين». 
وقال افراموبولوس في مؤتمر صحافي في بروكسل ان «المفوضية تجري مفاوضات مع الامم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية حول الطريقة التي يمكن ان تعمل فيها اجراءات إنزال اقليمية». واضاف ان «الطريقة التي أرى فيها كل ذلك هو اتفاق مع دول متوسطية لضمان ان يحصل الاشخاص على الحماية التي يحتاجون اليها وام يعاملوا بالكرامة التي يستحقونها»، مؤكدا ان مثل هذه «المراكز الخارجية» يجب ان تحترم «القيم الاوروبية». 
وتابع «لا أريد غوانتانامو لهؤلاء المهاجرين (...) ليس هذا ما نناقشه او ما اقترحناه»، في اشارة الى السجن الاميركي الواقع في كوبا ويواجه انتقادات بسبب شروط احتجاز الجهاديين فيه. 
وقال المفوض ان اقامة مراكز لانزال المهاجرين الذين يتم انقاذهم في البحر خارج الاتحاد الاوروبي سيوجه رسالة مفادها ان «الصعود على مركب لا يعني رحلة مجانية الى الاتحاد الاوروبي»، مؤكدا ان المفوضية «ستعاين قدرات الدول الاعضاء ورغبتها» في تنفيذ مشاريع كهذه «في الايام المقبلة». 
وتابع ان المفوضية الاوروبية تجري مناقشات مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية حول طرق اقامة هذه «المنصات الاقليمية لانزال» المهاجرين حيث يمكن تمييز المهاجرين لاسباب اقتصادية لاعادتهم الى بلدانهم، والذين يمكنهم طلب اللجوء الى الاتحاد الاوروبي. 
وتثير هذه الفكرة تحفظا كبيرا وشكوكا حول مدى تماشيها مع القانون الدولي ولم تبحثها الا بعض الدول الاعضاء. 
لكنها مدرجة في «مشروع قرارات» للقمة الاوروبية التي يفترض ان تعقد في 28 و29 الجاري في بروكسل في اجواء من الانقسام الشديد في مواجهة ضغط الهجرة. 
وتطرح داخل الاتحاد الاوروبي باستمرار فرضية اقامة مراكز من هذا النوع في تونس او في البانيا. 
لكن افراموبولوس اعترف بانه «ليس هناك حاليا اي بلد» خارج الاتحاد عبر عن رغبته في المشاركة في هذه الخطة، وذلك لانه «لم يتم تقديم اي اقتراح رسمي بعد».
من جهتها أكدت روما مشاركتها في قمة مصغرة حول الهجرة مقررة الاحد في بروكسل بعد ان لوحت بالمقاطعة اذ اعتبرت ان مقررات القمة معدة مسبقا ولا تأخذ في الاعتبار مطالبها. 
وصرح وزير الداخلية ماتيو سالفيني امس «إما أن يكون هناك اقتراح مفيد حول الدفاع عن الحدود والامن وأضيف حول حقوق اللاجئين الحقيقيين والا فعلينا ان نتجرأ ونقول لا». 
وتابع سالفيني الذي يترأس ايضا حزب الرابطة (يمين متطرف) «اذا كنا سنشارك لنحصل على اتفاق معد مسبقا من قبل الفرنسيين والالمان فمن الافضل توفير كلفة الرحلة». 
الا ان رئيس الحكومة جوزيبي كونتي أكد بعد ظهر امس على فيسبوك انه سيحضر القمة المصغرة بعد تلقيه اتصالا من المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عبرت فيه عن «قلقها» ازاء احتمال غياب ايطاليا. 
في المقابل، أعلنت دول مجموعة فيسغراد المؤيدة لانتهاج خط متشدد حول الهجرة امس انها لن تشارك في القمة الاوروبية المصغرة حول هذا الموضوع والتي تنظمها المفوضية الاوروبية الاحد في بروكسل. 
وندد رؤساء حكومات المجر وتشيكيا وسلوفاكيا وبولندا خلال اجتماع في بودابست بشرعية القمة المصغرة وأوضحوا انهم سيحتفظون بمشاركتهم في قمة الاتحاد الاوروبي المقررة يومي 28 و29 الجاري ايضا في بروكسل. 
وصرح رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان ان من مسؤولية رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك «تنظيم القمم وليس المفوضية الاوروبية. ندرك انه ستكون هناك قمة مصغرة لكن لن نشارك فيها لانها مخالفة لأعراف الاتحاد الاوروبي». 
وقال نظيره البولندي ماتيوش مورافيسكي إن «القمة المصغرة الاحد غير مقبولة ولن نشارك فيها فهم يريدون اعادة تحريك مقترح قديم سبق لنا رفضه». 
ومن المفترض ان يشارك في القمة المصغرة الاحد عشرة قادة أوروبيين على الاقل من بينهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. 
وتأتي القمة في الوقت الذي تواجه فيه المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ضغوطا من شريكها المحافظ في الائتلاف الحكومي من أجل تشديد القواعد الاوروبية على صعيد الهجرة. 
(أ ف ب)