هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بـ«دفع ثمن غالٍ» بعد وقوع عمليات في الضفة الغربية المحتلة، من بينها اثنان تبنتهما الحركة، في حين اكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في ذكرى تأسيس حماس أن الضفة هي «الساحة الأهم لحسم الصراع».
وقال نتنياهو خلال اجتماع لحكومته «نقلت رسالة واضحة لحماس. لن نقبل بهدنة في غزة وإرهاب في الضفة الغربية» قبل أن يتابع «سنجعلهم يدفعون الثمن غاليا».
وكان نتنياهو يشير إلى هدنة مثيرة للجدل تم التوصل إليها في تشرين الثاني الفائت وانهت أسوأ تصعيد بين إسرائيل والحركة منذ العام 2014.
وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ العام 2007، لكنها تحظى بتواجد أيضا في الضفة الغربية.
وتأتي تصريحات نتنياهو بعد مقتل جنديين للاحتلال الخميس بعملية إطلاق نار في موقف للحافلات قرب مستوطنة جعفات آساف القريبة من رام الله، وهي منطقة تجاور فيها المستوطنات الاسرائيلية القرى الفلسطينية.
وأعلن نتنياهو امس انه يعتزم إضفاء طابع «قانوني» على آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية، بعد ان وافقت لجنة وزارية على مشروع قانون بهذا المعنى.
وجميع مستوطنات الضفة الغربية غير قانونية استنادا الى القانون الدولي.
في المقابل أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مهرجان نظمته الحركة في الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيسها أمس أن الضفة الغربية المحتلة هي «الساحة الأهم والأعمق لحسم الصراع مع اسرائيل».
وقال هنية في كلمة ألقاها خلال مهرجان مركزي نظمته حماس في ذكرى تأسيسها الحادية والثلاثين في ساحة الكتيبة غرب غزة «نحن مستبشرون بالضفة، فهي الساحة الأهم للأحداث، والساحة الأعمق لحسم الصراع مع عدونا الصهيوني، وندعو لرفع القبضة الأمنية عن المقاومة ورجال الضفة».
وأضاف «انتفضت الضفة الغربية ووقفت بكل شموخ وقوة واقتدار، وكأنها تريد أن تقول لشعبنا في ذكرى الانطلاقة المجيدة إنها مع المقاومة، هناك انسجام كامل مع خيار المقاومة، تكون في غزة ثم تنطلق وتتجدد كالمارد المنتفض في الضفة الغربية، فهي ممتدة زمانا ومكانا».
واعتبر هنية «أن الضفة اليوم تقول إنها لن تكون منطلقا لصفقة القرن، بل مقبرة لصفقة القرن، واتهام الاحتلال لغزة بتوجيه العمليات في الضفة فخر لا ندعيه وتهمة لا ننفيها، إن رجال الضفة ليسوا بحاجة إلى توجيه».
وتابع هنية «من يدخل غزة (في اشارة الى الجيش الاسرائيلي ) سيكون إما قتيلاً أو أسيرًا»، لافتا الى ان لدى الحركة «ذخرا أمنيا مهما وكبيرا بين أيدي مهندسي القسام، سيساهم في فهم آليات عمل هذه القوات»، في اشارة الى القوات الاسرائيلية الخاصة التي تسللت الى شرق خان يونس في 11 تشرين الثاني الماضي واشتبكت مع مقاتلي القسام ما ادى الى مقتل ضابط اسرائيلي».
وشدد على أن «هذا الكنز الأمني الذي لا يقدر بثمن، ستكون له تداعيات ميدانية مهمة في عملية الصراع مع المحتل». وعن التصعيد الاسرائيلي الاخير على غزة قال هنية «لو زاد العدو في عدوانه الأخير لزادت المقاومة من ردها، وكانت على بُعد خطوة من تل أبيب».
وقال ايضا «تمر هذه الذكرى وليبرمان استقال، ليبرمان الذي كان يهدد غزة والمقاومة (...) ويهدد بيروت والمقاومة في لبنان، ويهدد سوريا، سقط ليبرمان، وها هي حماس تحيي ذكراها»، في اشارة الى وزير الدفاع الاسرائيلي السابق افيغدور ليبرمان الذي استقال احتجاجا على اعلان هدنة بين اسرائيل وحماس في غزة.
وتطرق هنية الى الوضع الفلسطيني الداخلي وقال «مطلوب منا أن نذهب مباشرة إلى الوحدة الوطنية، لنواجه هذه التحديات الاستثنائية، وحماس جاهزة ومستعدة لأن تذهب إلى أبعد مدى من أجل استعادة الوحدة الفلسطينية، (...) وأعلن استعدادنا لتشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً، وأعلن استعدادنا للذهاب إلى إجراء انتخابات بعد ثلاثة أشهر من الآن».
على صعيد آخر أكد رئيس وزراء استراليا سكوت موريسون امس تمسكه بقراره الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، بالرغم من الانتقادات من دول مسلمة جارة لبلاده.
وسارت كانبيرا على خطى دول معدودة في اللحاق بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالمدينة المقدسة المتنازع عليها كعاصمة لاسرائيل، مع اعلان موريسون السبت هذا القرار.
لكن نقل السفارة الاسترالية من تل أبيب الى القدس لن يتم حتى ابرام اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، وفق رئيس الوزراء الاسترالي، وهو عرض تم طرحه خلال انتخابات فرعية حاسمة في سيدني رأى المراقبون في توقيته استمالة للاصوات اليهودية في المدينة.
وأعلنت ماليزيا جارة استراليا ذات الغالبية الاسلامية انها «تعارض بشدة» قرار الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل.
وأضافت الحكومة الماليزية في بيان يدافع عن حل الدولتين للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي أن اعلان موريسون «سابق لأوانه وإهانة للفلسطينيين وصراعهم من أجل حق تقرير المصير».
أما أندونيسيا الجارة المباشرة لاستراليا وأكبر بلد اسلامي لجهة عدد السكان فقد أعربت عن غضبها للقرار ولاقتراح نقل السفارة خلال التحضير للانتخابات، وقالت السبت انها «أخذت علما».
وقال موريسون امس في اشارة الى رد جاكرتا أن رد الفعل الدولي «مدروس» وان قراره سوف يساعد على التقدم في مشروع حل الدولتين.
وأضاف للصحفيين في كانبيرا «الردود التي وصلتنا من الدول حتى الآن تمت دراستها».
وتابع «أستراليا ستواصل احترام حل الدولتين الذي لا يزال هدفنا بنفس القوة كما كان دائما».
وأعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان إن «اسرائيل ترى في قرار الحكومة الاسترالية فتح مكتب مكلف الدفاع والتجارة في القدس خطوة في الاتجاه الصحيح».
(ا.ف.ب - رويترز)