بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

31 آذار 2020 12:01ص العالم ينغلق أكثر في انتظار بلوغ كورونا ذروته

سفينة المساعدات الطبية «يو إس إن إس كومفورت» تصل ميناء نيويورك (أ ف ب) سفينة المساعدات الطبية «يو إس إن إس كومفورت» تصل ميناء نيويورك (أ ف ب)
حجم الخط
أوقع فيروس كورونا المستجد اكثر من 35 ألف وفاة حول العالم، نحو 75 بالمئة منها في أوروبا، منذ تسجيل أول إصابة به في كانون الأول في الصين، وفق حصيلة أعدتّها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية فيما أدت المخاوف من حصول انكماش في المانيا وشلل اقتصادي في الولايات المتحدة الى تراجع في البورصات العالمية أمس حيث بات اكثر من ثلاثة مليارات نسمة حول العالم يلازمون منازلهم على أمل وقف انتشار الوباء المرعب. 

وتم تسجيل 35،905 حالات وفاة بالفيروس، 26،076 منها في أوروبا وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى مصادر رسمية وذلك حتى الساعة 16،15 ت.غ من يوم أمس. 

وتتصدّر إيطاليا قائمة الدول الأكثر تسجيلا للوفيات مع 11،591 حالة تليها إسبانيا مع 7،340 حالة ثم الصين 3،304 حالات. 

وتخطّت حصيلة الإصابات بالفيروس حول العالم 740 ألفا في 183 بلدا ومنطقة، 408،203 منها في أوروبا، ونحو 150،000 في الولايات المتحدة وكندا.

وتخطّت فرنسا أمس عتبة ثلاثة آلاف وفاة جراء الفيروس مع تسجيل مستشفيات البلاد 3،024 حالة وفاة بينها 418 في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهي الحصيلة اليومية الأكبر للوفيات على الأراضي الفرنسية منذ ظهور الوباء، وفق تعداد رسمي. 

وبلغ عدد المصابين بالفيروس الذين أدخلوا إلى المستشفيات نحو 21 ألفا (أي بزيادة 1،592 مصابا منذ الأحد)، علما أن 5،056 مصابا أدخلوا العناية المشددة بينهم 424 منذ الأحد.

وتراجعت البورصات الاوروبية أمس ومثلها الاسواق الاسيوية. 

وسبب هذا التشاؤم ان الاقتصاد الالماني الاكبر في اوروبا قد يتراجع بنسبة 2،8 في المئة هذا العام، وفق ما افادت لجنة الحكماء الاقتصاديين التي تقدم مشورة الى الحكومة. 

وقد يبلغ هذا التراجع 5،4 في المئة في اسوأ السيناريوات. 

وقال جون بلاسار اختصاصي الاستثمار لدى «ميرابو» ان «تصاعد عدد الاصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة» التي تبدو عاجزة عن التصدي للوباء في شكل فاعل «هو ايضا موضع قلق» بالنسبة الى الاسواق. 

واصاب الفيروس 140 الف اميركي بين اكثر من 700 الف اصابة اعلنت رسميا في العالم، ولم يعد الرئيس دونالد ترامب يتعامل بخفة مع الازمة. 

فقد اقر ترامب أمس الاول بان «2،2 مليون شخص» كان يمكن ان يقضي عليهم الفيروس «لو لم نفعل شيئا». 

من جهته، لاحظ مستشاره لشؤون الاوبئة الطبيب انطوني فاوتشي ان الفيروس قد يؤدي الى «ما بين مئة الف ومئتي الف وفاة» مقابل نحو 2400 راهنا. 

في هذا السياق القاتم، بات الجميع يرصد الموعد الذي يبلغ فيه الوباء ذورته لجهة عدد الوفيات. 

وتوقع ترامب ان يحصل ذلك في الولايات المتحدة «خلال اسبوعين» فيما تأمل السلطات الصحية في اوروبا ان يكون هذا الموعد وشيكا. 

وأمس وصل مستشفى متحرك على سفينة تابعة للبحرية الأميركية، تحتوي على 1000 سرير، إلى ميناء نيويورك للمساعدة في تخفيف أزمة كورونا التي تجتاح مستشفيات المدينة. 

وأشاد عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، بإرسال السفينة «يو إس إن إس كومفورت» ودور الأجهزة المختلفة لدعم الولاية.

وقال دي بلاسيو، خلال مؤتمر صحافي، أمس، حول مستجدات الوباء، إن وصول السفينة سيساعد كثيراً في تخفيف الضغط على المستشفيات، مضيفاً: «نحتاج إلى ثلاثة أضعاف القدرة الطبية الحالية لمواجهة كورونا».

يشار إلى أنه سيتم استخدام سفينة «يو إس إن إس كومفورت»، التي تم إرسالها إلى مدينة نيويورك بعد 11 أيلول، لعلاج المرضى غير المصابين بالفيروس التاجي، على أن تتفرغ مستشفيات المدينة لعلاج الأشخاص الذين يعانون من فيروس كوفيد-19.

وبالإضافة إلى 1000 سرير، تحتوي «كومفورت» على 12 غرفة عمليات يمكن تشغيلها خلال 24 ساعة.

من جهتها، أعلنت إيران أمس ارتفاع حصيلة الفيروس إلى 40 ألف اصابة و2757 وفاة، وقالت السلطات إنها تتأهب لمحاربة الوباء حتى بداية الصيف على أقل تقدير. والجمهورية الإسلامية بين أكثر الدول تضررا بالوباء. 

وفي حين أعلنت رسميّا عن تسجيل أولى الإصابات يوم 19 شباط، رجّح مسؤول كبير مؤخرا أن الفيروس كان موجودا في البلاد منذ كانون الثاني. 

ووفق الأرقام التي تنشرها السلطات يوميا، سجلت 117 وفاة إضافية بكوفيد-19 خلال الساعات الـ24 الماضية، كما ارتفع عدد الإصابات إلى 41495. 

وفي إيران حاليا 3511 مصابا في وضع «حرج»، كما تعافى 13911 مريضا بعد تلقيهم رعاية في المستشفيات، وفق المصدر ذاته. 

وفي حين يتساءل مراقبون خارجيون عن صحة الأرقام الصادرة عن سلطات طهران، ويعتبرون انها لا تكشف الحصيلة الحقيقية، نشر المسؤول الإيراني برويز كرامي دراسة حكومية توقعت بلوغ عدد الوفيات 11 ألفا في حال تم الاستمرار في تطبيق تدابير الوقاية الحالية. 

وقال المتحدث باسم معاون رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون العلمية والتقنية سورنا ستاري، على حسابه في انستغرام إن الدراسة تظهر أن البلد سيستمر في مكافحة الفيروس «حتى بداية الصيف». 

الى ذلك، توالت الإصابات بفيروس كورونا المستجد في صفوف السياسيين ونخبة المسؤولين عن إدارة هذه الأزمة في عدد من الدول.

وفي بريطانيا، واصل الفيروس أمس انتشاره في قلب الحكومة البريطانية حيث خضع دومينيك كامينغز أبرز مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للعزل الذاتي، بعد ظهور أعراض عليه قد تشير إلى إصابته بالمرض بعد أيام من تأكيد إصابة جونسون به.

وأكد متحدث باسم مقر رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت تقريرا نشرته صحيفة ديلي ميل عن أن كامينغز -وهو أحد أكثر الشخصيات نفوذا في الحكومة- ظهرت عليه أعراض شبيهة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، وأنه عزل نفسه.

وفي إسرائيل وضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس في الحجر الصحي الاحترازي بعد تأكيد إصابة أحد الأشخاص في مكتبه بالفيروس. 

وفي السعودية، أعلنت وزارة الداخلية أمس تطبيق إجراءات احترازية إضافية بعدد من الأحياء السكنية في مكة المكرمة ومنع التجول فيها بداية من يوم أمس.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله إنه تم عزل أحياء أجياد، والمصافي، والمسفلة، والحجون، والنكاسة، وحوش بكر في مكة المكرمة. 

وأوضح المصدر أن هذه الأحياء سيتم «منع الدخول إليها أو الخروج منها ومنع التجول فيها على مدار اليوم 24 ساعة، وذلك اعتبارا من الساعة الثالثة من ظهر اليوم (أمس) وحتى إشعار آخر». 

وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل 154 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد ليرتفع اجمالي الإصابات في البلاد إلى 1453 حالة.

في مصر، أعلنت نقابة الأطباء أمس وفاة أول طبيب مصري إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد. 

وفي فلسطين، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية أنه لن يتم إحياء يوم الأرض بالمسيرات، وذلك لأول مرة بسبب تفشي الفيروس.

وفي الأردن، بدأ الجيش صباح أمس إخراج نحو خمسة آلاف شخص خضعوا للحجر الصحي الإلزامي في فنادق في عمان والبحر الميت، وذلك بعد إتمامهم 14 يوما كإجراء احترازي والتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.

في غضون ذلك طلب خبراء اقتصاديون من الأمم المتحدة أمس جمع مبلغ 1،5 تريليون دولار للدول النامية وإلغاء ديونها بما يصل إلى تريليون دولار هذا العام لمساعدتها على مواجهة جائحة كوفيد-19. 

ففي دراسة جديدة صدرت أمس، أكد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) على أنه «يزداد التنبؤ صعوبة» بالتداعيات الاقتصادية المرتبطة بوباء كورونا المستجد ولكن «من الواضح أن الأمور ستزداد سوءاً بالنسبة للاقتصادات النامية». 

وتشير الدراسة إلى أنه «حتى لو كانت خطط التحفيز الضخمة التي يتم تنفيذها حاليًا تمنع حدوث فترة طويلة من الكساد، فإنها لن تمنع (...) الركود في الاقتصاد العالمي هذا العام». 

ووفقاً لخبراء مؤتمر «أونكتاد» فإن البلدان النامية، باستثناء الصين وربما الهند، ستواجه صعوبات خطيرة بسبب الوباء الذي أودى ب34600 شخص على الأقل في العالم منذ ظهوره في أواخر كانون الأول في الصين. 

وستكون نتائج هذا الوباء مقترنة بالركود العالمي كارثية بالنسبة للعديد من البلدان النامية، وفقا للاقتصاديين الذين قدروا أن تواجه هذه البلدان فجوة تمويل تراوح بين 2000 إلى 3000 مليار دولار على مدى العامين المقبلين. 

وقال ريتشارد كوزول رايت، مدير العولمة واستراتيجيات التنمية في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في بيان إن «الاقتصادات المتقدمة وعدت ببذل كل ما هو ضروري لمنع الشركات والأسر من المعاناة جراء خسارة فادحة في الدخل». 

وأضاف «ولكن إذا أراد قادة مجموعة العشرين احترام التزامهم في تنسيق «استجابة عالمية بروح التضامن»، فيجب اتخاذ إجراءات (...) من أجل ستة مليارات إنسان يعيشون خارج اقتصادات مجموعة العشرين». 

ودعا مؤتمر أونكتاد إلى وضع خطة لدعم هذه البلدان تتضمن ضخ 1000 مليار دولار نقداً، وإلغاء 1000 مليار دولار من ديونها هذا العام ومنحها 500 مليار دولار على شكل منح للخدمات الصحية الطارئة وبرامج المساعدة الاجتماعية. 

كما دعا خبراء الاقتصاد في الأمم المتحدة إلى فرض ضوابط على رأس المال «للحد من زيادة تدفق رأس المال إلى خارج» هذه البلدان.

من جهة أخرى أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس، أنها لا تشجع على استخدام عقاقير معينة دون اختبارات موثقة، مشيرة إلى أنها تسعى مع دول العالم لتوفير معينات مواجهة كورونا.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية سمحت باستخدام كلوروكين وهيدروكسيكلوروكين كعلاج لكورونا، لكن في المستشفيات فقط، وهما عقاران مضادان للملاريا، يعلق عليهما الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، آمالاً كبيرة.

كما وجهت الصحة العالمية شكرها لمركز الملك سلمان للمساهمة في مجهودات مكافحة الوباء بعشرة ملايين دولار.

(أ ف ب - رويترز)