بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

2 نيسان 2020 04:25م انتشار "كورونا" يمنح فرصة للمتطرّفين!

حجم الخط
يرى تنظيما "داعش" و"القاعدة" في فيروس "كورونا" المستجد تهديدًا، لكن بعض مقاتلي التنظيمين ينظرون إلى الاضطرابات التي تسبّبت فيها الجائحة فرصة في الفوز مزيد من الأنصار وشنّ هجمات أشد من ذي قبل.
وأظهرت رسائل من التنظيمات الإسلامية المتطرفة قلقًا حيال الفيروس، ممزوجًا بحالة من البهجة، مؤكدة أن ذلك عقابًا لغير المسلمين في الوقت الذي يحثّون فيه أتباعهم على التوبة والعناية بأنفسهم.
وادعت "القاعدة"، في بيان الثلاثاء، أن غير المسلمين يستغلّون وقت العزل الصحي لتعلّم الإسلام.
لكن في تعليق حاد في نشرة "النبأ" التي أصدرها "داعش" منتصف آذار، دعا التنظيم أنصاره إلى عدم إظهار أي رحمة وشنّ هجمات خلال هذه الأزمة.
وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية، الثلاثاء، من أن الجائحة تهدد التضامن العالمي الذي يعد أمرًا رئيسيًا في محاربة المتطرفين.
وجاء في تعليق للمنظمة الدولية: "من شبه المؤكد أنه من الصحيح أن مرض كوفيد-19 سيُعيق جهود الأمن الداخلي والتعاون الدولي لمكافحة داعش، ما يسمح للمتشددين بالتجهيز بشكل أفضل لهجمات إرهابية هائلة".
على الرغم من أن المُحلّلين قالوا إن من السابق لأوانه تحديد الهجمات التي يُمكن إلقاء اللوم فيها على المسلحين الذين يستغلّون انتشار الفيروس، إلا أن المتطرّفين الإسلاميين نفذوا في أواخر آذار هجومهم الأكثر دموية ضد الجيش التشادي، وهو مساهم مهم في جهود أفريقيا المتزايدة لمكافحة الإرهاب. وأسفر الهجوم الذي وقع بالقرب من الحدود مع نيجيريا والنيجر، عن مقتل 92 جنديا في الأقل.
وفي مصر، أفاد مسؤولان عسكريان بوجود زيادة في هجمات داعش خلال شهر آذار في الجزء الشمالي المضطرب من شبه جزيرة سيناء، لكن قوات الأمن أحبطت ما لا يقلّ عن ثلاثة هجمات كبيرة. وتحدث المسؤولان شريطة عدم كشف هويتيهما لأنهما غير مخولين الحديث مع وسائل الإعلام.
وعلى الرغم من أن سوريا لم تشهد زيادة في هجمات "داعش" منذ انتشار الفيروس هناك، إلا أن "التحالف" الذي تقوده الولايات المتحدة أوقف عملياته التدريبية في العراق وسط عملية انسحاب مخطط لها من العديد من القواعد هناك.
وهناك إشارات في مناطق أخرى، بأن الجيشين الأميركي والبريطاني وبعض الجيوش الأخرى تنسحب بسبب الفيروس، ما يجعل، على ما يبدو، المجال مفتوحًا أمام المتطرفين.
وهذا يُشكّل خطرًا في المناطق الساخنة في أفريقيا المتمثلة في منطقة الساحل وبحيرة تشاد والصومال، حيث تسبب الجيش الأميركي بالفعل في قلق حلفائه في الأشهر الأخيرة عندما أجرى تخفيضات في حجم قواته للتركيز على تهديدات من الصين وروسيا.
وقال سيليوناده رالي، المدير التنفيذي لمشروع بيانات أماكن النزاعات المسلحة وأحداثها، الذي يتابع أنشطة المتطرفين حول العالم "إن أي دولة مهتمة بالانسحاب في إفريقيا ستغتنم الفرصة للقيام بذلك، وهذا سيكون أمرا سيئا بشكل لا يصدق".
وصرحت المتحدثة باسم قيادة أفريقيا في الجيش الأميركي (أفريكوم)، اللفتنانت كريستينا جيبسون، لوكالة "أسوشييتد برس" بأنه "في حين تم تعديل حجم ونطاق بعض أنشطة أفريكوم لضمان سلامة وحماية القوات - سواء الولايات المتحدة أو الدول الشريكة - فإن التزامنا تجاه أفريقيا سيستمر".
ولم تذكر تفاصيل عن العمليات المتضررة لكنها قالت إن "أفريكوم" ما زال لديها نحو 5200 جندي في القارة في أي وقت.
وأعلنت مهمة الجيش البريطاني في كينيا التي تقدم تدريبات على مكافحة الإرهاب ومهارات أخرى، هذا الأسبوع أن كل عائلات الجيش عادت إلى بريطانيا بسبب الفيروس.
لكن أكبر مهمة فرنسية في الخارج والمتمركزة في منطقة الساحل المترامية الأطراف جنوب الصحراء الكبرى، لا تزال تحتفظ بـ5100 جندي هناك، حسبما قالت وزارة الدفاع الفرنسية.
وحثّ تنظيم فرنسي موال لـ"القاعدة"، في بيان الثلاثاء، القوات الفرنسية على البقاء في منازلها والحفاظ على الأرواح.
ومن المرجح أن تتخذ وحدات الجيوش الأفريقية، المتمددة والتي تتعرّض لهجمات، إجراءات وقائية مع التهديد الذي يشكله "كوفيد-19" لصفوفها.
وفي نيجيريا، التي تكافح ضد حركة "بوكو حرام" المتطرفة وفرع قوي لـ"داعش"، طلب الجيش وقف الكثير من نشاطاته بما في ذلك التجمعات والتدريب.
وقالت وثيقة مُسرّبة مُوقّعة من رئيس السياسات في الجيش النيجيري إن عرباته قد تستغل في عمليات الدفن الجماعي ونقل المرضى إلى المستشفيات مع تفشي المرض.
وقال ليث الخوري، المستشار في مكافحة الإرهاب الذي يُجري أبحاثًا عن المتطرفين في غرب أفريقيا لوكالة "اسوشييتد برس"، إنه بينما تُشكّل قوات الأمن أهدافًا للمتشددين، فإن السجون ذات الحراسة المتواضعة قد تكون أهدافا أيضا.
وحوّل مقاتلو "القاعدة" و"داعش" منطقة الساحل إلى أزمة التطرّف الأكثر إلحاحّا في أفريقيا، حتى أن التنظيمين انخرطا في بعض التعاون غير المسبوق.
ومن المرجح أن يستغل مقاتلوهما الجائحة من خلال اتهام الحكومات بسوء إدارة الأزمة في محاولة لكسب تأييد شعبي، وفق الخوري.
وأوضح الباحث أنه بموجب سيناريو آخر، ربما يعتقد الأفراد أن الدين وحده يمكنه إبقائهم سالمين من الفيروس، و"يتجاهلون النصائح العلمية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة في الإصابات".
وتظهر بعض التنظيمات المتطرفة إشارات على أنها تحاول فهم فيروس "كورونا" المستجد والتعامل معه.
ففي الصومال، عقدت "حركة الشباب" المرتبطة بـ"القاعدة" اجتماعًا نادرًا دام خمسة أيام لقياداتها في آذار لبحث الفيروس. وفي بيان، أقرّت الحركة بـ"التهديد الطارئ" الذي يواجه العالم بما في ذلك المسلمون.
وفي وقت لاحق، قال متحدث باسم "الشباب" لوكالة "أسوشييتد برس" إن من المبكر جدا التعليق عما إذا كانت الحركة قد تستجيب لمناشدة الأمم المتحدة لوقف الهجمات، التي استمرت أو السماح للعاملين في المجال الطبي بالوصول إلى مناطق تحت سيطرتها.
وفي أفغانستان، مضت حركة "طالبان" بعيدًا، إذ نشرت مقاطع مصورة وصورًا لمقاتليها يوزعون أقنعة الوجه والصابون على المواطنين. كما منحت ضمانات أمنية لأي منظمة إغاثية لمساعدة ضحايا الفيروس أو وقف انتشاره.
وقال متحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد لـ"أسوشييتد برس": "إذا، لقدر الله، حدث تفشّ في منطقة نسيطر على الوضع فيها، حينها يمكننا وقف القتال في تلك المنطقة".
(اللواء، اسوشييتد برس)