بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

27 شباط 2021 12:02ص بايدن يبعث بأول «رسالة صاروخية» لإيران في سوريا

البنتاغون: غاراتنا ناجحة ومحسوبة ضد الميليشيات لعدم التصعيد في المنطقة

مقاتلة اميركية تنفذ غارات مقاتلة اميركية تنفذ غارات
حجم الخط
في أول هجوم أميركي لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على فصائل مسلحة مدعومة من إيران على الأراضي السورية نفذت المقاتلات الاميركية فجر أمس غارات على مواقع ومقرات عدة في البوكمال تابعة لميليشيات من الحشد الشعبي وحزب الله العراقي كما استهدفت الضربات الاميركية شحنات أسلحة كانت تتنقل بين سوريا والعراق. وكشف مسؤولون أميركيون لوكالة رويترز، أن الولايات المتحدة نفذت ضربة جوية استهدفت هيكلا تابعا لفصيل مدعوم من إيران في سوريا.

وقال المسؤولون إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعطى موافقته لشن غارة على الفصيل الإيراني في سوريا.

وتجيء الضربة بعد سلسلة هجمات صاروخية على أهداف أميركية في العراق.

وذكرت مصادر أن استهداف الفصيل الإيراني في سوريا «مرتبط بالهجمات على أهداف أميركية في العراق».

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان أن «الغارة رسالة واضحة بأن بايدن سيتحرك لحماية الأميركيين والتحالف».

وكشف البنتاغون أن الغارة دمرت عدة مواقع تستخدمها ميليشيا «كتائب حزب الله» و«كتائب سيد الشهداء».

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في بيان، إنه «بناء على توجيهات الرئيس بايدن، نفذت القوات العسكرية الأميركية مساء الخميس ضربات جوية استهدفت بنية تحتية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران في شرق سوريا».

وأضاف: «سيعمل الرئيس بايدن على حماية الجنود الأميركيين وقوات التحالف. كما أننا تحركنا على نحو محسوب يهدف لعدم تصعيد الوضع في كل من شرق سوريا والعراق».

وذكر أن الضربات دمرت عدة منشآت في نقطة سيطرة حدودية تستخدمها جماعات متشددة مدعومة من إيران ومنها «كتائب حزب الله» وكتائب «سيد الشهداء».

وأشار البنتاغون في بيانه إلى أن هذه الضربات نفذت بالتنسيق مع الشركاء في التحالف الدولي. 

وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في وقت لاحق إنه واثق من أن الهدف الذي أصابته الغارات كانت تستخدمه مليشيا مدعومة من إيران، وأضاف أن تلك المليشيا شنت هجمات على قوات بلاده وقوات التحالف في العراق.

وأشار أوستن إلى أن واشنطن شجعت العراقيين على التحقيق وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية، وأن ذلك كان مفيدا جدا في تحديد الهدف، حسب وصفه.

لكن الجيش العراقي نفى أي تبادل للمعلومات مع واشنطن قبل الضربة على سوريا.

من جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أمس إن الضربات الجوية الأميركية في سوريا استهدفت إرسال رسالة مفادها أن الرئيس جو بايدن سيعمل على حماية الأميركيين.

وأضافت ساكي أن أي إجراءات أميركية أخرى في المنطقة ستكون بالتشاور وتستهدف منع تصعيد التوتر في سوريا.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن واشنطن بعثت برسالة إلى إيران عبر الطرف الفرنسي كانت واضحة ومفادها أن إدارة بايدن لا تمزح في موضوع منع  ايران من تجاوز حدودها وكذلك رسالة إلى الأسد بأن عليه أن يسير بمشروع المصالحة السورية. 

وفيما أيدت باريس ولندن الضربات الأميركية نددت موسكو بالهجمات ودعت بكين الى عدم التصعيد.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن فرنسا تؤيد الضربات الجوية الأميركية على فصائل مسلحة مدعومة من إيران في سوريا ردا على الهجمات على التحالف في العراق.

وقال البيان «في ضوء هذه الهجمات غير المقبولة التي ندينها بقوة نقف مع حلفائنا الأميركيين»

وأكد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب،من جهته، أن بريطانيا تدعم الرد الأميركي على الميليشيات التي تهاجم قواعد التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق.

وقال راب: «ندرك التهديد الذي تشكله الميليشيات، ونشارك أميركا في هدف العمل مع الشركاء لتهدئة الموقف».

في المقابل أدانت روسيا الضربة الأميركية في سوريا، وقالت إن واشنطن لم تخطرها بها إلا قبل دقائق، كما نددت إيران بالضربة. 

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن واشنطن أخطرت موسكو بالضربة الجوية على سوريا قبل 4 دقائق من تنفيذها.

ودعا لافروف الولايات المتحدة إلى استئناف التواصل مع روسيا بشأن سوريا لتوضيح موقف إدارة الرئيس جو بايدن، وأشار إلى أنه -وفقا لبعض التقارير- فإن الولايات المتحدة لا تنوي الانسحاب من سوريا على الإطلاق.

كما أدانت الخارجية الروسية بشدة الضربة الأميركية قائلة إنها انتهاك غير مقبول للقانون الدولي، وقالت «ندعو إلى الاحترام غير المشروط لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ونؤكد رفضنا لأي محاولات لتحويل الأراضي السورية إلى ساحة لتصفية حسابات جيوسياسية».

وطالب مصدر بالخارجية الروسية بمعرفة من الذي استُهدف في هذه الضربة، مضيفا أن إيران موجودة في سوريا لمساعدة «الحكومة الشرعية»، وبطلب رسمي منها للقتال ضد «الإرهابيين».

بدوره، قال فلاديمير جباروف النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي إن «ما حدث في غاية الخطورة، ويمكن أن يؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة بأسرها».

وأضاف أن النظام السوري يمتلك أسلحة حديثة، مثل بطاريات دفاع جوي من طراز إس-300 (S-300)، وأنه «يجب على الأميركيين توخي الحذر الشديد خلال ارتكاب مثل هذه الأعمال».

وتعليقا على الهجمات، دعت الصين الأطراف المعنية لتجنب إضافة عوامل اعتبرت أنها تجعل الوضع أكثر تعقيدا.

من جانبه، أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتصالا هاتفيا بنظيره السوري فيصل المقداد، بعد ساعات من الضربات الجوية الأميركية.

وقال موقع «دولت دوت آي آر إير» الحكومي إن الجانبين «أكدا ضرورة التزام الغرب بقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا».

وكان النظام السوري ندد بالهجمات ووصفها بأنها عمل «جبان» كما حثت الرئيس جو بايدن على عدم انتهاج «شريعة الغاب».

وقالت الخارجية السورية في بيان إن الجمهورية العربية السورية تدين «بأشد العبارات العدوان الأميركي الجبان» على مناطق في دير الزور قرب الحدود السورية العراقية.

وأضاف البيان أن الهجوم «يشكل مؤشرا سلبيا على سياسات الإدارة الأميركية الجديدة والتي يفترض بها أن تلتزم بالشرعية الدولية لا بشريعة الغاب التي كانت تنتهجها الإدارة الأميركية السابقة».

وارتفع عدد القتلى في الضربة الأميركية على سوريا إلى 22 جميعهم من الحشد الشعبي وحزب الله العراقي، وذلك وفق أرقام نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما كشف المرصد أن الطيران الأميركي استهدف شحنة أسلحة لميليشيات موالية لإيران لحظة دخولها إلى سوريا قادمة من العراق قرب معبر القائم بريف دير الزور الشرقي.

وقال المرصد إن القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، أخلت بعد الضربة مواقع ومقرات عدة في البوكمال، وأعادت التموضع بمواقع ونقاط أخرى خوفا من استهدافات متتالية.

إلى ذلك نفى الجيش العراقي، أمس تبادل المعلومات مع الولايات المتحدة فيما يتصل باستهداف بعض المواقع داخل الأراضي السورية، وذلك بعد قيام واشنطن بشن ضربات جوية ضد فصائل مسلحة تدعمها إيران.

وقال الجيش العراقي إن تعاونه مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ينحصر في محاربة تنظيم داعش.

وجاء في بيان من المكتب الإعلامي لوزير الدفاع العراقي: «تعبر وزارة الدفاع العراقية عن استغرابها لما ورد في تصريحات وزير الدفاع الأميركي والمتعلقة بحصول تبادل للمعلومات الاستخباراتية مع العراق سبق استهداف بعض المواقع في الأراضي السورية».

تابع البيان: «إننا وفي الوقت الذي ننفي فيه حصول ذلك، نؤكد أن تعاوننا مع قوات التحالف الدولي منحصر بالهدف المحدد لتشكيل هذا التحالف، والخاص بمحاربة تنظيم داعش، وتهديده للعراق بالشكل الذي يحفظ سيادة العراق وسلامة أراضيه».

وفي سياق المواقف الى ذلك نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين بأن إدارة بايدن، أبلغت إسرائيل مسبقا بالضربات الجوية.

وكشف الموقع أن الإخطار الأميركي لإسرائيل جرى صباح الخميس في محادثات بين مسؤولين في البنتاغون ووزارة الدفاع الإسرائيلية.

وأورد المصدر ذاته، أن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن هذا التطور يمثل إشارة إيجابية حول موقف الإدارة الجديدة تجاه إيران.

وذكر «أكسيوس» أن مسؤولين إسرائيليين شعروا خلال الأسابيع الأخيرة بالقلق من «الاستفزازات المتزايدة من إيران ووكلائها في كل من اليمن والعراق»، مضيفا أنهم شاركوا هذه المخاوف مع إدارة بايدن.

(وكالات)