بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

8 آذار 2024 12:43ص بايدن يواجه نتنياهو: سنمنع استخدام السلاح الأميركي في الهجوم على رفح

مفاوضات القاهرة تتوقف وميناء أميركي على ساحل غزة.. والرياض تحذّر من تهويد القدس

فلسطينيون يشيّعون جثامين عدد من الشهداء في غزة فلسطينيون يشيّعون جثامين عدد من الشهداء في غزة
حجم الخط
لم تحقق مفاوضات القاهرة حول اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة النتائج المرجوة منها قبل حلول شهر رمضان المبارك الأسبوع المقبل، في الوقت الذي يستمر فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بتكثيف غاراته الوحشية ضد المدنيين، وتوسيع توغلاته في شمال ووسط وجنوب القطاع المحاصر. 
وبعد محادثات استمرت أربعة أيام وتوسطت فيها قطر ومصر لتجاوز نقاط خلاف رئيسية، غادر وفد حماس أمس القاهرة للتشاور مع قيادة الحركة، بينما صعّد رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من لهجة التحدّي لسدّ الباب على أي اتفاق محتمل رغم الضغوط الأميركية والدولية عليه، مؤكدا مواصلة الهجوم على حماس حتى مدينة رفح. 
لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس منع إسرائيل من استخدام الأسلحة الأميركية في أي هجوم على رفح، ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" أمس.
وبحسب التقرير فإن "بايدن ومستشاريه لم يتخذوا أي قرار بعد بشأن تحديد شروط استخدام الأسلحة الأميركية"، لكن المناقشات مستمرة حول تحديد مثل هذه الشروط".
وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان "غادر وفد حركة حماس القاهرة اليوم (أمس) للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا".
وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس إن إسرائيل "أفشلت" كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف لرويترز أن إسرائيل ترفض مطالب حماس "بوقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين".
من جهتها أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن مغادرة وفد "حماس" القاهرة"، يجعل من غير المرجح توصل الوسطاء إلى صفقة قبل شهر رمضان".
ونقلت الوكالة الأميركية عن المتحدث باسم "حماس" جهاد طه قوله، إن إسرائيل "ترفض الالتزام بوقف إطلاق النار، وعودة النازحين، والانسحاب من مناطق توغلها، وإعطاء ضمانات". لكنه ذكر أن المحادثات لا تزال جارية، وستستأنف الأسبوع المقبل.
وفي تصريح  لوكالة "شينخوا" الصينية قال مسؤول في "حماس" إن إسرائيل "أعطت الأولوية لقضية أسراها" خلال المفاوضات، و"رفضت شروطاً وضعتها الفصائل الفلسطينية".
من جهتها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن السفير الأميركي لدى إسرائيل جاكوب لو قوله، إنه لا يستطيع أن يضمن نجاح المفاوضات، لكن من المستحيل القول بأن المحادثات انهارت.
وفي وقت لاحق قالت مصادر مصرية مطلعة لـ"الشرق" إن إسرائيل "لا تتعاطى بشكل إيجابي مع تقديم جدول زمني للانسحاب" من قطاع غزة، بينما "تتمسك حماس بهذا الشرط".
وأضافت أن دول الوساطة، ستسعى لعقد جولة جديدة من المفاوضات، لسد الفجوات بين الطرفين، وصولاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان المقرر في 11 الجاري.
في غضون ذلك كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس اعتزامه مواصلة الحملة العسكرية في غزة.
وقال نتنياهو "ثمة ضغوط دولية متزايدة، لكن عندما تتزايد الضغوط الدولية على وجه التحديد، لا بد أن نوحد الصف، نحتاج إلى الوقوف معا أمام محاولات وقف الحرب".
وذكر أن الجيش سينفذ عمليات مضادة لحماس في جميع أنحاء القطاع "بما في ذلك في رفح، آخر معقل لحماس".
وأضاف "من يأمرنا بألا نتحرك في رفح يأمرنا بأن نخسر الحرب وذلك لن يحدث".
وفي إشارة إلى مأزق الاحتلال في تحقيق أي مكسب حقيقي على الأرض بعد 153 يوما من الحرب الوحشية ضد الفلسطينيين، وتكبده خسائر كبيرة في صفوف جيشه من ضباط وجنود دعا رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي لتوسيع عمليات التجنيد. 
وقال في حفل تخرج ضباط إن "جميع أفراد المجتمع يجب تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي".
وأضاف "في هذا الوقت، لا يكفي الإشادة بالتنوع الموجود داخل الجيش الإسرائيلي، بل الدعوة إلى توسيعه وإضافة أفراد من جميع أطياف المجتمع"، وفق ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
من جهة ثانية أقر  هاليفي،  بـ"فشل" قوات بلاده في "حماية المدنيين" بهجوم 7 تشرين الأول الماضي. 
وشدد حسبما نقل تلفزيون إسرائيلي على أن التحقيق في تلك الهجمات يجب أن "يحلل بشجاعة أوجه القصور".
وفي وقت سابق قال الجيش الإسرائيلي إن 4 جنود أصيبوا في معارك بقطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وكان جيش الاحتلال أعلن مقتل جندي وإصابة 13 في كمين بمدينة حمد في خان يونس جنوبي القطاع.
في المقابل أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس ارتفاع عدد ضحايا الغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 30 ألفاً و800 شهيد، فيما بلغ عدد المصابين، 72 ألفاً و298 شخصاً. 
وأوضحت الوزارة، في بيانها في اليوم 153 للحرب الإسرائيلية على غزة، أن القوات الإسرائيلية "ارتكبت 9 مجازر ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 83 شخصاً"، كما أصيب 142 آخرين خلال الساعات الـ 24 الماضية.
من جهة أخرى قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن الرئيس جو بايدن سيعلن في خطاب "حالة الاتحاد" أن الجيش الأميركي سينشئ ميناء على ساحل غزة لتلقي المساعدات.
وذكر المسؤولون أن إنشاء الميناء سيستغرق أسابيع، وأن الشحنات الأولية ستصل من قبرص.
وأشاروا إلى أن العملية "لن تتطلب قوات أميركية على الأرض وأن القوات ستظل في سفن قبالة الساحل.
ولفتوا إلى أن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار "ضروري للسماح للإسراع بدخول شحنات المساعدات".
ورحب مسؤول إسرائيلي  بالخطة الأميركية مشيراً إلى أن إسرائيل "ستنسق" بشأن تطوير المشروع مع الولايات المتحدة.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن إسرائيل "تدعم بالكامل" إنشاء مثل هذا المرفق.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، أفادت أمس بأن إسرائيل تعتزم فتح "ممر إنساني مباشر" من داخل إسرائيل إلى شمال القطاع نهاية الأسبوع الجاري، في أعقاب "ضغوط واتصالات دولية"، ولا سيما من الولايات المتحدة، ومصر.
من جهته قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن تركيز المجتمع الدولي ينبغي أن ينصب على زيادة توزيع المساعدات على نطاق واسع وإدخالها إلى قطاع غزة براً، لكن أي سبيل لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع "جيد للغاية".
وأضاف دوجاريك: "أي سبيل لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، سواء عبر البحر أو إنزالها جواً، جيد للغاية".
وكانت طائرات شحن أميركية من طراز "سي-130"ألقت  أمس مساعدات من الجو لغزة وفق ما أفاد الجيش الأميركي، في ثالث عملية مشتركة له مع الأردن لإيصال مساعدات خلال أقل من أسبوع.
وأفادت القيادة المركزية الأميركية: "ألقت طائرات سي-130 الأميركية أكثر من 38 ألف وجبة توفر مساعدات إنسانية تنقذ حياة (السكان) في شمال غزة، لتمكين المدنيين من الوصول إلى مساعدات ضرورية".
وفي مصر أعلن المتحدث باسم الجيش المصري، أمس مشاركة بلاده في "تحالف دولي"، لإسقاط المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية "جواً" على قطاع غزة.
وقال المتحدث العسكري في بيان، إن "عناصر من القوات الجوية المصرية في التحالف الدولي، تشارك في إسقاط المساعدات على غزة من الأردن".
وأوضح أن القوات الجوية المصرية "تتعاون مع نظيراتها من القوات الجوية الأردنية والأميركية والفرنسية والهولندية والبلجيكية، لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة بالمناطق المتضررة بشمال القطاع".
على صعيد آخر انتقدت دول عربية وغربية أمس بشدة قرار إسرائيل ببناء نحو 3500 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن ذلك تقويض لجهود السلام.
وكانت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك، قالت أمس الأول عبر منصة "إكس"، إن الحكومة صادقت على إقامة "قرابة 3 آلاف و500 وحدة إضافية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). لقد وعدنا ونحن نفي".
وأوضحت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أنه من المقرر بناء الوحدات في مستوطنات "معاليه أدوميم" و"إفرات" و"كيدار". 
وأدانت السعودية، القرار الإسرائيلي، حسبما ورد في بيان وزارة الخارجية السعودية أمس إذ اعتبرت أن القرار  يأتي ضمن "محاولة تهويد أجزاء واسعة من الضفة الغربية بما فيها القدس"، بما يتعارض مع كافة القرارات الدولية، وقانون حقوق الإنسان الدولي، ومواثيق الأمم المتحدة، ويحول دون تحقيق فرص السلام والاستقرار في المنطقة.
ورأت الخارجية القطرية،  أن خطط الاستيطان الجديدة تشكل "تهديداً خطيراً" لجهود تطبيق حل الدولتين.
وعبَّر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، أمس عن إدانته واستنكاره الشديدين للخطوة الإسرائيلية محذرا من أن مثل هذه القرارات تؤثر سلباً على الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، وتقلل من فرص عملية السلام وتعرقل جميع الجهود الرامية لها.
بدورها أدانت الإمارات قرار إسرائيل، محذرة من الممارسات التي تهدد بتأجيج التوتر في منطقة الشرق الأوسط.
كما أدان الاتحاد الأوروبي، أمس قرار إسرائيل وحثها على التراجع عن الخطوة. وقال الاتحاد في بيان إنه يدين "موافقة اللجنة العليا للتخطيط الإسرائيلية يوم الأربعاء على خطط بناء أكثر من 3426 وحدة سكنية، مما يزيد من توسيع المستوطنات غير القانونية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف: "يحث الاتحاد الأوروبي، إسرائيل، على التراجع عن هذه القرارات، ويؤكد مجدداً أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام لأنها تهدد حل الدولتين".
إلى ذلك أدانت الخارجية الألمانية، القرار الإسرائيلي، ودعت تل أبيب إلى العدول فوراً عن تلك الخطوة.
وقالت الوزارة في بيان أنه "لا يوجد أي مبرر لبناء المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة"، مشدداً على أن توسيع المستوطنات يعرض أمن وسلامة جميع شعوب المنطقة للخطر.
يشار إلى أن منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية ذكرت في تقرير جديد نشرته أمس الأول أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين قد ازداد "بشكل غير مسبوق" في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
واستناداً إلى هذه المنظمة، أقيمت 9 "بؤر استيطانية" في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في 7 تشرين الأول الماضي.
(الوكالات)