أعلنت تركيا أمس إنها ستقيم «منطقة آمنة» بطول 120 كلم في شمال شرق سوريا بمجرد انسحاب القوات الكردية بموجب هدنة تنتهي اليوم فيما يستمر الرئيس رجب طيب أردوغان في المطالبة بمنطقة طولها 444 كلم في الأراضي السورية، لكن المرحلة الأولى من هذا المشروع لن تغطي سوى ربع تلك المسافة.
ويبدو أن الخطة الأولية لأنقرة قد تم احباطها من خلال انتشار قوات النظام السوري، الذي دعاه الأكراد لإنقاذهم، في بعض القطاعات التي تشملها «المنطقة الامنة».
وذكرت مصادر عسكرية تركية أن اقامة منطقة محدودة بطول 120 كلم «خطوة أولى» ستبدأ في وقت مبكر مساء اليوم في حال انسحاب القوات الكردية من «وحدات حماية الشعب» طبقا لاتفاق تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين تركيا والولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار امس «إذا اكتمل الانسحاب، فستنتهي العملية العسكرية».
وفي مرحلة اولى، ستمتد «المنطقة الأمنية» بين تل أبيض التي سيطرت عليها القوات التركية في بداية الهجوم، ورأس العين التي انسحب منها مقاتلو وحدات حماية الشعب الأحد.
وبغية توسيعها، يبدو أن تركيا مرغمة على التوصل إلى تفاهم مع روسيا، المتحالفة مع الرئيس بشار الأسد الذي انتشرت قواته في عدة مناطق في شمال شرق سوريا منذ بداية الهجوم التركي.
ومن المتوقع التطرق الى هذه المسألة في المحادثات التي سيجريها أردوغان اليوم في سوتشي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي تحاول قواته منع أي صدام بين القوات التركية والسورية.
وقال أردوغان في هذا السياق «سنناقش الوضع في سوريا، وإن شاء الله، سنتخذ الإجراءات التي تفرض نفسها».
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن وقف إطلاق النار بين تركيا والقوات الكردية في سوريا صامد رغم بعض المناوشات، وذلك قبل يوم من انتهاء الهدنة.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض خلال اجتماع لإدارته إن الولايات المتحدة لم تقدم أبدا أي تعهد للأكراد بالبقاء في المنطقة «400 عام» لحمايتهم.
واكد ترامب أن عددا محدودا من الجنود الأميركيين سيبقون في سوريا، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن بينما يقوم البعض الآخر بحماية حقول النفط.
واضاف في البيت الابيض «قلت دائما: «اذا كنا سننسحب فلنحم النفط»» ملاحظا ان الولايات المتحدة «يمكن ان ترسل واحدة من كبرى شركاتنا النفطية للقيام بذلك في شكل صحيح».
واكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مكالمة هاتفية مع بوتين «اهمية تمديد وقف اطلاق النار ومعالجة الازمة بالسبل الدبلوماسية».
وقال الاليزيه في بيان إن «المحادثة تناولت خصوصا الوضع في شمال شرق سوريا»، موضحا ان ماكرون «شدد على اهمية تمديد وقف اطلاق النار القائم حاليا، ومعالجة الأزمة بالسبل الدبلوماسية».
وتأتي هذه المشاورات عشية لقاء يعقد اليوم في سوتشي الروسية بين بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان.
واضاف الاليزيه ان «رئيس الجمهورية والرئيس بوتين تطرقا ايضا الى تحضيرات القمة المقبلة لآلية النورماندي، إثر القرارات التي اتخذتها مجموعة الاتصال الثلاثية في شان تنفيذ اتفاقات مينسك».
من جهتها، اعلنت إيران أمس أنه من «غير المقبول» إقامة قواعد عسكرية تركية في سوريا.
وقد أعلن أردوغان الجمعة أنه سيتم إنشاء 12 مركزا تركيا للمراقبة في «المنطقة الامنية» في المستقبل ، لكن مصادر عسكرية تركية اكدت أنها ستكون مشابهة لـ«قواعد» على غرار تلك التي اقامتها انقرة قرب الموصل في شمال العراق.
وبعد ترنحها في اول يومين، يبدو أن الهدنة لا تزال سارية عموما رغم حوادث متفرقة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة من مقاتلي القوات الكردية لقوا مصرعهم امس في هجوم على السيارة التي كانت تقلهم قرب مدينة عين عيسى جنوب تل أبيض.
وقال مراسل وكالة فرانس برس إن طائرات استطلاع تركية كانت حلقت فوق رأس العين حيث يحاول مسلحون سوريون تدعمهم أنقرة اعيد تجميعهم ضمن «الجيش الوطني السوري»، جلب تعزيزات.
(أ ف ب-رويترز)