وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتّاح السيسي أمس على اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، كما اتفقا على استئناف رحلات الطيران بشكل كامل بين البلدين.
وجاء التوقيع عقب اجتماع قمة عقد في مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود، بحث خلاله الزعيمان العلاقات الثنائية وعددا من القضايا الإقليمية، وذلك في إطار زيارة السيسي إلى روسيا.
وأشار الرئيس الروسي خلال إعلان مشترك جرى عقب القمة إلى أنها تناولت مسائل عدة ذات اهتمام مشترك والعلاقات الثنائية، معلنا توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين روسيا ومصر.
وقال بوتين إنّ الاتّفاق «يحدّد أهدافاً جدّية ترمي لتعزيز العلاقات الروسية - المصرية في العديد من المجالات».
وأضاف أن الجانبين ناقشا بالتفصيل التعاون في مجال الطاقة، وخاصة مشروع بناء محطة الضبعة النووية بمصر، التي تبنيها شركة «روس آتوم» الروسية، وأشار الرئيس الروسي إلى أن اللقاء بحث فرص التعاون العسكري.
من جهته، قال السيسي إنّ «اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي» الذي وقّعه مع بوتين بحضور جمع من الوزراء من كلا البلدين يؤذن «ببدء مرحلة جديدة في علاقات التعاون بين بلدينا» ويفتح أمامها «آفاقاً جديدة».
ووقع خلال المحادثات بين الرئيسين هجوما ادى الى سقوط 17 قتيلاً وأكثر من 40 جريحاً في مدرسة تقنيّة في مدينة كيرتش في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014.
وفي ختام اجتماعه بالسيسي تطرّق بوتين أمام الصحافيين إلى الهجوم، قائلاً إنّه «من الواضح أنّها جريمة. يجري الآن تحقيق معمّق لتبيان الدافع وراء هذه المأساة ومن يقف خلفها»، داعياً الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الضحايا.
وكان البلدان وقّعا في كانون الأوّل 2017 في القاهرة عقداَ تبني بموجبه موسكو أوّل محطة نووية مصرية.
وتعزّزت في السنوات الأخيرة العلاقات بين موسكو والقاهرة رغم التفجير الذي استهدف في تشرين الاول 2015 طائرة ركاب روسية بعيد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ المصري ما أدّى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها، معظمهم سياح روس، في هجوم تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية وأدّى إلى وقف موسكو حركة الملاحة الجوية بين البلدين.
لكنّ الرحلات الجوية المباشرة استؤنفت في نيسان 2018 برحلة بين موسكو والقاهرة، في حين لا تزال رحلات التشارتر بين روسيا والمنتجعات السياحية المصرية معلّقة.
وعن هذا الموضوع قال بوتين «لقد بحثنا مسألة استئناف الرحلات الجويّة بمجملها (...) سوف نسعى لكي يتم استئناف رحلات التشارتر في أسرع وقت ممكن».
على صعيد آخر، أعلن الرئيس المصري سيقوم بزيارة مهمة وخاصة الى ألمانيا نهاية شهر الجاري.
وكشف السفير الألماني في القاهرة جوليوس لوي في تصريح خاص على هامش منتدي المياه المصري الأوروبي المنعقد بالقاهرة ضمن الاسبوع المصري للمياه عن أن زيارة السيسي سوف تكون خاصة بالمانيا فقط ورجح اتمامها خلال الفترة من 28 الى 31 الجاري.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس المصري بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل وان يستعرض معها مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر والمانيا والتي شهدت دفعات قوية خلال السنوات الخمس الأخيرة بحيث باتت الاستثمارات الالمانية تشغل حيزا كبيرا وفي صدارة الاستثمارات الأوروبية والاجنبية خاصة في مجالات الطاقة والاتصالات والمياه والبنية التحتية.
كما سوف يستعرض معها الاوضاع الملتهبة بالمنطقة وخاصة في سوريا وليبيا واليمن والاراضي الفلسطينية، وقضيتي الارهاب والهجرة غير الشرعية.
(«اللواء» - أ ف ب)