واجهت أعداد كبيرة من القوى الأمنية، نشرت صباح امس حول البرلمان المحلي في هونغ كونغ، متظاهرين مؤيدين للديموقراطية كانوا ينوون الاحتجاج على مناقشة مشروع قانون يجرّم أي مساس بالنشيد الوطني الصيني.
في حين أبلغ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الكونغرس أن هونغ كونغ لم تعد تتمتع بالحكم الذاتي تجاه بكين، ما يجرّد هذا المركز المالي من حقوقه التجارية المميزة المنصوص عليها في القانون الأميركي.
وقبل ساعات من تصويت مفصلي في بكين على قانون الأمن القومي الجديد في هونغ كونغ، أبلغ وزير الخارجية الأميركي الكونغرس بأن الصين لا تفي بالالتزامات التي تعهّدت بها قبل استعادة هذه المنطقة من بريطانيا في العام 1997.
وجاء في بيان بومبيو أن «هونغ كونغ لم تعد مؤهلة للمعاملة نفسها التي كانت القوانين الأميركية تكفلها لها قبل تموز 1997». وتابع بومبيو «ما من شخص عاقل يمكنه أن يؤكد اليوم أن هونغ كونغ لا تزال تتمتع بقدر كبير من الحكم الذاتي إزاء الصين، نظرا للوقائع على الأرض».
وكان بومبيو قد أرجأ التقرير بادئ الأمر، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تنتظر انعقاد جلسة البرلمان الصيني الذي من المتوقع أن يقر مشروع قانون الامن القومي في هونغ كونغ. ويعقد البرلمان الصيني جلسة اليوم للتصويت على مشروع القانون الذي تسعى الصين من خلاله إلى ردع «الخيانة والتخريب والعصيان».
في غضون ذلك، واجهت أعداد كبيرة من القوى الأمنية، نشرت صباح امس حول البرلمان المحلي في هونغ كونغ، متظاهرين مؤيدين للديموقراطية كانوا ينوون الاحتجاج على مناقشة مشروع قانون يجرّم أي مساس بالنشيد الوطني الصيني.
ودعت الحركة المؤيدة للديموقراطية إلى تعبئة واسعة امس ، أي يوم مناقشة مشروع القانون الذي يهدف إلى معاقبة الذين لا يحترمون النشيد الوطني الصيني. وسيعاقب القانون مرتكبي هذه الجنحة بالسجن ثلاث سنوات.
ونصبت حواجز حول المبنى ونشرت الشرطة أعدادا كبيرة من قواتها. وتجمع مئات المتظاهرين لفترة قصيرة خلال استراحة الغداء في حيي كوزواي وسنترال قبل تفريقهم بإطلاق كرات من غاز الفلفل باتجاههم.
وأعلنت الشرطة توقيف أكثر من 300 شخص لمشاركتهم في تجمعات «غير قانونية». وأظهرت صور بثت مباشرةً أن العديد من الموقوفين من المراهقين. واستمرت المواجهات الصغيرة حتى المساء في منطقة مونغ كوك، وهي منطقة شهدت احتجاجات متكررة العام الماضي، حيث قامت الشرطة بعدة اعتقالات. وقال ناتان لو وهو من شخصيات الحركة المؤيدة للديموقراطية، لوكالة فرانس برس «الآن يبدو الوضع كأنه فرض منع للتجول».
من جهتها، قالت بن بعدما تعرضت للتفتيش «هناك عناصر شرطة في كل زاوية، كما لو أن قانوناً عسكرياً بات سائداً». وفي بيان، أكدت الشرطة احترامها «لحق السكان بالتعبير سلمياً عن آرائهم لكن (...) ضمن إطار القانون». وتمنع التجمعات لأكثر من 8 أشخاص في الأماكن العامة ضمن إطار التدابير المفروضة للحد من تفشي وباء كوفيد-19. وفي تايوان التي تحكم ذاتيا، تعهدت رئيستها تساي إنغ-ون بإطلاق «خطة عمل» إنسانية لمساعدة الناشطين المؤيدين للديموقراطية في هونغ كونغ، مع تدفق العديد منهم إلى تلك الجزيرة بحثا عن ملاذ آمن.
ويبدو أن الصين مستاءة جدا من سكان هونغ كونغ وخصوصا مشجعي كرة القدم الذين يهتفون ضد النشيد الوطني تعبيرا عن غضبهم من بكين. في المقابل، ترى المعارضة الديموقراطية في هذا النص محاولة جديدة لتجريم أي انشقاق.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين ستتخذ الإجراءات المضادة اللازمة لمواجهة التدخل الأجنبي بشأن التشريع الأمني الجديد في هونغ كونغ.
(ا.ف.ب-رويترز)