بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

9 كانون الثاني 2020 02:54م بين أميركا وإيران.. خلافٌ منذ أكثر من نصف قرن.. فما سرّ هذا العداء؟

حجم الخط

مع كلّ تصاعد للتوتر في المنطقة، يبرز اسم الولايات المتحدة الأميركيّة وإيران، كلاعبين أساسيّين في تحريك مياه الشرق الأوسط التي لا تركد أصلًا، ولكن يبرز هنا تساؤل لا بدّ منه، ويكمن في نقطة بداية الخلافات التي أدّت مع مرور السنوات إلى أن تصبح الدولتان أعداء، فما سرّ هذا العداء إذًا بين أمريكا وإيران؟ وكيف تصاعد التوتر بينهما؟

لم يكن هناك الكثير من المحبة بين إيران وأميركا، إذ تشهد العلاقات بين الدولتين توترات لأكثر من نصف قرن، ولنفهم ذلك، يجب علينا أن نعود إلى الخمسينات، حيث "محمد مصدق".

مصدق الذي أصبح رئيسًا لوزراء إيران في العام 1951، كان لاعبًا أساسيًا في تأميم حقول النفط البريطانيّة في الدولة. وكنتيجة لذلك، طلب البريطانيّون من الولايات المتّحدة التخلّص منه.

وفي العام 1953، دعمت وكالة المخابرات المركزيّة الأميركيّة والمخابرات البريطانيّة، انقلابًا عسكريًا لإسقاط مصدق واستعادة ملك إيران "الشاه" بدلًا منه.

أصبح الشاه غير محبوب في بلاده بسبب تبذيره أموالًا كثيرة، ونمط حياته المتباه، وتعذيب المنشقّين، ولكن تغيّر كلّ ذلك في عام 1979 حيث تسبّبت الثورة الإسلاميّة في تغيّرات أجبرت الشاه على مغادرة الدولة، بالتزامن مع عودة الزعيم الدينيّ الشيعيّ رفيع المنصب، آية الله الخميني، من المنفى، في شباط/ فبراير، ليصبح المرشد الأعلى في إيران.

في وقت لاحق من ذلك العام، ووسط هتافات "الموت لأميركا"، اقتحم طلاب إيرانيّون السفارة الأميركيّة في طهران، واحتجزوا 90 شخصًا رهينًا، بينهم 66 أميركيًا.

في النهاية، أطلق سراح جميع الرهائن، بعد حصار استمر لـ 444 يومًا، ولكنّ الضرر قد حدث، إذ صنّفت الولايات المتحدة إيران كدولة راعية للإرهاب بعد 3 سنوات من ذلك.

في الثمانينات، دخلت إيران والعراق في حرب ضدّ بعضهما، وفيما كان الموقف الأميركيّ الرسميّ محايدًا، إلّا أنّ الولايات المتّحدة وفي محاولة منها لاحتواء إيران، بدأت بدعم العراق وقائدها صدام حسين، فتسبّبت هذه الخطوة في تصاعد الخلاف، كما تصاعد التوتّر نحو نهاية الحرب الإيرانيّة العراقيّة.

في العام 1988، أسقطت الولايات المتحدة طائرة ركّاب إيرانيّة فوق المياه الإقليميّة الإيرانيّة، عندما اعتقدت بالخطأ أنّها طائرة حربيّة، وأسفر ذلك عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 290 شخصًا.

عندما غزت العراق الكويت في العام 1990، أصبح الرئيس العراقيّ صدام حسين، عدوًا مشتركًا بالنسبة للولايات المتّحدة وإيران، إلّا أنّ ذلك لم يحسّن العلاقة بينهما. فتكاثرت العقوبات الأميركيّة ضدّ إيران، تحت إدارة كلينتون.

في العام 2002، أيّ عام قبل بداية حرب العراق، صنّف الرئيس الأميركيّ جورج بوش إيران، ضمن ما أسماه "محور الشرّ"، بسبب مخاوف من أنّ طهران تحاول تطوير أسلحة نوويّة لتهديد الولايات المتّحدة.

بعدها، غرق العراق في سنوات من العنف بسبب الحرب التي تركت دولة ممزّقة، ويرى البعض أنّ فراغ السلطة قد أدّى إلى صعود "داعش"، فأصبح التنظيم الإرهابيّ عدوًا مشتركًا بالنسبة للدولتين المتنافستين، إذ حاربت الميليشيات المدعومة من إيران والقوات الأميركيّة "داعش" في العراق وسوريا.

في العام 2015، ظهرت بوادر أمل في تحسين العلاقات بين إيران والولايات المتّحدة، إذ وقّعت الدولتان إلى جانب الدول الأوروبيّة، صفقة نوويّة منحت تخفيفًا محدودًا للعقوبات ضدّ إيران، مقابل قيود على الأنشطة النوويّة، ولكن بعد انسحاب الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب من الاتّفاق، وتراجع "داعش" في العراق وسوريا، تصاعدت التوترات بين البلدين مرة أخرى.

فقد شهدت بداية العام 2020 تصعيدًا دراماتيكيًا، مع اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيرانيّ قاسم سليماني، وردّ طهران "الانتقاميّ" باستهداف قاعدتين عسكريتين أميركيتين في العراق، مما يضع العلاقة في مصير مجهول.

إعداد "اللواء" _ المصدر: CNN عربي