بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

2 حزيران 2020 11:38ص بين «سلام فلويد» و«قوّة ترامب».. الولايات المتّحدة إلى أين؟

حجم الخط

على وقع استمرار الفوضى والاحتجاجات التي عمّت المدن الأميركيّة في كلّ الولايات تقريبًا، ظهرت أمس الاثنين، دعوتان، اتّسمت الأولى بالسلميّة، وأطلقها شقيق جورج فلويد، فيما اتّسمت الثانية بالقوّة، وجاءت من الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب.

فقد دعا شقيق جورج فلويد، إلى السلام في شوارع الولايات المتحدة، قائلًا إنّ الدمار "لن يعيد أخي على الإطلاق".

أمّا الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب فوصف معظم حكام الولايات بأنّهم "ضعفاء" لعدم تضييق الخناق بقوّة أكبر على الفوضى التي هزّت المدن الأميركيّة من الساحل إلى الساحل.

جاءت الرسالتان المتعارضتان، واحدة تصالحيّة والأخرى قتاليّة، فيما تستعد الولايات المتحدة لجولة أخرى من العنف على ما يبدو، وفي وقت تكافح فيه البلاد بالفعل بسبب تفشّي فيروس "كورونا" وما تسبب فيه من بطالة، حيث ارتفع عدد المطالبين بإعانات إلى أكثر من 40 مليون شخص.

الحرب والسلام

إلى ذلك، تعرّضت البلاد لمظاهرات غاضبة في الأسبوع الماضي في بعض الاضطرابات العرقيّة الأكثر انتشارًا في الولايات المتحدة منذ الستينيات، مدفوعة جزئيًا بوفاة فلويد، حيث خرج متظاهرون إلى الشوارع للتنديد بقتل الشرطة للمواطنين السود.

وفي حين أنّ معظم المظاهرات كانت سلميّة، فقد انحدرت أخرى إلى العنف، تاركة أحياء في حالة من الفوضى، ونهبت متاجر وأحرقت سيارات، على الرغم من حظر التجول في أنحاء مختلفة بالبلاد، ونشر الآلاف من عناصر الحرس الوطني في 15 ولاية على الأقل.

وفي مؤتمر بالفيديو، أبلغ ترامب حكام الولايات بأنّهم "يبدون مثل الحمقى" لعدم نشر المزيد من أعضاء الحرس الوطنيّ، وقال: "معظمكم ضعفاء.. عليكم القبض على الناس، وعليكم تتبّع الناس، وعليكم وضعهم في السجن لمدة 10 سنوات حينها لن تروا هذه الأشياء مرة أخرى أبدًا".

في المقابل، رفض حاكم ولاية مينيسوتا تيم والتس، وهو ديمقراطيّ، دعوة ترامب لاستخدام القوة، وقال إنّه أعلم ترامب خلال الاجتماع: "لا أحد يضحك هنا. نحن في ألم. نحن نبكي".

أما في مينيابوليس، فوجّه تيرينس فلويد، شقيق جورج، نداء عاطفيًا في الموقع حيث تمّ تثبيت فلويد على الرصيف من قبل ضابط أبيض وضع ركبته على عنق جورج المكبل لعدة دقائق، وقال تيرينس "دعونا نغيّرها، جميعًا. دعونا نغيّرها. قوموا بهذا بسلام".

وهتف الحشد قائلا "ما اسمه؟ جورج فلويد!" و"واحد سقط، ثلاثة يفرون!" في إشارة إلى الضباط الأربعة المتورطين في عملية اعتقال فلويد التي أفضت إلى وفاته.

هذا وقد اتهم الضابط ديريك شوفين بالقتل، لكنّ المتظاهرين يطالبون بمحاكمة زملائه أيضًا، علمًا أنه تمّ فصل الضباط الأربعة جميعًا من العمل.

وكان التجمع جزءًا من مسيرة تأبين، حيث حثّ تيرينس فلويد الناس على وقف العنف واستخدام قوتهم في صناديق الاقتراع.

عنف الشرطة مستمر

بينما حاولت الشرطة في بعض الأماكن تهدئة التوترات من خلال الجثو أو مسيرات التضامن، اتُهم ضباط في أماكن أخرى بمعاملة المتظاهرين بنفس النوع من الأساليب العنيفة التي ساهمت في الاضطرابات بالمقام الأول، وكافحت المدن للحفاظ على أداء الشرطة المنضبط.

ففي فورت لودرديل في ولاية فلوريدا، تم إيقاف ضابط بسبب دفعه امرأة جاثية إلى الأرض أثناء مظاهرة.

أما في أتلانتا، فتمّ فصل ضابطين بعدما كسرا زجاج نافذة سيارة واستخدموا مسدسًا صاعقًا على ركابها.

وفي نيويورك، قال مفوض الشرطة إنّ مكتب الشؤون الداخلية في الإدارة يحقق في 6 حوادث، بما في ذلك مواجهة في عطلة نهاية الأسبوع في بروكلين ظهرت فيها مركبتان للشرطة على ما يبدو تصدمان مجموعة من المتظاهرين، وفي حادثة أخرى، وجه ضابط مسدسًا إلى متظاهرين.

المصدر: سكاي نيوز عربيّة