بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

6 حزيران 2020 06:33م تخبّط و"حرب أهلية"..ماذا يجري في "نيويورك تايمز"؟

حجم الخط
دخلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية (New York times) في حالة من التخبّط بعد أن نشرت صفحتها الافتتاحية مقالاً للسيناتور الجمهوري توم كوتون، دعا فيه إلى استخدام ساحق للجيش لسحق أعمال الشغب ووقف النهب والسلب، وللمساعدة في استعادة النظام داخل المدن الأميركية، التي يسيطر عليها العنف والنهب والجريمة بعد وفاة جورج فلويد.

وأزعج المقال قراء الصحيفة وموظفيها وأثار غضب اليسار، بما في ذلك بعض الذين جادلوا بأن الصحيفة تُعرّض حياة السود للخطر. وقال العديد من المشتركين إنهم قرّروا إلغاء اشتراكهم، وفقاً لموقع " بريت بارت" (Breitbart) المحافظ.

 
ومن دون جدوى، حاولت الصحيفة إخماد الغضب، وأضاف مدير صفحة التحرير جيمس بينيت، ملاحظة إلى الجزء العلوي من مقال الرأي يشرح فيها لماذا نشرت الصحيفة مقال الرأي.

ثم اتجه إلى موقع "تويتر" لشرح وجهة نظره، لكنه قُوبل بمزيد من الانتقادات. وقد نقل أن موظفي الصحيفة أنفسهم مستاؤون. وغرّدت إحدى محرّراتها باري فايس، على "تويتر" قائلة إن هناك "حربًا أهلية" تندلع داخل الصحيفة.

 
وكانت إدارة الصحيفة حدّدت موعدًا للاجتماع الجمعة لمناقشة مقال الرأي مع موظفيها.

وفي وقت متأخر من الخميس، تراجعت الصحيفة أخيراً، وقالت متحدثة باسم "نيويورك تايمز": "كانت هناك عملية تحرير متسرّعة، وإن الصحيفة ستُخفّض عدد مقالات الرأي التي تنشرها".

واعترضت مديرة الاتصالات للسيناتور كوتون قائلة "إنهم لم يلحظوا أي شيء مختلف عند نشر هذه المقالة في مقابل مقالات الرأي السابقة في الصحيفة". وقالت: "نحن نستغرب ونريد معرفة أي جزء من هذه العملية ولماذا هذا المقال لم يفِ بالمعايير".

وسخر السيناتور توم كوتون بعد تقارير الاحتجاجات داخل الصحيفة، وقال عبر حسابه في "تويتر": "كيف حال الجميع في @nytimes هذه الليلة؟".

 
واستغرب الكثيرون من استسلام الصحيفة وتراجعها واعتذارها، على النقيض من غيرها من مقالات الرأي التي نشرتها.

وقد تمسّكت الصحيفة بقرارها نشر مقال رأي مؤخرًا من قيادة "طالبان"، التي تؤوي تنظيم "القاعدة" الإرهابي المسؤول عن اعتداءات 11 ايلول ومقتل أكثر من 2000 جندي أميركي في أفغانستان.

كما نشرت الصحيفة مقالات رأي لقادة، منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حتى إن الصحيفة نشرت مقالة افتتاحية لأدولف هتلر!

وسخر المسؤول السابق في البيت الأبيض أندرو سورابيان، من صحيفة "نيويورك تايمز" وتراجعها واعتذارها عن نشر مقال السيناتور الأميركي توم كوتون، ولم تتراجع عن نشر مقالات لرؤساء مثل أردوغان وزعيم حركة "طالبان".

وعند النقر على مقال السيناتور توم كوتون تجد الرسالة التالية: "بعد النشر، قُوبل هذا المقال بانتقادات شديدة من العديد من القراء (والعديد من الزملاء في الصحيفة)، ما دفع المحررين إلى مراجعة المقالة وعملية التحرير. وبناء على ذلك الاستعراض، خلصنا إلى أن المقال لم يرق إلى مستوى معاييرنا وما كان ينبغي نشره".
 
 
 
 
وأضاف التعليق: "وتُمثّل الحجج الأساسية التي قدّمها السيناتور كوتون - مهما وجدها أشخاص أنها غير مقبولة - جزءًا جديرًا بالنشر من المناقشة الحالية. ولكن نظراً لأهمية الحياة والموت للموضوع، وموقف السيناتور المؤثر، وخطورة الخطوات التي يدعو إليها، كان ينبغي أن يخضع المقال لأعلى مستوى من التدقيق. وبدلاً من ذلك، كانت عملية التحرير متسرعة ومعيبة، ولم يشارك كبار المحررين بما فيه الكفاية. وفي حين تعاون السيناتور كوتون وموظفوه تعاونًا كاملًا في عملية التحرير لدينا، كان ينبغي أن تخضع مقالة الرأي لمزيد من التنقيحات الجوهرية - كما هو الحال في كثير من الأحيان مع مثل هذه المقالات - أو رفضها".
 

 
(اللواء، العربية)