بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

1 حزيران 2020 12:27ص ترامب يُغرق الولايات المتحدة في الفوضى ويتّهم «اليسار المتطرف»

البنتاغون يستنفر..نهب وتدمير وحظر تجول.. والاتحاد في خطر

سيارات للشرطة تحترق خلال المواجهات العنيفة مع المتظاهرين في مدينة مينيابوليس سيارات للشرطة تحترق خلال المواجهات العنيفة مع المتظاهرين في مدينة مينيابوليس
حجم الخط
لليوم الرابع على التوالي تغرق الولايات المتحدة في الفوضى حيث استمرت المظاهرات الاحتجاجية والمصادمات في أنحاء البلاد، على خلفية مقتل المواطن الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد على يد رجال شرطة في مدينة مينيابوليس، مما أسفر أمس عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين فيما اتهم الرئيس دونالد ترامب «اليسار المتطرف» بالوقوف وراء عمليات النهب والتدمير مؤكدا في تغريدة ليلية على ضرورة استدعاء الحرس الوطني في الوقت الذي أعلن فيه البنتاغون الاستنفار في حال تطلب الامر تدخلا عاجلا لحماية الاتحاد الذي بدا أنه في خطر. 

وشهدت مدن أميركية عدة حظرا للتجول، من بينها لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا، في محاولة لوقف الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في أنحاء البلاد، فيما وُضعت وحدات الجيش في حالة تأهب.

وعمّت المظاهرات نحو 30 مدينة أميركية في تحد لإجراءات حظر التجوال التي أعلنت في عدة ولايات.

وقالت وسائل إعلام أميركية إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخر في إطلاق نار خلال التظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في مدينة مينيابوليس، رغم قرار حظر التجوال الليلي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد وعد «بوقف العنف الجماعي» بعد ليلة من أعمال العنف في مدينة مينيابوليس. 

ومساء طلب ترامب في تغريدة «فرض النظام والقانون في فيلادلفيا الآن» وأضاف: «إنهم ينهبون المتاجر في فيلادلفيا ويجب استدعاء الحرس الوطني».

وفي هذه المدينة الواقعة في ولاية مينيسوتا بشمال البلاد، قام عناصر يرتدون ملابس شرطة مكافحة الشغب بضرب المتظاهرين الذين تحدوا منع التجول، وبصدهم بقنابل دخانية وصوتية. 

وقبيل ذلك، أبدى محتجون تصميمهم على البقاء في المكان. وقالت ديكا جاما (24 عاما) «لا يمنحونا خيارا آخر، هناك شعور كبير بالغضب»، مؤكدة أنها جاءت «تطالب بالعدالة» لجورج فلويد. 

ووقعت مواجهات في مدن نيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجليس وأتلانتا أيضا، ما دفع المسؤولين في المدينتين الأخيرتين ومعهما ميامي وشيكاغو إلى منع التجول. 

وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت «المفجع» لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل. 

وأكد أنه «يجب علينا ألا نسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا». 

ونسب حالة الفلتان إلى «مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف» وخصوصا المعادين للفاشية. 

ودان المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن امس العنف في الاحتجاجات مشددا في الوقت نفسه على حق الأميركيين في التظاهر. 

وقال في بيان إن «الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة. إنه رد فعل أميركي خالص». لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على «إحراق مدن وتدمير مجاني»، مؤكدا أن «العنف الذي يعرض حياة الناس للخطر ليس كذلك. العنف الذي يطال الأعمال التي تخدم المجتمع ويغلقها ليس كذلك». 

وحمل حاكم مينيسوتا تيم والتز أيضا عناصر قادمين من خارج ولايته وقد يكونوا فوضويين برأيه، ولكن من المدافعين عن تفوق العرق الأبيض أو مهربي مخدرات أيضا، مسؤولية الفلتان. وليتمكن من استعادة سيطرته على الوضع، أعلن عن حشد جنود الحرس الوطني في الولاية البالغ عددهم 13 ألفا في سابقة، وطلب مساعدة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). 

وقال البنتاغون إن وحدات للشرطة العسكرية وضعت في حالة تأهب لتتمكن من التدخل إذا احتاج الأمر، خلال مهلة أربع ساعات. 

وقانونيا، لا يمكن للشرطة العسكرية التدخل إلا في حال عصيان.

ولم يمنع نشر 2500 شرطي وجندي من الحرس الوطني مساء الجمعة وفرض منع للتجول في مينيابوليس، تفاقم الوضع في المدينة التي شهدت عمليات نهب وإضرام حرائق عمدا. وفي النهار حاول السكان بمكانسهم إعطاء صورة أخرى للمدينة. وقالت كايلي جونسون (28 عاما) إن مينيابوليس «مريضة وتحترق». 

وأضاف أن «كل ما أستطيع فعله هو التنظيف». واستعد آخرون لحالات فلتان جديدة بسد واجهات محلاتهم التجارية بألواح خشبية كبيرة. 

وقالت نيكول كراست التي تملك صالون تجميل تعرض للتخريب الليلة الماضية «نضعها ونتضرع إلى الله أن تجري الأمور بخير». 

وتصاعد التوتر بسرعة في مينيابوليس والمدن الأخرى. وتجمعت حشود من المحتجين في دالاس ولاس فيغاس وسياتل وممفيس. 

وحتى في واشنطن، أطلقت غازات مسيلة للدموع بالقرب من مقر الرئيس ترامب، وانبعث دخان الحرائق. 

وفي نيويورك اعتقل أكثر من مئتي شخص بعد صدامات أسفرت عن سقوط جرحى في قوات الأمن. وألقيت زجاجة حارقة داخل سيارة للشرطة كانت خالية. وقال قائد الشرطة ديرموت شيا إن «عدم مقتل أي شرطي معجزة». 

وفي أتلانتا وميامي أحرقت آليات لدوريات للشرطة. وفي لوس أنجليس جرح خمسة شرطيين واعتقل مئات الأشخاص في تظاهرة سلمية شهدت أعمال عنف من إحراق متاجر وعمليات نهب طالت خصوصا، المحلات الفاخرة في حي بيفرلي هيلز.

وفي كل مكان دان المتظاهرون أخطاء رجال الشرطة الذين يستخدمون القوة مع السود بشكل غير متكافئ. 

وفي مدينة هيوستن مسقط رأس فلويد وحيث سيدفن، قالت ربة العائلة شافون ايلين إنها «منهكة وحزينة» من رؤية «إخوتها وأخواتها يقتلون بالخطأ بيد شرطة هيوستن ولم يتم تحقيق العدالة يوما». 

ويطالب المحتجون هذه المرة بأن يحاسب المسؤولون عن موت فلويد الذي انتشرت صوره في جميع أنحاء العالم. 

وأوقف الشرطي الأبيض ديريك شوفين الذي يظهر في تسجيل الفيديو وهو يثبت فلويد على الأرض بساقه، الجمعة واتهم «بالقتل غير العمد». 

لكن العديد من الأميركيين يرون أن هذا ليس كافيا ويطالبون باتهامه بالقتل العمد وتوقيف ثلاثة شرطيين آخرين متورطين في الحادثة.

واحتج مئات الأشخاص في لندن وبرلين أمس تضامنا مع المتظاهرين في الولايات المتحدة.

وجثا المحتجون على ركبهم في ميدان الطرف الأغر بوسط لندن مرددين «لا عدالة .. لا سلام» ثم مروا بجوار مقر البرلمان حتى وصلوا إلى السفارة الأميركية.

وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على خمسة أشخاص خارج السفارة الأميركية بينهم ثلاثة لانتهاك القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا واثنان للاعتداء على الشرطة.

وفي ألمانيا، شارك عدة مئات من المحتجين في مسيرة خارج السفارة الأميركية في برلين رافعين لافتات كُتب عليها «القصاص لجورج فلويد» و«اوقفوا قتلنا» و«من التالي الذي سيحطم عنقه».

وتحولت بعض المظاهرات إلى العنف مع إغلاق متظاهرين لحركة المرور، وإضرام النار، والاشتباك مع الشرطة، التي أطلق أفراد منها الغاز المسيل للدموع والرصاص البلاستيكي من أجل اعادة فرض النظام.

(أ ف ب -رويترز)