بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

13 آب 2018 12:15ص ترامب يُمهل تركيا ٣ أيام لتسليم القس

أردوغان: سنبحث عن اسواق جديدة وحلفاء آخرين

حجم الخط
كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس أن الولايات المتحدة منحته مهلة مدتها 3 أيام من أجل إطلاق سراح قس أميركي محتجز في تركيا، مهددة بفرض مزيد من العقوبات في حال رفض الإفراج عنه فيما واصلت الليرة التركية انهيارها حيث هبطت أمس إلى مستوى قياسي جديد عند 7.24 ليرة للدولار في التعاملات المبكرة في آسيا والمحيط الهادئ. 
وقال أردوغان، أثناء خطاب ألقاه أمام حشد في مدينة طرابزون المطلة على البحر الأسود، إن واشنطن منحته حتى الساعة السادسة من مساء الأربعاء المقبل، للإفراج عن القس آندرو برانسون، الذي تحتجزه أنقرة منذ عامين، وفق «رويترز».
وأضاف أن الأميركيين أخبروا نظراءهم الأتراك بهذه المهلة خلال لقاء جمع الطرفين في واشنطن، الأسبوع الماضي.
ولفت الرئيس التركي إلى أن إدارة، ترامب، هددت بفرض مزيد من العقوبات على أنقرة في حال لم تطلق سراح برانسون، دون أن يكشف تفاصيل هذه العقوبات.
وتحتجز أنقرة، القس منذ نحو عامين بتهمة الارتباط بجماعات إرهابية، وحوّلته أواخر تموز الماضي إلى الإقامة الجبرية، مع استمرار محاكمته.
وأعلنت واشنطن في الأول من الجاري، فرض عقوبات على تركيا تستهدف وزيري العدل والداخلية، على خلفية استمرار احتجاز القس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن الوزيرين لعبا دورا رئيسيا في اعتقال برانسون في 2016 ثم احتجازه.
وردّ أردوغان بالتصعيد في هذه القضية، قائلأ إن «تركيا لن تقدم تنازلات في ما يتعلق باستقلال القضاء».
في غضون ذلك، هبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد عند 7.24 ليرة للدولار في التعاملات المبكرة في آسيا والمحيط الهادي، مع استمرار الضغوط على العملة بفعل مخاوف المستثمرين المتعلقة بحالة الاقتصاد وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة.
ووصف اردوغان أمس تدهور عملة بلاده بأنه «مؤامرة سياسية» ضد تركيا وقال أن بلاده ستبحث عن أسواق جديدة وحلفاء جدد. 
وتسلط الأنظار على الليرة عند افتتاح أسواق الصرف اليوم بعد توقف خلال عطلة نهاية الأسبوع. 
إلا أن اردوغان اكد أنه لن يقدم تنازلات للولايات المتحدة أو الأسواق المالية. 
وقال في كلمة أمام أعضاء حزبه في مدينة طرابزون على البحر الأسود «هدف هذه العملية هو استسلام تركيا في جميع المجالات من المالية وصولا الى السياسية. ونحن نواجه مرة أخرى مؤامرة سياسية. وبإذن الله سنتغلب عليها». 
والجمعة أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم على الالمنيوم والفولاذ المستوردين من تركيا، ما أدى إلى تدهور سعر الليرة أمام الدولار. 
وقال البيت الأبيض أنه سيبدأ العمل بالرسوم الجديدة في 13 آب الجاري 
وبدا اردوغان غير قلق بشأن الإجراءات العقابية التي فرضتها الولايات المتحدة موضحا أن تركيا يمكن أن تتحول إلى شركاء آخرين واصفاً الأزمة بأنها «حرب اقتصادية». 
وقال «سنعطي جوابنا من خلال التحول إلى أسواق جديدة، وشراكات جديدة وتحالفات جديدة (ضد) من شن حرباً تجارية على العالم بأكمله وشمل بها بلدنا». 
وأضاف «البعض يغلق الأبواب والبعض الآخر يفتح أبواباً جديدة». 
وبنى اردوغان علاقات وثيقة خلال السنوات الماضية مع دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. 
وبدا أن اردوغان يشير إلى أن التحالف بين تركيا - التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي في 1952 بدعم أميركي قوي - وواشنطن في خطر. 
وأضاف «لا يمكننا إلا أن نقول «وداعاً» لأي شخص يضحي بشراكته الاستراتيجية وتحالف امتد على مدى نصف قرن مع بلد يبلغ عدد سكانه 81 مليونا من أجل علاقات مع جماعات إرهابية». 
وتابع مخاطبا الاميركيين «هل تجرؤون على التضحية بتركيا التي سكانها 81 مليونا من أجل قس يرتبط بجماعات إرهابية؟». 
وتحتجز تركيا القس الأميركي أندرو برانسون منذ تشرين الأول 2016 بتهم الإرهاب والتجسس. 
وفي حالة إدانته يمكن أن يحكم عليه بالسجن لمدة 35 عاماً. 
ووصف ترامب اعتقاله بأنه «عار كبير» ودعا اردوغان إلى الإفراج عنه فوراً.
الى ذلك، تجاهل البنك المركزي دعوات الأسواق خلال الأسابيع الأخيرة لرفع أسعار الفائدة لمواجهة هذه المشاكل، ما أثار مخاوف من تدخل اردوغان الذي دعا مرارا الى سعر فائدة منخفض. 
والسبت وصف اردوغان اسعار الفائدة بأنها «اداة استغلال»، في تصريحات لم ترحب بها الأسواق. 
وقضية القس برانسون هي واحدة فقط من القضايا الخلافية بين تركيا والولايات المتحدة والتي تشمل سوريا والعلاقة الودية المتزايدة بين انقرة وموسكو. 
وانتقد اردوغان في كلمته امس ادانة السلطات الأميركية لمحمد حاكان اتيلا (47 عاما) نائب المدير العام لبنك «هالك بنك» التركي بتهمة مساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الأميركية في عائدات نفطية بمليارات الدولارات. 
وقال في كلمة أخرى في المدينة نفسها «تعتقلون نائب مدير هالك بنك؟ وتفرضون عقوبات على بنك هالك بنك .. وبعد ذلك تتوقعون معاملة مختلفة من تركيا؟». 
وقال ان رد تركيا لن يكون وفق مبدأ «الرد بالمثل» مضيفا «من يرتكب جريمة سيدفع الثمن».
(أ ف ب - رويترز)