لليوم الثالث على التوالي لم تخمد نيران الاحتجاجات ضد العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية عقب مقتل أميركي أسود بيد الشرطة هز فيديو موته تحت قدم الشرطي الولايات المتحدة ما استدعى تدخلا من الحرس الوطني الأميركي الذي نشر 500 من عناصره أمس في مدينة مينابوليس لإعادة الهدوء على ما افاد بيان عسكري.
وفيما بدت مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب متخبطة إذ مرة يعلن بدء التحقيق بالجريمة كأنها حدث عابر واعتيادي، ومرة أخرى بشن هجوم على حكام مينابوليس ووصف ما يحصل هناك من اضطرابات وأعمال شغب «بالغياب التام للقيادة»، دعا مسؤولون في الحزب الديموقراطي مجددا إلى ضرورة عزل الرئيس وتحميله المسؤولية في الوقت الذي شنت فيه صحف غربية هجوما على ترامب مستعيدة تغريدات سابقة له تنم عن عنصرية تجاه نواب في الكونغرس من أصول أفريقية وعربية.
وأكد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أمس أن وفاة الرجل الأسود بهذه الطريقة الوحشية يجب ألا يعتبر «أمرا عاديا» في الولايات المتحدة.
وفي تدوينة على موقع تويتر، أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نشر عبارة «أعمال النهب ستؤدي إلى إطلاق النار»، ذلك بعد تدوينة أخرى له في وقت سابق حذر فيها من اللجوء إلى القوة العسكرية القاتلة لوقف أعمال النهب في مينابوليس، وحجبها موقع تويتر خلف تنبيه تحذيري من الموقع يتهم الرئيس «بتمجيد العنف».
ودافع ترامب عن تدوينته السابقة على تويتر، قائلا إنه كان «يتحدث عن الأمر كحقيقة، وليس كمجرد تصريح».
وكان بيان الولاية التي تشهد احتجاجات عارمة أعلن أمس أن عناصر الحرس الوطني في ولاية مينيسوتا «سيقدّمون دعما للسلطات المدنية للفترة التي يطلب منهم ذلك فيها، لضمان سلامة الأرواح والأملاك».
وكان رجل أسود شوهد في تسجيل مصور وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه الأخيرة، بينما جثم ضابط شرطة أبيض بركبته فوق عنقه.
وطلب حاكم ولاية مينيسوتا الأميركية تيم والز قوات الحرس الوطني بمساعدة الشرطة، بينما يسعى مسؤولون محليون واتحاديون لتخفيف التوترات العنصرية التي أثارها اعتقال جورج فلويد (46 عاما) مساء الاثنين على نحو أفضى لوفاته.
وتم فصل رجال الشرطة الأربعة الذين شاركوا في الواقعة، ومن بينهم الضابط الذي شوهد وهو يضغط بركبته على عنق فلويد الذي كان ممدا على الأرض.
وفي وقت لاحق من أمس وُجهت إليه تهمة القتل غير المتعمد كما أعلن مدعون.
وقال مدعي المنطقة مايك فريمان للصحافيين إن «عنصر الشرطة السابق ديريك شوفين وجهت إليه تهمة القتل غير المتعمد من قبل مكتب مدعي منطقة هينبين».
وبدأت التظاهرات قبيل مساء الخميس بعدد كبير من المحتجين الذين وضعوا كمامات واقية من فيروس كورونا المستجد، بينما تحدثت شرطة مدينة سانت بول المجاورة عن أضرار وسرقات أيضا.
وفي إفادة صحفية صباحية، اعتذر قائد الشرطة مداريا أرادوندو لأسرة فلويد، قائلا «أنا آسف بشدة للألم والدمار والصدمة التي تركتها وفاة السيد فلويد في نفوس أسرته وذويه ومجتمعنا».
وبعد ساعات وخلال مؤتمر صحفي مشترك، دعا المسؤولون المشرفون على التحقيقات من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب البحث الجنائي والادعاء المحلي، إلى التحلي بالهدوء بينما هم يجمعون الأدلة.
وقال مايك فريمان مدعي مقاطعة هنيبين أمام الصحفيين «امنحونا الوقت كي ننجز المهمة على النحو الملائم، وسنحقق لكم العدالة، أعدكم». وأقرّ بأن أسلوب الشرطي الذي ظهر في بالفيديو كان «مريعا»، وقال «مهمتي أن أثبت أنه انتهك قانونا جنائيا».
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قال إن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الاتحادي يحققان في قضية رجل أسود أعزل توفي أثناء احتجازه لدى الشرطة في مدينة مينابوليس.
وقال في تغريدة على حسابه في «تويتر»، الأربعاء، «مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل يجريان بالفعل، بطلب مني، تحقيقا في وفاة جورج فلويد المؤسفة جدا والمأسوية في مينابوليس».
وأضاف: «طلبت الإسراع بهذا التحقيق، وأنا ممتن جدا لكل ما بذلته سلطات إنفاذ القانون المحلية من جهد».
(وكالات)