جاءت نتائج استطلاعات رأي الناخبين البريطانيين عقب الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة يوم أمس لتثير العديد من التساؤلات حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في الدعاية السياسية.
وكان حزب العمال قد قال في بيان مساء الأربعاء أنه أدار "أنجح حملة انتخابية شهدتها البلاد على وسائل التواصل الاجتماعي"، وهو القول الذي يخالف ما جاءت به نتائج الاستطلاعات التي تتحدث عن خسارة تاريخية لحزب العمال.
وهكذا فإنه في حال ما صدقت نتائج استطلاع الرأي ، فإن هذا يدل على أن عمليات الإعجاب والمشاركة بما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي لا تترجم بالضرورة إلى أصوات.
ففي عام 2017 كان التأثير الكبير لمجموعة من المواقع المؤيدة لحزب العمال هو الحدث الإلكتروني الأهم خلال الانتخابات التي جرت في ذلك العام.
لكن وبعد ذلك التاريخ جاءت التحديثات التي اعتمدتها إدارة فيسبوك (وبالأخص الكود الذي يحدد ماهي المنشورات التي يمكن رؤيتها)، لتجعل من الصعب على هذه المواقع الوصول إلى الأعداد الهائلة من الناس على غرار ما حدث في انتخابات 2017.
ولم يكن هذا هو التطور الوحيد، ففي حين لا يزال هناك تأثير كبير لصفحات ومجموعات فيسبوك اليسارية، إلا أنه ظهرت ساحتان إلكترونيتان جديدتان، أحدهما تعارض بشدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. والأخرى تؤيده.
ومنذ عام 2017 حدثت طفرة في المحتوى المؤيد لبريكسيت على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، وهو ربما، ما ساعد بوريس جونسون في تحقيق التقدم في انتخابات الأمس
وتشير الأبحاث إلى أن معظم مستخدمي تويتر، وبعض مستخدمي فيسبوك، هم من الشباب واليساريين المؤيدين للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، في حين أن الناخبين الأكبر سنا، الذين من المرجح أن يصوتوا لصالح المحافظين، أقل نشاطًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وإذا فاز بوريس جونسون بالفعل بأغلبية كبيرة، فهذا يدل على أنه يجب علينا دائمًا أن ندرك أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لا يمثلون بريطانيا.