طالب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، بمواجهة الفساد المستشري
الذي أصبح يهدد كيان البلاد. وقال خاتمي في رسالة للمؤتمر الخامس لحزب
«اتحاد الأمة الإيرانية الإسلامية» أمس، إن على الأحزاب معرفة الفساد الذي
بات يهدد مشروعية الأمة وكيانها والبحث عن الطرق المناسبة لمحاربته». ودعا
النظام إلى دعم تشكيل الأحزاب وإزالة الحواجز والرقابة ضد منظمات المجتمع
المدني.
وكان خاتمي حذر من قبل من احتمال حدوث تحركات اجتماعية باتجاه تغيير
النظام إذا ما تيقن المواطنون من أن ما يريدونه من إصلاحات لا تؤدي إلى
تغيير حقيقي، مضيفا أنه: إذا بقيت أخطاء النظام على ما هي عليه، فستتطور
الانتقادات إلى اعتراضات، ومن ثم لن يكون واضحا ماذا يمكن أن يحدث.كما حذر
الناشط البارز محسن رناني، من أن مستقبل البلاد أصبح غامضا، وتوقع عضو هيئة
التدريس في كلية الاقتصاد بجامعة أصفهان، استمرار الركود الاقتصادي وهو ما
سيدخل البلاد في أزمات خطيرة.
وتتزامن
هذه التحذيرات مع تفجر موجة احتجاجات غير مسبوقة وإضراب من المعلمين
وسائقي الشاحنات والمتقاعدين، وتصاعدت حدة المظاهرات في إيران أمس، ونشرت
مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو من مظاهرات جابت شوارع الأحواز
احتجاجا على عدم تقاضي رواتبهم منذ 6 أشهر. وهتف المتظاهرون العمال، ضد
حكومة الملالي واتهموها بـ«المخادعة»، كما هتفوا بشعارات مؤيدة ومتضامنة مع
عمال شركة «هفت تبه» في مدينة السوس التي تبعد عن الأحواز 120 كيلومترا.
كما هتف عمال شركة قصب السكر في السوس لليوم الثالث عشر أمس بـ«الموت
للظالم» و«العامل يموت ولا يقبل الذل» وهي الشعارات ذاتها التي بدأ بها
العمال منذ اليوم الأول.
في غضون ذلك، تبنى مجلس حقوق الإنسان
التابع للأمم المتحدة، قرارا بأغلبية 58 صوتا مقابل 30 صوتا معارضا وغياب
68 دولة عن التصويت، يدين انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. وذكر حساب
«تويتر» التابع للخارجية الأمريكية بالفارسية أمس، أن الولايات المتحدة تقف
إلى جانب الشعب الإيراني.