بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

17 تشرين الثاني 2018 06:52ص خبير عسكري ألماني: أيام صعبة بانتظار إسرائيل إذا حدث التالي!

حجم الخط

لا شك أن تراجع المكانة القيادية لأمريكا في العالم، ستستفيد منها قوى أخرى مثل روسيا والصين. الخبير العسكري الألماني، أولريش كون، يرى أن ذلك التراجع سيكون مصحوباً بمرحلة حرجة من عدم الاستقرار للشرق الأوسط وبالأخص لإسرائيل.

 

في ظل المؤشرات التي تتحدث عن تراجع المكانة القيادية للولايات المتحدة الأمريكية كأول قوة عسكرية في العالم، يطرح الأوروبيون فكرة الجيش الأوروبي. هذه التغيرات قد تقبل موازين قوى العالم في السنوات القادمة، فمن المستفيد من هذا التراجع؟ كيف يؤثر ذلك على منطقة الشرق الأوسط وأمن إسرائيل؟. الباحث والخبير العسكري الألماني أولريش كون يجيب عن هذه الأسئلة وأسئلة أخرى في حواره التالي مع DW عربية:

سيد كون، بالنظر إلى تقرير جديد لمجلة "شبيغل" الألمانية، والذي تحدث عن مؤشرات فقدان هيمنة الولايات المتحدة، بالنسبة لك كيف يؤثر ذلك على المكانة القيادية للولايات المتحدة باعتبارها القوة العسكرية الأولى في العالم؟

لا تعاني السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة الأمريكية من نقص تمويل القوات العسكرية، بل من إهمال الأدوات الدبلوماسية. إذ ما أمعن المرء النظر في الإنفاق العسكري الأمريكي مقارنة بجميع الدول الأخرى، سيلاحظ وبسهولة أن واشنطن تتقدم الجميع وتقريباً لا يمكن اللحاق بها. الولايات المتحدة الأمريكية ليست بحاجة إلى المزيد من الأسلحة، بل هي بحاجة إلى سياسات أكثر ذكاءً. إن التهديد الحقيقي الذي يتربص بالولايات المتحدة الأمريكية ويهدد مكانتها القيادية في العالم، موجود داخلها، ويتمثل في غياب العدالة الاجتماعية، والتعليم السيئ، وسياسة تحرير السوق المبالغ فيها.

Dr. Ulrich Kühn | IFAR Institut für Friedensforschung und Sicherheitspolitik (privat)

الباحث والخبير العسكري الألماني أولريش كون من معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية في جامعة هامبورغ

مع وجود المشاكل الاقتصادية، التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية، هل تعتقد أنها سوف تكون قادرة على الحفاظ على قوتها ومكانتها القيادية خلال السنوات القادمة؟

بشكل عام، أؤمن بقدرات المجتمع الأمريكي على التعافي الذاتي، كذلك بعد مرحلة الرئيس ترامب. لكن، سيصبح من الصعب على الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات القادمة التغلب على الانقسامات الاجتماعية الداخلية. لأن مبدأ الحلم الأمريكي - أي أن أي شخص يمكنه أن يحقق حلمه في الولايات المتحدة الأمريكية – مع الوقت بات عدد قليل من الناس باستطاعتهم تحقيقه.

كيف ستستفيد القوى الصاعدة الأخرى، وهما روسيا والصين، من تراجع قوة الولايات المتحدة الأمريكية؟

حيثما تنسحب الولايات المتحدة الأمريكية من أي منطقة في العالم تترك فراغاً جيوسياسياً. وسوف تحاول دول مثل الصين أو روسيا أو حتى إيران الاستفادة من ذلك التراجع لصالحها وبالتالي توسيع نفوذها. لكن على الرغم من عدم الرضا المتزايد عن سياسات الولايات المتحد الأمريكية، يجب ألا ننسى أن الأسس التي تقوم عليها هذه الأنظمة المذكورة هي الظلم وقمع الحرية.

هل تراجع الدور الأمريكي والقوة الأمريكية هو الذي دفع الأوروبيين لطرح مشروع الجيش الأوروبي؟ وهل تتوقع أن لدى أوروبا إمكانيات تجعلها من ضمن القوى العسكرية في العالم؟

إن فكرة الاستقلالية الأوروبية في المجال العسكري هي في المقام الأول نتيجة قلة معرفة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهل سيدعم ترامب بالفعل الحلفاء الأوروبيين داخل الناتو؟ هنا لا يمكن للمرء أن يكون متأكداً مئة في المئة. فكرة استقلالية أوروبا وتطورها (بمعزل عن واشنطن) في مثل هذه القضايا هي فكرة جيدة، وهي بلا شك جاءت بفضل ترامب.

كيف سيؤثر تراجع المكانة القيادية للولايات المتحدة الأمريكية على العالم العربي ومنها منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وكذلك ماذا يعني ذلك أيضاً بالنسبة لأمن إسرائيل؟

إذا فقدت الولايات المتحدة الأمريكية موقعها المهيمن الحالي في السياسة العالمية أو انسحبت من الشرق الأوسط، أرى أياماً صعبة تنتظر إسرائيل. على سبيل المثال، قد تحاول دول مثل إيران والسعودية توسيع نفوذها الإقليمي على حساب إسرائيل. كما أتوقع أيضاً اندلاع سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، على سبيل المثال بين إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا. في الوقت نفسه، قد تُجبر إسرائيل على الانخراط أكثر في الجانب الدبلوماسي والمشاركة بشكل أكبر في حوار للتعاون مع جيرانها في المنطقة.

لكن في نهاية المطاف، بالنسبة إلى الشرق الأوسط، كما هو الحال مع جميع مناطق العالم الأخرى، فإن تراجع قوة مؤثرة في المنطقة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، عادة ما يكون مصحوباً بمرحلة حرجة من عدم الاستقرار.

المصدر: DW