بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

19 نيسان 2021 08:45ص خبير نووي بجامعة «هارفرد»: إيران على وشك إنهاء 95% من خططها

حجم الخط

يعتقد خبير في الانتشار النووي أن إيران ستكون قد قطعت نحو 95 في المئة من القدرة على امتلاك سلاح نووي لو قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، لكنه وآخرين يعتقدون أن قدرتها على تركيب سلاح نووي وإطلاقه لا تزال محل جدال.

ماثيو بون، الأستاذ المساعد في السياسة العامة بكلية جون كينيدي بجامعة هارفارد، قال في تصريح لموقع "الحرة" إن إيران تمتلك منذ سنوات القدرات والمواد لصناعة أسلحة نووية لو اختارت ذلك، لكنها تخشى التبعات لو ارتأت الولايات المتحدة وإسرائيل أنها باتت قريبة من هذا الهدف.

ونبه الخبير إلى أن طهران لو امتلكت أسلحة نووية، فعلى الأرجح ستكون في "مواقع سرية، وليست في منشآت تخضع للتفتيش الدولي".

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة مراقبة البرنامج النووي الإيراني، السبت، أنها "تثبتت" بأن إيران "بدأت إنتاج سداسي فلوريد اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة من اليورانيوم 235" في منشأة نطنز.

وأبلغت إيران الوكالة التابعة للأمم المتحدة أنها ستركب ما يقرب من 1000 جهاز طرد مركزي إضافي تحت الأرض في نطنز، لتتجاوز الحد الأقصى البالغ 5000 جهاز طرد مركزي المنصوص عليه في الاتفاق النووي.

وجاءت هذه الخطوة بعد أيام من تفجير وقع في المنشأة، وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف وراءه، وقد تسبب في انقطاع التيار الكهربائي ما أدى إلى تدمير عدد من أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم.

ورغم الشكوك التي كانت تساور بعض الخبراء فيما يتعلق بقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في تلك المنشأة بعد التفجير، إلا أنها عادت وأكدت بأنها سوف تقوم بتخصيب اليورانيوم فيها.

وبموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018، سُمح لإيران بالاحتفاظ بما يصل إلى 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في المئة، وعلقت تشغيل مئات أجهزة الطرد المركزي، وانخفضت إمداداتها من اليورانيوم.

وبعد انسحاب واشنطن من الاتفاق، زادت تخصيب اليورانيوم تدريجيا، وأضافت أجهزة طرد مركزي، وقيدت وصول المفتشين الدوليين إلى بعض المواقع النووية.

وكشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 10 فبراير، أن إيران بدأت في إنتاج معدن اليورانيوم، وهي مادة حيوية للأسلحة النووية.

وفي 23 فبراير، قالت إنها لن تمنح مفتشي الأمم المتحدة الوصول اليومي لمنشآتها النووية أو توفر لقطات أمنية على مدار الساعة لأنشطتها في هذه المواقع.

الخبير النووي قال لموقع "الحرة" إن إيران تستطيع بسرعة كبيرة الانتقال من 60 إلى 90 في المئة اللازمة لصنع سلاح نووي، ويرى أن الأهم من هذه المسألة أن إيران قد قطعت الطريق الأصعب بالفعل.

"تقترب بنسبة 95%"

ويشير إلى أنها قد قامت بالفعل بتخصيب اليورانيوم الطبيعي إلى الحدود المسموح بها وهي 3.67 في المئة "لتكون قد انتهت من نحو ثلثي العمل المطلوب للوصول إلى 90 في المئة".

ويضيف: "تخصيبها اليورانيوم عند 20 في المئة يعني أنها قامت بنحو 90 في المئة من العمل المطلوب لإنتاج قنبلة، وبنسبة 60 في المئة يعني القيام بنحو 95 في المئة من العمل المطلوب لإنتاج قنبلة".

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه مع تخصيب اليورانيوم عند 60 في المئة تحتاج إيران إلى عدد أقل من أجهزة الطرد المركزي، "وبمعنى آخر فإن الوصول إلى درجة نقاء 90 في المئة أسهل بكثير من 20 في المئة".

أولي هاينونين، كبير المفتشين السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال إن إيران "من الناحية النظرية قد تنتقل من 60 في المائة إلى 90 في المائة من التخصيب في أسبوع، مقارنة بفترة شهر تقريبا عند التخصيب بنسبة 20 في المئة" لكن هذا الأمر يحتاج عمليا إلى بعض الوقت.

تحديات تواجه إيران

وبحسب هاينونين، فإن إيران لن تكون قادرة على صنع سلاح نووي "في أسبوع" حتى لو تم تخصيبه بالنسبة المطلوبة لصنع سلاح نووي لأنه "من الأصعب بكثير تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة إلى قلب قنبلة ذرية وقد يستغرق ذلك شهورا".

الخبير النووي الذي تحدث لموقع "الحرة" يقول إن إيران ستكون بحاجة إلى التعامل مع مسألة السلامة فيما يتعلق بتخزين اليورانيوم المخصب وأمور لوجستية أخرى تحتاج إلى التكنولوجيا والاختبارات اللازمة.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن خبراء، أن إيران ستتمكن، على المدى القصير فقط، من إنتاج كميات صغيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة بعد ساعات من بدء التخصيب.

ويتطلب الأمر ما يقرب من 200 كلغ إلى 250 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لإنتاج 25 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة، وهي الكمية اللازمة لصنع قنبلة.

وكان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، قد صرح، الجمعة، للتلفزيون الرسمي قائلا: "الآن، نحصل على تسع غرامات في الساعة" من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة.

وإذا تم الإبقاء على هذه الوتيرة بشكل غير منقطع، فسيلزم إيران 322 يوما لكي تنتج حوالي 70 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة الذي يمكن أن يتيح في ختام دورة تخصيب جديدة الحصول على الحجم الحساس البالغ 25 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة.

ولدى إيران حاليا نحو 2968 كلغ من اليورانيوم منخفض التخصيب، أي أكثر من 14 ضعف الكمية المسموح بها بموجب اتفاق 2015، وفقا لتقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في فبراير 2021.

وأقصى نقاء لهذا المخزون الحالي هو 20 في المئة. ومع ذلك، فإنه إذا تم تخصيبه إلى درجة تصنيع الأسلحة (90 في المئة) فإن إيران سيكون لديها ما يكفي من المواد لثلاثة أسلحة، بحسب بعض الخبراء.

كم من الوقت تحتاج لصنع سلاح نووي؟

ويختلف الخبراء حول المدة التي ستستغرقها إيران لإنتاج سلاح نووي. ويقدر بعض المسؤولين الغربيين أن الأمر سيستغرق من إيران سنتين إلى ثلاث سنوات لإنتاج رأس حربي نووي وذلك بافتراض عدم حدوث تدخل خارجي.

ويعتقد ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، في حديث لوول ستريت جورنال، أن إيران يمكن أن تفجر جهاز اختبار في غضون تسعة أشهر، وقد تمتلك سلاحا نوويا أساسي في غضون عام، وبعد عامين، تستطيع تثبيت رأس حربي على صاروخ باليستي.

ويمثل استخدام الوقود النووي في سلاح تحديا لإيران، بحسب الصحيفة، إذ يجب إرفاق الحمولة النووية بصاروخ، ويجب أن تكون الحمولة قادرة على تحمل العودة عبر الغلاف الجوي للأرض أثناء هبوطها إلى هدفها، وهي أمور لا يعتقد أن إيران تمتلكها في الوقت الحالي.

المصدر: الحرة