توسعت قائمة الدول التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجدّ أمس حيث رصدت أول اصابة في نيجيريا افريقيا جنوب الصحراء فيما عاشت البورصات العالمية أسبوعا عصيبا شهد أيضا الغاء فعاليات وتنظيم مباريات رياضية دون جمهور، وتحذير شديد اللهجة من منظمة الصحة العالمية التي رفعت أمس خطورة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم إلى «أعلى مستوى» ودعت جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول الوباء كوفيد-19، محذرة بأنها سترتكب «خطأ مميتا» إن ظنت أنها بمنأى منه.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إن احتواء التفشي العالمي لفيروس كورونا لا يزال ممكنا لكن «الفرصة تتضاءل».
وقال للصحفيين في نيويورك «هذا ليس وقت الذعر، هذا وقت الاستعداد، الاستعداد التام».
وأضاف «حان الوقت لأن تعزز كل الحكومات جهودها وتفعل كل ما بوسعها لاحتواء المرض... نعرف أن الاحتواء ممكن، لكن الفرصة تتضاءل».
وفي نيجيريا تبين أن إيطالياً يعمل في البلاد عاد من ميلانو في 25 الجاري، نقل إلى المستشفى في ولاية لاغوس بعدما كشفت الفحوصات إصابته بالفيروس.
وأوضحت وزارة الصحة أن «المريض في حالة مستقرة ولا تظهر عليه أعراض مقلقة».
وأحصيت إصابتان أخريان في الأيام الأخيرة في شمال إفريقيا، وتحديدا في مصر والجزائر.
ويستغرب علماء الأوبئة نسبة الإصابات المتدنية جدا في هذه في الدول الإفريقية رغم تردي أنظمتها الصحية، في وقت تجاوز عدد الإصابات 83 ألف إصابة في أكثر من 50 بلداً.
وفي المكسيك سجلت حالة ثانية أمس. والمصابان كانا في ايطاليا.
أما في الصين التي ظهر فيها الفيروس الجديد في كانون الأول، يواصل عدد الوفيات والإصابات الانخفاض تدريجياً بفضل تدابير الحجر التي شملت أكثر من 50 مليون شخص.
لكن دولاً أخرى باتت تشكل مصادر انتشار لفيروس كوفيد-19 مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا بالدرجة الأولى.
وأمس أعلنت كوريا الجنوبية، البؤرة الرئيسية للوباء بعد الصين، عن 571 حالة إصابة جديدة ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات فيها إلى 2337، توفي منهم 13 شخصاً.
وفي ظل الانتشار المخيف للفيروس القاتل حول العالم واصلت أسعار النفط الانخفاض أمس.
وأمام هذه الأزمة الصحية، يجري إعداد خطط طوارئ خصوصاً من جانب صندوق النقد الدولي، لتقديم المساعدة للدول.
في الأثناء تستعد دول أوروبية عديدة لارتفاع عدد الإصابات على أراضيها وأعلن عن اجتماع لوزراء الصحة الأوروبيين حول كوفيد-19 في 6 آذار المقبل.
وأفادت إيران أمس عن وفاة 8 أشخاص من بين 143 مصاباً سجلوا في الساعات الـ24 الماضية، ما يرفع حصيلة الوفيات إلى 34 شخصاً والإصابات إلى 388. وهذا أعلى عدد وفيات خارج الصين حيث يتحسن الوضع.
ونفى متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية على تويتر أمس تقريرا لمحطة (بي.بي.سي) الفارسية ذكر أن 210 على الأقل توفوا بسبب فيروس كورونا في البلاد.
وأعلن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي عبر التلفزيون الرسمي أن جميع المدارس في أنحاء البلد ستغلق لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم السبت.
وقال الوزير «استنادا إلى التقييمات رأينا أن هناك حاجة لإغلاق جميع المدارس في البلاد ولهذا ستظل جميع المدارس مغلقة لثلاثة أيام اعتبارا من الغد (اليوم)».
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس إن الولايات المتحدة عرضت مساعدة إيران في التعامل مع فيروس كورونا، كما شكك في استعداد طهران لتبادل المعلومات.
وأضاف بومبيو خلال جلسة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أن الجمهورية الإسلامية، التي تفرض عليها واشنطن عقوبات مشددة، ليس لديها بنية تحتية قوية للرعاية الصحية.
لكن السلطات الايرانية وصفت العرض الأميركي بـ«السخيف».
ونقلت وكالة مهر للأنباء عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن عرض واشنطن «سخيف».
وأضاف موسوي «ادعاء مساعدة إيران في التعامل مع كورونا من جانب بلد وضع من خلال إرهابه الاقتصادي ضغوطا واسعة على شعب إيران بل وأغلق سبل الحصول على الدواء والمعدات الطبية، هو ادعاء سخيف ولعبة سياسية نفسية».
في المنامة أعلنت وزارة الصحة بالبحرين أمس تسجيل حالتي إصابة جديدتين بفيروس كورونا إحداهما سعودية مما يرفع عدد حالات الإصابة إلى 38.
وقالت الوزارة إن الحالة الثانية هي مواطنة بحرينية وإن الاثنتين جاءتا من إيران في رحلتين جويتين غير مباشرتين.
من جهتها قررت السعودية تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون إلى مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك بشكل مؤقت، في ظل الاعتبارات الصحية الاستثنائية الخاصة بفيروس كورونا، مستثنية الخليجيين الذين مضى على وجودهم بالسعودية 14 يوما متصلة ولم تظهر عليهم علامات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
كما أكدت الحكومة السعودية متابعتها عن كثب تطورات انتشار الفيروس وتداعياته بصورة مستمرة.
من جهة أخرى سيطر الذعر على الأسواق المالية في العالم فتراجعت البورصات الأوروبية منذ بدء التداولات أمس في ظل المخاوف من تبعات انتشار فيروس كورونا المستجدّ على الاقتصاد العالمي.
والخسائر التي تكبّدتها الأسهم الأوروبية منذ الجمعة الماضي بنسبة حوالى 12-13%، هي الأكبر منذ الأزمة المالية في 2008-2009 عندما دخل الاقتصاد العالمي مرحلة الركود.
وتقول الخبيرة الاقتصادية فيرونيك ريش-فلوريس في مذكرة «في سياق مبالغة في تقدير قيمة الأسواق، ما كان يمكن أن نخشاه الأسبوع الماضي لم يتأخر في ان يحدث: موجة الصدمة المالية التي نشأت جراء تفشي فيروس كورونا المستجدّ خارج الحدود الصينية في الأيام الأخيرة، اتّسمت بعنف نادر إلى حدّ إعطاء بعد جديد لهذه الأزمة».
وتضيف «في الظروف الحالية، سيكون (العبد الجديد ) للأزمة المالية في حال طال أمدها، تبعات قد تسبب أضراراً أكبر من (أضرار) وباء كوفيد-19».
وبحسب ريش-فلوريس، فإن البورصات «تتجاوز الواحدة تلو الأخرى العتبات الحساسة التي ترفع مخاطر التوجه نحو التراجع وبحكم الأمر الواقع احتمال حصول صدمة اقتصادية كبرى».
وتضيف «في هذه المرحلة، الخطر لا يزال كبيراً لأن الوباء مستمر في التفشي مهدداً عددا متزايد من المناطق في جميع أنحاء العالم بما فيها الولايات المتحدة من الآن فصاعداً».
(أ ف ب - رويترز)