قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا في بيان إن مسؤولين كبارا من إيران وروسيا وتركيا أجروا محادثات «جوهرية» امس بشأن كيفية تشكيل اللجنة الدستورية السورية وعملها وإن من المقرر إجراء المزيد من هذه المحادثات خلال أسابيع.
وجاء في البيان بعد المحادثات في جنيف «خلال الاجتماع جرت مناقشات بناءة وجوهرية بشأن قضايا متصلة بتشكيل وعمل لجنة دستورية وبدأت أرضية مشتركة تظهر».
ميدانيا، استهدفت فصائل معارضة متمركزة في جنوب سوريا امس بالقذائف مدينة السويداء للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في خطوة تتزامن مع استمرار وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام الى جنوب البلاد.
وتحتفظ قوات النظام السوري بسيطرتها على غالبية محافظة السويداء في جنوب سوريا، فيما تلّوح بهجوم وشيك على معاقل المعارضة التي تسيطر على سبعين في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة. ولمحافظة القنيطرة حدود مشتركة مع اسرائيل.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «استهدفت فصائل المعارضة أحياء في مدينة السويداء بقذائف صاروخية أحدثت انفجارات عنيفة صباحاً، من دون وقوع ضحايا».
وأوضح أنها «المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة لسقوط قذائف منذ صيف العام 2015».
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «عدداً من القذائف الصاروخية سقطت على حيي الجلاء والاستقلال في مدينة السويداء، أطلقتها التنظيمات الارهابية المنتشرة في عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي لمحافظة درعا ما تسبب بأضرار مادية».
وتزامن استهداف مدينة السويداء مع مناشدة فصائل معارضة في جنوب سوريا أهالي محافظة السويداء بالوقوف على الحياد.
وقالت في بيان «نهيب بأهلنا في محافظة السويداء ألا يكونوا طعماً لتحقيق أهداف النظام والميليشيات الطائفية من ايران وحزب الله التي تحاول احتلال الارض وتفريق الأهل»، داعية اياهم الى «عدم زج» أبنائهم في «معركة خاسرة».
وتستقدم قوات النظام منذ أسابيع وفق المرصد السوري، تعزيزات عسكرية الى مناطق سيطرتها في جنوب سوريا تمهيداً لبدء عملية عسكرية تستهدف مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في درعا والقنيطرة.
وجددت قوات النظام، القاء مناشير تدعو السكان الى طرد «الارهابيين من مناطقكم كما فعل اخوتكم في الغوطة الشرقية والقلمون».
وأفادت وكالة سانا الثلاثاء عن مقتل طفلة واصابة مدني بجروح جراء قذائف أطلقها «ارهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له» على أحياء في مدينة درعا تحت سيطرة القوات الحكومية.
على جبهة أخرى، في محافظة السويداء، تستمر المعارك العنيفة بين قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية الذي شن منذ نحو اسبوعين هجمات مفاجئة في بادية السويداء.
وأحصى المرصد مقتل ثمانية عناصر من قوات النظام التي تمكنت من استعادة السيطرة على مواقع عدة بعد استقدامها تعزيزات من المحافظة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ونشطاء محليون إن طائرات حربية قصفت منطقة خاضعة للمعارضة في محافظة درعا بجنوب غرب البلاد في تصعيد عسكري بمنطقة تهدد القوات الحكومية بشن هجوم كبير عليها.
وأصابت الضربات منطقة قرية مسيكة في شمال شرق المحافظة، وتدور أيضا اشتباكات في المنطقة.
ورغم أن ذلك يمثل تصعيدا ملحوظا، قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن الضربات الجوية لا يبدو أنها مؤشر على بداية الهجوم الكبير الذي تحشد له القوات الحكومية وحلفاؤها.
من جهة اخرى، نددت وزارة الخارجية السورية بـ«التوغل» التركي الأميركي في محيط مدينة منبج في شمال البلاد غداة بدء أنقرة تسيير دوريات عسكرية في المنطقة بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية أن «سوريا تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق ازاء توغل قوات تركية وأميركية في محيط مدينة منبج»، معتبرة أن ذلك يأتي «في سياق العدوان التركي والأميركي المتواصل على سيادة وسلامة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية».
(ا.ف.ب - رويترز)