بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

19 حزيران 2019 12:32ص «رسائل الردع» الأميركية لإيران تتواصل في الشرق الأوسط

واشنطن تُرسِل تعزيزات جديدة.. والحرس الثوري يهدِّد حاملاتها

حجم الخط
عزّزت الولايات المتحدة مجدداً وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد إعلان طهران انها ستتجاوز قريبا الحد المسموح به من احتياطها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق النووي فيما حذرت روسيا والصين من «تصاعد التوتر» في هذه المنطقة «غير المستقرة أساسا». 

ويأتي ذلك فيما نشرت واشنطن ايضا صورا جديدة قالت إنها تدين طهران في الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان الاسبوع الماضي.

وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان إن «الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية». 

لكن الوزير الأميركي شدّد على أنّ «الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران». 

وقال شاناهان «سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط»، مؤكدا أن الولايات المتحدة «ستواصل مراقبة الوضع بدقة» من أجل «تعديل حجم القوات» إذا اقتضى الأمر. 

وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن أمس ترشيح مارك إسبر لتولي منصب وزير الدفاع بالإنابة، بعدما طلب شاناهان، عدم تثبيته على رأس البنتاغون.

وأوضح الرئيس الأميركي، أن شاناهان طلب عدم تثبيته في منصب وزير الدفاع، لأنه يريد قضاء وقت أطول مع عائلته.

وفي وقت لاحق قال ترامب إن الولايات المتحدة مستعدة جيدا في ما يتعلق بإيران، مضيفا سننتظر ما التطورات.

من جهته، قال  وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستواصل حملة الضغط على إيران وستواصل ردع العدوان في المنطقة، لكنها لا تريد للصراع مع طهران أن يتصاعد.

وقال بومبيو للصحفيين في قاعدة ماكديل التابعة لسلاح الجو في فلوريدا «تبادلنا رسائل عديدة، وحتى في الوقت الحالي، لنوصل لإيران أننا هناك لردع العدوان... الرئيس ترامب لا يريد الحرب وسنواصل توصيل تلك الرسالة بينما نفعل ما يلزم لحماية المصالح الأميركية في المنطقة».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في مقابلة نشرتها مجلة تايم إنه سيبحث استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي لكنه لم يجب على سؤال بشأن ما إذا كان سيلجأ لذلك لحماية إمدادات النفط.

ورغم دعوة بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس الأميركي لرد عسكري، قال ترامب للمجلة إن تأثير أحدث هجمات على ناقلتي نفط نرويجية ويابانية في خليج عمان يبدو «ضعيفا للغاية» حتى الآن.

وردا على سؤال عما إذا كان سيفكر في اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي أو لضمان حرية تدفق النفط من الخليج، قال ترامب «قطعا سأجري مراجعة للقوات فيما يتعلق بالأسلحة النووية وسأبقي (الشق) الآخر (من السؤال) علامة استفهام».

بالمقابل قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران لن تشن حربا على أي دولة.

وقال روحاني إن إيران لا تسعى للصراع وندد بالجهود الأميركية لعزل إيران مرجحا أن إدارة ترامب غير متمرسة في الشؤون الدولية.

وقال روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة «إيران لن تشن حربا على أي دولة» وتابع «رغم كل جهود الأميركيين في المنطقة ورغبتهم في قطع كل علاقاتنا مع العالم أجمع ورغبتهم في إبقاء إيران منعزلة.. لم ينجحوا».

وأدلى مسؤولون إيرانيون بعدة تصريحات حازمة بشأن الأمن منها قول علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن طهران مسؤولة عن أمن الخليج وحثه القوات الأميركية على مغادرة المنطقة. 

وقال قائد الحرس الثوري الإيراني إن صواريخ إيران الباليستية يمكنها إصابة «حاملات طائرات في البحر» بدقة كبيرة.

وقال البريغادير جنرال حسين سلامي «هذه الصواريخ يمكنها إصابة حاملات في البحر بدقة كبيرة... هذه الصواريخ مصنوعة محليا ومن الصعب اعتراضها وإصابتها بصواريخ أخرى».

وأضاف أن التكنولوجيا الإيرانية الخاصة بالصواريخ الباليستية غيّرت ميزان القوى في الشرق الأوسط.

ومع تصاعد الخلاف دعت كل من روسيا والصين وهما من الدول الموقعة على الاتفاق إلى ضبط النفس.

وحذر الكرملين من «تصاعد التوتر» بعد الإعلان عن إرسال نحو ألف جندي أميركي إضافي الى الشرق الاوسط وتحذير طهران من أنها ستتجاوز قريبا الحد المسموح به من مخزون اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي الدولي. 

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين «ندعو كل الاطراف الى ضبط النفس. نفضل ألا يتم اتخاذ خطوات من شأنها التسبب بتصاعد التوتر في هذه المنطقة غير المستقرة أساسا».  

ونقلت وكالات أنباء روسية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله «ما نراه هي محاولات أميركية متواصلة ومستمرة لتكثيف الضغط السياسي والنفسي والاقتصادي وأيضا العسكري على إيران بطريقة استفزازية تماما».

وأضاف «هذه (التصرفات) لا يمكن اعتبارها أي شيء سوى نهج واع للاستفزاز من أجل الحرب».

وفي بكين، حذّرت الصين من أن إعلان الولايات المتحدة نشر ألف جندي إضافي في المنطقة في ظل تصاعد حدة التوتر مع إيران قد يفتح الباب أمام كل الشرور في الشرق الأوسط. 

وحض وزير الخارجية الصيني وانغ يي كذلك طهران على عدم التخلي «بهذه السهولة» عن الاتفاق النووي المبرم في 2015 بعدما أعلنت طهران أن احتياطاتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز اعتباراً من 27 حزيران الحدود التي ينصّ عليها الاتفاق. 

وحذر كبير الدبلوماسيين الصينيين العالم من «فتح أبواب الجحيم» في منطقة الشرق الأوسط وندد بالضغوط الأميركية على إيران داعيا إياها لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي.

(ا.ف.ب - رويترز)