قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة أذاعها التلفزيون أمس إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا رفعت واشنطن العقوبات وعادت إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعد انسحابها منه العام الماضي.
وتقول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها منفتحة على المفاوضات مع إيران للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا في ما يتعلق بالمسائل النووية والأمنية.
غير أن إيران اشترطت قبل إجراء أي محادثات السماح لها بتصدير نفس كمية النفط الخام التي كانت تصدرها قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في أيار 2018.
وقال روحاني «نؤمن دائما بالمحادثات... إذا رفعوا العقوبات وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أميركا اليوم والآن وفي أي مكان».
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا أمس إنها قلقة من تصعيد التوتر في الخليج ومن مخاطر انهيار الاتفاق النووي مع إيران، داعية لاستئناف الحوار بين كل الأطراف.
وأضافت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك صدر عن مكتب الرئيس الفرنسي «نؤمن بأن الوقت قد حان للتصرف بمسؤولية والبحث عن سبل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار».
ورغم دعوته لإجراء محادثات مع زعماء إيران، قالت ترامب الأربعاء إن العقوبات الأميركية على إيران «ستزيد قريبا وبشكل كبير».
وردا على العقوبات الأميركية، التي استهدفت على نحو ملحوظ مصدر تدفق العائد الأجنبي الرئيسي لإيران المتمثل في صادرات النفط الخام، أعلنت طهران في أيار عزمها تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق.
وفي تحد لتحذير من الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق بضرورة مواصلة إيران الالتزام الكامل به، رفعت طهران نسبة تخصيب اليورانيوم لأعلى من مستوى 3.67 في المئة الذي يجيزه هذا الاتفاق.
من جهة أخرى، قال مصدران مطلعان أمس إن الولايات المتحدة منحت وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف تأشيرة لحضور اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، وأضافا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو صدق على القرار.
ولو لم يوافق بومبيو على منح ظريف تأشيرة سفر، لكان ذلك مؤشرا على سعي الولايات المتحدة لزيادة عزلة الجمهورية الإسلامية.
الى ذلك، أبلغ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمس الاول نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أنه سيتم تسليم ناقلة النفط المحتجزة في جبل طارق إذا قدمت طهران ضمانات أنها لا تنتهك العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي عبر توجهها الى سوريا.
وأوضح هانت أنه تشاور مع نظيره الايراني حول وضع الناقلة «غريس 1»، الامر الذي أكدته وزارة الخارجية الايرانية في بيان.
وكتب في تغريدة «طمأنته الى أن ما يثير قلقنا هو وجهة «غريس 1» وليس مصدر النفط، وأن المملكة المتحدة ستسهل الافراج عنها إذا تلقينا ضمانات أنها لن ترسل الى سوريا، عند إتمام الاجراءات اللازمة أمام قضاء جبل طارق».
وافاد البيان الايراني ان هانت شدد «على حق ايران في تصدير النفط» و«امل ان تؤدي نتائج التحقيق القضائي الذي يتم في جبل طارق الى الإفراج عن الناقلة الايرانية في أقرب وقت».
(أ ف ب - رويترز)