بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

4 نيسان 2020 11:19ص سيناريوهات بعضها «قاتمة».. كيف ومتى سينتهي «كابوس كورونا»؟

حجم الخط

وسط الهلع والخوف، يُسجّل عدّاد "كورونا" ارتفاعًا قياسيًا يوميًا، في معظم دول العالم، بينما يعيش مليارات البشر في حجر صحيّ منزليّ إلزاميّ ضمن إجراءات الحكومات الساعية إلى التصدّي للزحف الفتّاك للوباء القاتل.

القطاع الصحيّ منهك بشدّة، ويقترب من مستويات الانهيار، وتلقى الاقتصاد العالميّ ضربة "تاريخيّة"، قد تكون غير مسبوقة، وقد تمتد آثارها إلى سنوات، في حين يؤكد الخبراء أنّ "ذروة الوباء" لم تحن بعد.

في ظلّ هذا الواقع المتردي،توقّع موقع بلومبرغ الأميركي في مقال مطوّل "سيناريوهات" لانتهاء "الكابوس العالميّ"، بعضها قاتم.

كيف ينتهي هذا؟

بحسب بيانات الموقع ودراسته، سينتهي الوباء فقط حينما "تنشأ مناعة القطيع"، أي أن يكون هناك عدد كاف من الأشخاصقد طوّروا مناعة ضدّ هذا المرض. وهناك طريقتان فقط للوصول إلى هذه النتيجة: الأولى هي إنتاج لقاح، وتوصيله إلى عدد كاف من البشر، والثاني – وهو الأسرع والأكثر سوداوية – أن يصيب الفيروس مليارات من الناس، ما قد يؤدي إلى انهيار الأنظمة الصحيّة وازدياد عدد الوفيات بشكل كبير، وأيضًا، تطوير عدد كاف من البشر مناعة ضدّ الفيروس.

قد لا تكون هناك مناعة أبدًا!

بحسب خبراء تحدّثوا للموقع، فإنّ تعزيز "مناعة القطيع" بعد الإصابة – وليس من خلال اللقاح-سيحدث فقط إذا كان التعافي من العدوى يؤمّن مناعة دائمة لدى المتعافين، ضدّ الفيروس.ولا يُعرف بعد إذا كان فيروس كورونا من هذا النوع من الفيروسات.

كما إنّ جزء السكان الذي يجب أن يصاب لإثبات مناعة القطيع غير معروف.في حالة مرض الدفتيريا مثلا، يتوجبأن تكون الإصابات 75 بالمئة، و 91 بالمئة للحصبة.

بينما تفترض بعض الأبحاث أنّ العدد الفعلي للمصابين بالفيروس أعلى بكثير من الحالات المؤكدة.وإذا كان هذا صحيحًا، فقد يكون العالم أقرب إلى مناعة القطيع مما نعرفه.

كيف سنتدبر الأمر؟

بالنسبة للعديد من البلدان، الاستراتيجيّة هي منع تحرك الناس لإبطاء الانتشار. وتعتمد هذه الدول على استراتيجيّة منع التجمعات لإبطاء انتشار المرض ومنع حدوث انفجار كبير في الإصابات بشكل أكبر من قدرات النظام الطبي، ما يتسبب في وفيات مفرطة.

تطبيق هذه الاستراتيجية سيتيح تعبئة الكوادر الصحيّة وتوسيع مرافق المستشفيات وبناء القدرة على إجراء اختبارات، وتعقب التواصل مع المصابين، وعلاج المرضى وتوفير أجهزة التنفس الصناعي ووحدات العناية المركزة.

متى يمكن تخفيف القيود؟

لا ينبغي للناس أن يتوقعوا عودة الحياة إلى طبيعتها بسرعة، بحسب بلومبرغ، فرفع القيود في وقت مبكر للغاية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع جديد، بحسب الموقع.

فبعدما شرعت السلطات في الصينفي إعادة فتح مدينة ووهان، حيث بدأ الوباء، بعد شهرين من عزلها عن العالم، أعادت الآن أجزاء من المدينة إلى الإغلاق.

إذ نقل الموقع عن جين هارس، وهي مسؤولة طبيّة في إنكلترا، أنّ "إجراءات الإغلاق يجب أن تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة أو حتى ستة أشهر".

فيما يوصي أنيليس وايلدر سميث، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي، بفرض قيود على التنقل حتى تنخفض الحالات اليومية باستمرار على مدى أسبوعين على الأقل.

ثم ماذا؟

تدعو خارطة طريق أعدتها مجموعة من المتخصصين في الصحة الأميركيّة، بمنفي ذلك مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق سكوت غوتليب، إلى مرحلة متوسطة يتم فيها إعادة فتح المدارس والشركات، ولكن التجمعات ستظلّ محدودة.

وسيستمر تشجيع الناس على الابتعاد عن بعضهم البعض، ويُنصح أولئك المعرّضون لمخاطر عالية بتحديد وقتهم في الأماكن العامة، وإذا بدأت الحالات في الارتفاع مرة أخرى فسيتم تشديد القيود مجددًا.

زيادة الاختبارات

من الضروري، بحسب الدراسات، زيادة اختبارات العدوى على نطاق واسع بين السكان، واختبار كلّ شخص يعاني من الأعراض، وبهذه الطريقة، يمكن عزل المصابين بالعدوى ويمكن تعقب كلّ الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بهم أثناء انتقال العدوى واختبارهم وعزلهم إذا لزم الأمر أيضًا، ما يحدّ من انتشار الفيروس في المجتمع.

وهناك نوع آخر من الاختبار يبحث عن الأجسام المضادة لمعرفة من تغلب بالفعل على الفيروس، وبالتالي فمن غير المحتمل أن يصاب بالعدوى مرة أخرى، على الأقل لفترة من الوقت.

بمجرد توفّر هذه الاختبارات على نطاق واسع قد يتمكن عدد أكبر من الأشخاص من التحرك بحرية أكبر.

متى سيكون هناك لقاح

عمليًا، هنالك عشرات الفرق والشركات والجامعات تعمل على لقاح حول العالم، لكن حتى الآن ليس هناك لقاح معتمد.عادة يعدّ تطوير اللقاح عمليّة طويلة ومعقدة تتضمن سنوات من الاختبار لضمان السلامة، والفعالية للقاحات.

تخطط بعض الفرق العلمية لإنتاج لقاح خلال 12-18 شهرًا، لكنّ الباحثين يقولون إن هذا "هدف طموح للغاية"، معتقدين أنّ على الحكومات والمواطنين والمستثمرين أن يخففوا من تفاؤلهم.

هل هناك عوامل أخرى

يمكن أن نكون محظوظين، بحسب الموقع، ويمكن أن يتلاشى الفيروس مع بداية الصيف في نصف الكرة الشمالي، حيث توجد معظم الحالات، تمامًا مثل تلاشي الإنفلونزا مع التغيرات الموسمية، ولكن لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الطقس الدافئ سيلعب دورًا. وحتى لو تلاشى الوباء فعلًا، فقد يعود في الخريف، لكن هذا سيمنح العالم وقتًا ثميًنا يحتاجه لالتقاط أنفاسه.

المصدر: الحرّة + اللواء