بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

17 كانون الثاني 2019 06:28ص ضربة لـ ترامب في منبج: مقتل ٥ جنود أميركيِّين بتفجير لداعش

إيران تتعهَّد بإبقاء قوّاتها في سوريا.. ولافروف لعودة الشمال إلى قبضة النظام

حجم الخط
هزَّ انفجار ضخم مدينة منبج السورية  (شمال سوريا) التي باتت محطة انظار بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا والتلويح التركي بعملية عسكرية ضد الاكراد في المدينة وشرق الفرات  جرت السجال بين واشنطن وانقرة، بينما اعلنت موسكو ان شمال سوريا يحب ان ينتقل الى سيطرة النظام السوري.
وبعد أربعة أسابيع فقط من إعلان  ترامب هزيمة تنظيم داعش لقي أمس عدد من الجنود الأميركيين حتفهم في هجوم استهدف مطعماً في وسط مدينة منبج أعلن تنظيم داعش المسؤولية عنه.
وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، إن أربعة جنود أميركيين قُتلوا وأُصيب ثلاثة آخرون في الانفجار الذي ذكر موقع على الإنترنت تابع لتنظيم داعش أنه تفجير انتحاري.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن جنديين أميركيين فقط قتلا في عمليات سابقة في سوريا. ولقي جنديان آخران حتفهما في حوادث غير قتالية.
وفي وقت لاحق أعلنت القيادة المركزية بالجيش الأميركي إن جنديين أميركييم وموظفا مدنيا في وزارة الدفاع (البنتاغون) ومتعاقدا يساند الجيش الأميركي في سوريا قتلوا أمس في هجوم انتحاري على ما يبدو في مدينة منبج.
وأضافت أن ثلاثة جنود أميركيين آخرين أصيبوا.
وذكرت القيادة المركزية في بيان «تشير التقارير الأولية إلى أن القتلى والجرحى سقطوا نتيجة انفجار، والحادث قيد التحقيق».
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن  عن ارتفاع حصيلة قتلى التفجير الانتحاري الى «15 قتيلاً بينهم تسعة مدنيين على الأقل بالاضافة الى خمسة مقاتلين محليين تابعين لقوات سوريا الديموقراطية كانوا يرافقون دورية التحالف الدولي». 
وتسبب التفجير وفق المرصد، بمقتل عنصر أميركي على الأقل من قوات التحالف، الذي لم يصدر عنه أي تعليق ازاء هذا التفجير أو وقوع قتلى في صفوفه. 
واستهدف التفجير الانتحاري وفق المرصد، مطعماً في وسط مدينة منبج، التي يسيطر عليها مقاتلون عرب وأكراد ينضوون في صفوف مجلس منبج العسكري، التابع لقوات سوريا الديموقراطية.
وقال عبد الرحمن إن «انتحارياً أقدم على تفجير نفسه عند مدخل المطعم أثناء وجود عناصر دورية أميركية تابعة للتحالف داخله».
وأضاف «إنه الهجوم الانتحاري الأول الذي يطال بشكل مباشر دورية للتحالف الدولي في مدينة منبج منذ عشرة أشهر».
وبعد وقت قصير من وقوعه، تبنى تنظيم الدولة الاسلامية الهجوم. 
وأفادت وكالة أعماق الدعائية التابعة للتنظيم في بيان نقلته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام «هجوم استشهادي بسترة ناسفة يضرب دورية للتحالف الدولي بمدينة منبج». 
وأظهرت صور نشرها موقع إخباري كردي محلي، ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحتها، أشلاء جثتين فضلا عن عدد من الجثث الأخرى على الأرض وتجمع الناس حولها. 
كما أظهرت الصور أضرارا لحقت بمبنى وعدد من المركبات وآثار دماء على أحد الجدران.
من جهته، قالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان امس إنه جرى إبلاغ الرئيس دونالد ترامب بتطورات الوضع في سوريا .
وأضافت ساندرز «جرى إبلاغ الرئيس بالوضع كاملا وسنواصل متابعة الوضع الحالي في سوريا»، قبل أن تحيل أسئلة الصحفيين إلى وزارة الدفاع الأميركية.
ولم يصدر الرئيس الأميركي على الفور أي رد فعل على مقتل الجنود الأميركيين، لكن نائب الرئيس مايك بنس أكد ما كان أعلنه ترامب بأن الولايات المتحدة ستسحب كامل جنودها المنتشرين في سوريا والبالغ عددهم نحو ألفي جندي.
وقال بنس إن «الخلافة قد انهارت وتنظيم الدولة الإسلامية قد هزم»، من دون أي إشارة للهجوم في شمال سوريا.
وأحال البيت الأبيض الاسئلة المتعلّقة بالهجوم على وزارة الدفاع. واعترض أعضاء في الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب على قرار الرئيس، من بينهم السناتور ليندسي غراهام المعروف بأنه من أكبر مؤيدي سيد البيت الأبيض. 
وقال غراهام إن «ما يقلقني في تصريحات الرئيس ترامب هو أنها أثارت حماسة العدو الذي نقاتله». 
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن 20 شخصا قتلوا في هجوم بقنبلة في شمال سوريا منهم خمسة جنود أميركيين.
وأضاف أردوغان أنه لا يعتقد أن الهجوم في مدينة منبج سيؤثر على قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من سوريا.
بالمقابل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس أن قوات النظام يجب أن يسيطر على شمال البلاد وذلك بعد مقترح من الولايات المتحدة لإقامة «منطقة آمنة» تحت سيطرة تركية.
وقال لافروف للصحافيين «نحن على قناعة بأن الحل الوحيد والأمثل هو نقل هذه المناطق لسيطرة الحكومة السورية وقوات الأمن السورية والهياكل الإدارية». 
وقال لافروف في المؤتمر الصحافي السنوي «نرحب ونؤيد الاتصالات التي بدأت الآن بين ممثلين عن الأكراد والسلطات السورية كي يتمكنوا من العودة إلى حياتهم تحت حكومة واحدة دول تدخل خارجي». 
وأكد حصول تقدم في حل النزاع السوري المستمر منذ سبع سنوات وبأن التركيز يجب أن يكون على محافظة إدلب في شمال شرق سوريا التي باتت في وقت سابق هذا الشهر عملياً تحت سيطرة هيئة تحرير الشام التي تهيمن عليها «جبهة النصرة» سابقاً. 
وتابع «التسوية السورية تتقدم، رغم كونها بالطبع أبطأ مما نرغب أن يكون» وأضاف «الحرب على الإرهاب يجب أن تُنجز. الان بؤرة الإرهاب هي إدلب». 
وقال مساعد الكرملين يوري أوشاكوف امس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي  سيجريان محادثات في موسكو الأسبوع المقبل لبحث ملف سوريا في ضوء الانسحاب الأميركي المزمع.
وأضاف للصحفيين في إفادة صحفية أن روسيا تعتزم أيضا اقتراح عقد قمة ثلاثية بشأن سوريا مع إيران وتركيا في روسيا.
من جهة اخرى، قالت قوات سوريا الديمقراطية امس إنها مستعدة للمساعدة في إقامة منطقة آمنة اقترحها ترامب، في المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشرق سوريا.
وقالت القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية إن هذه المنطقة يجب أن تقام «بضمانات دولية» ودون «تدخل خارجي» في إشارة فيما يبدو إلى تركيا المجاورة.
وأفاد بيان قوات سوريا الديمقراطية بأن القوات تأمل في ضمان الاستقرار في المنطقة الحدودية عن طريق التوصل إلى اتفاقات مع تركيا التي توعدت بسحق وحدات حماية الشعب.
من جانب اخر أكد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري امس أن القوات الإيرانية لن تنسحب من سوريا رافضا التهديدات الإسرائيلية، بحسب وكالة فارس للأنباء. 
ونقلت الوكالة عن جعفري قوله «سنحتفظ بجميع مستشارينا العسكريين والثوريين وكذلك معداتنا وأسلحتنا التي لنا في هذا البلد الاسلامي لتدريب وتقوية مقاتلي المقاومة الاسلامية ودعم الشعب السوري المظلوم».
وتأتي هذه التصريحات فيما يبدو ردا على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي طالب إيران أمس الاول بسحب جميع قواتها من سوريا.
وصرح نتنياهو «دعوني أقدم لهم (الإيرانيين) نصيحة إذن - أخرجوا من هناك بسرعة لاننا سنواصل سياستنا القوية بشن هجمات عليهم، بلا خوف او هوادة». 
وقال جعفري أن هذه التهديدات ب»المضحكة»، مضيفا «اعلموا فقط بأنكم تعبثون بذيل الأسد.
 اخشوا اليوم الذي ستنهمر فيه صواريخ ايران بالغة الدقة على رؤوسكم وتنتقم منكم لكل الدماء المراقة بلا حق من المسلمين المظلومين في المنطقة»، بحسب ما أوردت الوكالة. 
(أ ف ب-رويترز)