بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

14 تموز 2020 08:44م عمدة لندن: "كورونا" ينشر المرض والتطرّف أيضًا

حجم الخط
أثارت الهجمات الأخيرة التي شهدتها لندن المخاوف من أن فيروس "كورونا" بات ينشر المرض والتطرّف ايضًا.

وأوضح عمدة مدينة لندن صادق خان أن جائحة "كورونا" خلقت بيئة خصبة للكراهية والتفرقة، وأن المتطرّفين من مختلف المشارب جعلوا من فضاء الإنترنت ساحة معركة لتجنيد ضعفاء النفوس والساخطين لاستغلال الدين ومشاعر الوطنية لخدمة أهدافهم القاتلة.

وأشار خان، في مقال له في صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إلى أن الإغلاق العام للحدّ من تفشّي الوباء ساهم في تراجع مستوى الجريمة، ولكنه أنتج واقعًا مثيرًا للقلق في بعض المجالات، من بينها تنامي ظاهرة التطرف.

وقال إن الهجمات الفظيعة التي وقعت مؤخرًا في ريدينغ وستريثام ببريطانيا أحدث دليل على أن خطر الإرهاب ما زال موجودا، إضافة إلى جهود اليمين المتطرف لاختطاف حركة "حياة السود مهمة"، والتهديد المستمر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا بتنظيم "داعش"، والجماعات المتطرفة التي على شاكلته، وكل ذلك يعد تذكيرا صارخا بأن التطرف ما زال يمثل تهديدا حقيقيا لمجتمعاتنا.

وكانت مدينة ريدينغ شهدت حادثة طعن لعدد من الأشخاص في احد المنتزهات العامة. كما شهد حي ستريثام إقدام رجل على طعن عدد من الأشخاص،  في حادث وُصف بأنه "مرتبط بالارهاب".

قلق شديد

وأعرب خان عن قلقه الشديد إزاء تنامي ظاهرة التطرّف، مؤكدًا أنها ينبغي أن تكون مصدر قلق لحكومة بلاده أيضًا، وقال إن تقريرًا حديثًا أصدرته لجنة مكافحة التطرّف سلّط الضوء على الحاجة الملّحة لبذل مزيد من الجهود لوقف من يسعون إلى زرع الانقسام وتقويض النسيج الاجتماعي في المملكة المتحدة.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى دعم الحكومة لمعالجة هذه المشكلة الوطنية التي تُعدّ أكبر تهديد لبلدنا".

ورأى خان أن الخطوة الأولى التي على الحكومة البريطانية اتخاذها إزاء مشكلة التطرّف هي الاعتراف بالطبيعة المُلحّة للوضع، فهناك من يستغلّون الأزمة الراهنة الناجمة عن جائحة "كورونا" لبثّ مشاعر الكراهية والتعصّب ضدّ الأقليات العرقية والدينية في البلد، وزرع التطرّف في صفوف أصحاب النفوس الضعيفة لخدمة أهدافهم الملتوية.

كما حثّ السلطات على رصد موارد كبيرة للتصدّي لظاهرة التطرّف في مختلف أنحاء البلاد ومساعدة المجتمعات في التغلّب عليها، مسلطًا الضوء على جهوده للتصدّي لمشكلة التطرف في بلدية لندن.

وختم العمدة بالتأكيد على أن الحاجة باتت ملحة لأن تتدخّل الحكومة وتبذل مزيدًا من الجهود لمنع الانتشار السريع للتطرّف، في ظل ارتفاع الأصوات الماكرة التي تستهدف الفئات الأضعف في المجتمع، وعلى الجميع العمل من أجل إيقاف تلك الأصوات وإنقاذ أرواح الناس.