بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

14 تموز 2019 10:44م فرنسا تحيي عيدها الوطني.. و"السترات الصفراء" تواجه ماكرون في الشارع

حجم الخط
تألق شارع الشانزيليزيه الشهير في باريس اليوم، خلال الاحتفال السنوي بالعيد الوطني الفرنسي، بعروض مميزة وابتكارات تقنية عسكرية حديثة، شاركت فيها تسع دول أوروبية، إذ تزامن عيد فرنسا الوطني هذا العام مع مرور مائة عام على نهاية الحرب العالمية الأولى، الا انه ورغم جهود السلطة الفرنسية ليكون هذا اليوم مميزا، كان الشارع الفرنسي بستراته الصفراء على موعد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشوه جهوده وتصبح سماء البلاد سقفا لاحتفالات واحتجاجات في آن.

التعاون الأوروبي
وتحت شعار "التعاون العسكري الأوروبي"، أشرف ماكرون على احتفالات الذكرى السنوية لعيد بلاده، والذي يوافق هذا الأحد الـ 14 يوليو-تموز، إذ تولي فرنسا أهمية كبيرة لمسألة التعاون الأوروبي في مجال الأمن والدفاع، والتي تعد إحدى أولويات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خاصة في مجال تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية والدفاعية الأوروبية.

وحضر احتفالات عدد من قادة الاتحاد الأوروبي تتقدمهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، كما شاركت عناصر من جيوش بلجيكا، بريطانيا، ألمانيا، الدانمارك، هولندا، إستونيا، إسبانيا، البرتغال وفنلندا في العرض العسكري لفرق المشاة إلى جانب القوات الفرنسية على جادة الشانزيليزيه.

ومر الموكب في شارع الشانزليزيه الشهير وماكرون يستقل مركبة عسكرية برفقة عدد من الدراجات النارية وأفراد من سلاح الفرسان. ثم انضم ماكرون للزعماء الأوروبيين ومنهم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا لمشاهدة العرض العسكري الذي بدأ باستعراض ابتكارات تقنية عسكرية حديثة.

وشملت تلك التقنيات طائرات مسيرة ومركبات صغيرة ذاتية القيادة وجنودا مسلحين ببنادق مضادة للطائرات المسيرة.


اللوح الطائر
وخلال الاحتفال شاهد القادة والجمهور عرضا مبهرا قدمه بطل العالم للدراجات المائية الفرنسي فرانكي زاباتا وهو يحلق على لوح طائر اخترعه.

وزاباتا، وهو طيار سابق، يحمل سلاحا أثناء تحليقه بارتفاع عشرات الأمتار فوق الشانزيليزيه.

واللوح الطائر (flyboard) يعمل بخمسة محركات نفاثة تعمل بوقود الكيروزين، ويمكن له التحليق بشكل متواصل لمدة عشر دقائق، وتصل سرعته إلى 190 كيلومترا في الساعة، وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية.

ويحيي يوم الباستيل ذكرى اقتحام سجن الباستيل عام 1789 وهو أحد الأحداث الرئيسية في الثورة الفرنسية وأصبح عيدا وطنيا في البلاد.

وأقيم العرض العسكري بمشاركة نحو 4300 جندي ومئتي مركبة تقريبا وما يفوق مئة طائرة. وجاءت بعض المشاركات من دول أوروبية أخرى وكان في مقدمتها قوات إسبانية.




وقال ماكرون في رسالته بمناسبة يوم الباستيل للشعب الفرنسي، والتي نشرت قبل العرض، إنه يريد تسليط الضوء على التزام فرنسا الراسخ بالتكامل بين الأمن الفرنسي والأوروبي.

وأضاف "لم تكن أوروبا (الموحدة) بتلك الأهمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. تشكيل دفاع أوروبي... يرتبط بحلف (شمال) الأطلسي... أولوية بالنسبة لفرنسا. وهو محور هذا العرض العسكري".

وتابع قائلا "التحرك معا وتعزيز قدرتنا على العمل بشكل جماعي هي من التحديات التي تهدف مبادرة التدخل الأوروبية، إضافة لمشروعات أوروبية أساسية أخرى، إلى معالجتها".

وتضم مبادرة التدخل الأوروبية تحالفا بين جيوش عشر دول للاستجابة للأزمات. وتم إطلاق المبادرة بقيادة فرنسية العام الماضي وتضم ألمانيا وبلجيكا وبريطانيا والدنمرك وإستونيا وهولندا وإسبانيا والبرتغال.

السترات تستقبل الرئيس
وجد ماكرون خلالف الاحتفال من يذكره بالاحتجاجات على سياساته الاقتصادية والاجتماعية على مدى عام تقريبا، فلدى وصوله إى موقع العرض عند العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، كان في انتظاره عشرات من أعضاء حركة "السترات الصفراء"، الذين علا صفيرهم وهتفوا ضده.

وبعد ساعات من انتهاء العرض الرسمي، اندلعت صدامات بين مئات من أعضاء السترات الصفراء وقوات الأمن في شارع الشانزيليزيه وفي شوارع تؤدي إليه.

واستخدمت الشرطة قنابل الغاز لتفريق المحتجين الذين حاولوا احتلال الشارع، وقالت إنها اعتقلت أكثر من 150 شخصا بينهم قياديون في الحركة.

وحظرت السلطات أي احتجاجات للسترات الصفراء حول المنطقة لكن بعض المتظاهرين تمكنوا من الوصول لمقر إقامة الاحتفال وأداروا ظهورهم له وأطلقوا صفارات وأصواتا للتعبير عن استيائهم من ماكرون لدى مروره بالموكب.

وتناقص عدد المشاركين في احتجاجات السترات الصفراء إلى بضعة مئات على مدى الأسابيع الماضية بعد أن وصل عددهم إلى 300 ألف في ذروة الاحتجاجات على مستوى البلاد في نوفمبر تشرين الثاني.

واكتسبت تلك الحركة اسمها من سترات صفراء براقة- تلزم السلطات الفرنسية أصحاب المركبات بحيازتها- ارتداها المحتجون لأسباب أبرزها ارتفاع تكلفة المعيشة.