بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

20 أيار 2019 01:31ص فضيحة مدوِّية لليمين المتطرِّف تهز النمسا

ميركل للتصدّي لسياسيِّين «يبيعون أنفسهم»

رئيس حزب «حرية النمسا» المتطرف يغادر المؤتمر الصحفي  عقب الاعلان عن استقالته بعد الفضيحة (أ ف ب) رئيس حزب «حرية النمسا» المتطرف يغادر المؤتمر الصحفي عقب الاعلان عن استقالته بعد الفضيحة (أ ف ب)
حجم الخط
خلطت فضيحة مدوية أدت لانهيار التحالف الحاكم في النمسا الذي يضم المحافظين واليمين المتطرف، الاوراق في حملة الانتخابات الاوروبية وهزت الحياة السياسية في النمسا حيث سيعود الناخبون الى مكاتب الاقتراع نهاية الصيف. 

واشارت الصحافة المحلية امس الى صدمة أنصار «حزب حرية النمسا» بعد العار الذي الحقه بهذا الحزب اليميني المتشدد زعيمه هاينز كريستيان شتراخه الذي اضطر أمس الاول الى الاستقالة من كل مناصبه. 

وغادر شتراخه (49 عاما) رئاسة الحزب الذي يديره منذ 14 عاما وأيضا منصبه كمسؤول ثان في حكومة سيباستيان كورتز الذي كان اقام تحالفا مع حزب شتراخه بعد فوزه في الانتخابات التشريعية في تشرين الاول 2017. 

وفي خضم ذلك أعلن كورتا تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. 

ويتوقع أن تنظم في بداية شهر ايلول بحسب طلب رئيس الدولة الكسندر فان دير بيلن. لكن الموعد النهائي سيتحدد بعد التشاور بين المسؤولين السياسيين. 

وفي بضع ساعات بات الوضع خارج السيطرة بالنسبة لزعيم الحزب اليميني المتشدد، اثر نشر مقاطع من فيديو سجل خلسة في مدينة ايبيزا في 2017. 

وفي الفيديو تم تصوير شتراخه وأحد معاونيه، يبحثان خصوصا، منح عقود صفقات عامة في مقابل دعم مالي، مع امرأة قالت أنها قريبة ثري روسي. 

وأمس، اعتبر سناتور روسي أن هذا الشريط المصور لا يثبت اي صلة لروسيا في هذه القضية. 

وقال اوليغ موروزوف عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الاتحادي كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي «لا يمكن ربط روسيا بهذه القضية المشينة عبر الاستناد الى شريط فيديو». واضاف «قد يكون هذا الامر استفزازا او قصة مرتبطة بالفساد من دون أن تقف دولة ما وراءها». 

وتابع موروزوف أن «روسيا حريصة جدا على علاقاتها الجيدة مع النمسا». 

وخلال ست ساعات من النقاش، قال شتراخه أنه مستعد لاعادة تنظيم الصحافة النمسوية «مثل اوربان»، رئيس الوزراء المجري الذي دجن المشهد الاعلامي في بلاده. 

كما تحدث عن آلية تمويل غير قانوني لحملات انتخابية يمارسها حزبه. 

ولا تزال عدة اسئلة مطروحة بشأن كيفية نصب الفخ لشتراخه في مدينة تعج بالكاميرات والميكروفونات. 

وكتبت صحيفة دي برس المحافظة امس ان «استقالات نجوم فيديو ايبيزا لا يمكن ان تنقذ التحالف» الحاكم معتبرة على غرار جميع المعلقين ان تنظيم انتخابات مبكرة «هو المخرج الوحيد» وذلك بعد 18 شهرا فقط من ولاية الشريكين. 

وسيكون على رئيس الحكومة أن يقرر تعديلا وزاريا محتملا قبل الانتخابات التشريعية حيث هناك خمسة وزراء من الحزب اليميني المتشدد في حكومته بينهم وزير الداخلية هيربرت كلوكل المثير للجدل. كما سيكون على اليمين المتشدد النمسوي الذي هزته فضيحة زعيمه، والذي كان يقدم نفسه نموذجا للمصداقية السياسية داخل التيار القومي الاوروبي، ان يعيد تنظيم صفوفه قبل انتخابات البرلمان الاوروبي في 26 ايار الجاري. 

وتوقعت صحيفة كورير «ان يغرق شتراخه ومعه حزب الحرية باكمله». 

وعلى المستوى الاوروبي شكلت الفضيحة ضربة مؤلمة للمعسكر اليميني القومي الذي يراهن على تحقيق اختراق في انتخابات 26 الجاري ليصبح ثالث كتلة في البرلمان الاوروبي. وافسدت الازمة السياسية النمسوية التجمع الكبير الذي نظمه أمس الاول في ميلانو زعيم حزب الرابطة الايطالي ماتيو سالفيني مع حلفائه الاوروبيين وضمنهم ممثل حزب الحرية النمسوي. 

ورأى العديد من المسؤولين الاوروبيين ان الفضيحة التي تهز الحزب النمسوي، قد تشكل تحذيرا للاحزاب التي قد تفكر في التقارب مع اليمين المتطرف. 

وقالت المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل أمس الاول «نحن نواجه تيارات (...) تريد تدمير أوروبا وقيمها، وعلينا مقاومتها بشكل حازم».

وقالت ميركل إن «بيع السياسيين أنفسهم يلعب دورا، وعلينا أن نعمل بحسم ضدّ كل ذلك». وأمام تجمّع لحزب «الاتحاد الكرواتي الديموقراطي»، اعتبرت ميركل أن «الوطنية والمشروع الأوروبي لا يتناقضان».

وتابعت «القومية عدوة المشروع الأوروبي، هذا ما علينا أن نوضحه في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات». 

الى ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص امس في مدن ألمانية عدة بينها برلين وفرانكفورت، ضدّ التيار القومي، قبل أسبوع من الانتخابات الأوروبية. 

وبحسب المنظمين، تظاهر في برلين 20 ألف شخص، فيما قالت الشرطة إن الآلاف فقط ساروا في وسط المدينة من ميدان ألكسندر إلى عمود النصر في حديقة تيرغارتن. 

وتظاهر آلاف المؤيدين للمشروع الأوروبي أيضاً في فرانكفورت (14 ألفا وفق الشرطة)، وكذلك في هامبورغ وكولونيا وميونيخ. 

وجاءت هذه التظاهرات في إطار يوم تحركٍ أوروبي «ضدّ القومية» في دول أوروبية عدة بدعوة من 250 منظمة بينها جمعية «أتاك» و«برو أسيل» و«كامباكت» وبعض الأحزاب. 

(أ ف ب)