بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

1 شباط 2019 07:26م "فنزويلا" تقسم أوروبا

حجم الخط
تعاني دول الاتحاد الاوروبي صعوبات في اتخاذ قرار موحد، على وجه الخصوص في الرؤى السياسية الخارجية، وهو ما يتضح جليا من خلال تباين المواقف الاوروبية في الملف الفنزويلي باجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بوخارست، الذي سجل تعارض ثلاث مجموعات، بين مؤيدة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ومعترفة بالمعارض غوايدو ، والمتلهفة للتوصل إلى أرضية مشتركة لحل الملف.

وشكل الاتحاد الاوروبي مجموعة اتصال دولية في محاولة لاخراج فنزويلا من أزمتها، لكن الدول الاوروبية منقسمة بشدة حيال الموقف الذي ستتخذه من أجل إرغام الرئيس نيكولاس مادورو على التخلي عن السلطة.

وصرحت مصادر شاركت في اجتماع وزراء الخارجية في بوخارست اليوم لوكالة فرانس برس الجمعة أن المحادثات كانت "صعبة" و "متوترة".

وحدة جغرافية وانقسام مواقف
وقال احد الوزراء "لم يعد لدينا سياسة خارجية مشتركة"، ويبدو أن "الوحدة الكاملة" التي أعلنتها في نهاية الاجتماع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني كانت ظاهرية فقط.

شكل الاتحاد مجموعة اتصال مع دول أميركا اللاتينية للتوصل خلال أقل من ثلاثة أشهر إلى أرضية مشتركة بين مادورو ورئيس البرلمان الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا خوان غوايدو، لتنظيم انتخابات رئاسية جديدة.

لكن أربع دول هي فرنسا وإسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة أعلنت قرارها بالاعتراف بغوايدو رئيسا مؤقتا الاثنين المقبل "إذا لم يتم الإعلان عن الانتخابات خلال المهلة التي تنتهي الاحد" كما حذر رئيس الوزراء الفرنسي ادوارد فيليب.

البرلمان الأوروبي
بدوره، فاقم البرلمان الأوروبي التوتر الخميس بين الدول الأعضاء مع اعترافه بغوايد رئيسا.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن إن "ما نريده هو الانتخابات. من يحق له تنظيمها؟ خوان غواديو رئيس البرلمان الفنزويلي، مؤهل لذلك من وجهة نظر دستورية، إذا توجهنا أبعد من ذلك، فسنكون في وضع خلافي في أوروبا".

من جهتها، قالت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل إن العديد من دول الاتحاد الأوروبي لا يمكنها الاعتراف بغوايدو "نحن نعترف بالدول وليس بالحكومات".

ثلاث مجموعات
وشهدت اجتماعات بوخارست تعارض ثلاث مجموعات: الدول الأربع الأكثر تشددا المؤيدة للاعتراف بغوايدو، واليونان وإيطاليا من مؤيدي مادورو، والمتمسكين بالقانون مثل النمسا ولوكسمبورغ المتلهفين للتوصل إلى موقف مشترك، كما ذكر عدد من المشاركين لفرانس برس.

وكانت المناقشات صعبة للغاية إلى درجة إسقاط عدة بنود من جدول أعمال الاجتماع. وبات تشكيل مجموعة الاتصال هو الحل الوسط.

وفي واقعة نادرة، دخل الوزير اليوناني جورج كاتروكالوس غرفة الصحافة للاستماع إلى محضر الاجتماع الذي قرأته موغيريني.

الحل الوسط
وأضاف اسيلبورن "نحن في وضع خاص جدا. تجنبا للمشاكل، أعتقد أن القول بأن رئيس البرلمان الفنزويلي مؤهل لتنظيم الانتخابات هو الحل. هذا هو الموقف المشترك للاتحاد الأوروبي".

والهدف هو خروج سلس لمادورو الذي لا يعترف الأوروبيون بانتخابه.

وأصرت موغيريني قائلة "نريد حلاً سلمياً وديموقراطيا، تم اللجوء إلى العنف في فنزويلا ونريد تجنب أي حل عسكري". لكن الحل الوسط الأوروبي يثير الكثير من الانتقادات.

مهلة وليست انذار
وتابعت موغيريني مدافعة عن نفسها "إنها ليست مسألة كسب الوقت انما دفع البلاد إلى انتخابات حرة".

وقالت إن "مهلة 90 يوما ليست إنذارا، فإذا وجد أعضاء المجموعة أنه من المستحيل اطلاق دينامية للتحرك، فسيكون بامكانهم أن يقرروا إنهاء عملهم، ولكن إذا ظهرت عوامل إيجابية في اللحظات الأخيرة ، فسيمكنهم أن يقرروا الاستمرار في مهمتهم".

وختمت قائلة "نظرا إلى التجارب السابقة والوضع في البلاد وإذا سألتني عن تقييمي الشخصي حيال فرص تحقيق نتيجة إيجابية، فأعتقد أننا نقوم بمخاطرة كبيرة".

معركة سياسية ام صراع دولي؟
أثارت التطورات المتلاحقة لناحية التأييد أو الاعتراف بالمعارض غوايدو رئيسا لفنزويلا، ردودا غاضبة من روسيا والصين وبعض حكومات أمريكا اللاتينية "يسارية الهوى" كما أثارت الفكرة دول في أفريقيا والكاريبي، ليطرح سؤالا مفاده "ما الذي يثر حفيظة الدول بين مؤيدة ومعارضة؟

كانت الامور واضحة لدى المتابعين منذ اعتراف اميركا بغايدو واستهجان روسيا لذلك، حيث عادت بنا المواقف إلى حقبة الحرب الباردة حين انقسم العالم إلى معسكرين راسمالي وشيوعي، الأمر الذي يشي بصراع دولي.. لا أزمة سياسية في فنزويلا.


خاص "اللواء"