بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

19 شباط 2019 12:33ص ١٥ قتيلاً بانفجارين في إدلب والكرملين لـ«حتمية» العملية العسكرية

ضغوط أميركية لعزل النظام خليجياً.. والدول الأوروبية ترفض إعادة «الجهاديِّين»

حجم الخط
لقي 15 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب العشرات في انفجارين وقعا امس في وسط مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة بشمال غرب سوريا، فيما اكدت قوات سوريا الديموقراطية أنه لم يعد أمام تنظيم  داعش المحاصر في نصف كيلومتر مربع في شرق سوريا إلا «الاستسلام»، كما حضر الملف السوري في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل امس غداة مطالبة واشنطن لدولهم باستعادة مواطنيهم المعتقلين لدى الأكراد. 
وأضافوا أن قنبلة جرى زرعها بسيارة متوقفة انفجرت بأحد الشوارع الرئيسية في المدينة وأن كثيرا من القتلى والمصابين من العاملين في الدفاع المدني الذين وصلوا إلى موقع الانفجار قبل لحظات من وقوع انفجار ثان في موقع قريب.
وقال بعض الشهود إن الانفجار الثاني كان لقنبلة في إحدى الدراجات النارية.
وأظهرت لقطات، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أفراد إنقاذ وهم ينتشلون جثثا ومصابين من المدنيين من بين حطام يحترق.
وقال شهود إن القوات الحكومية السورية وفصائل مسلحة مدعومة من إيران كثفت قصفها المدفعي لبلدات في إدلب تسيطر عليها المعارضة على الحدود مع تركيا.
ودعا الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إلى عدم التعويل على الإرهابيين في صفقة معهم في إدلب، مشيرا إلى حتمية تنفيذ عملية عسكرية هناك.
وقال بيسكوف في حديث لصحيفة «حريت» التركية امس: «هذه المسألة يجب أن تترك للعسكريين. نحن بحاجة لهذه العملية، لكن علينا أن نقرر ما إذا كانت ستنفذها تركيا أو دول أخرى».
وأضاف: «يجب ألا نأمل في التوصل إلى اتفاق مع التنظيمات الإرهابية، هذا أمل كاذب فهم إرهابيون، هم «جبهة النصرة»، أبناء «القاعدة» مهما غيروا من تسمياتهم».
وأعرب بيسكوف عن تفهمه لقلق تركيا إزاء احتمال تدفق اللاجئين من سوريا إلى أراضيها، وقال: «إذا هرب مئات أو آلاف اللاجئين إلى تركيا، سيكون ذلك أمرا سيئا، وبالتالي قلق تركيا له مبررات».
في غضون ذلك، اكدت قوات سوريا الديموقراطية أنه لم يعد أمام تنظيم  داعش المحاصر في نصف كيلومتر مربع في شرق سوريا إلا «الاستسلام»، في وقت حضر الملف السوري في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل امس غداة مطالبة واشنطن لدولهم باستعادة مواطنيهم المعتقلين لدى الأكراد. 
وطالبت الإدارة الذاتية الكردية  الدول الأوروبية بعدم التخلي عنها، مع اقتراب قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من إعلان انتهاء «الخلافة»، بعد سنوات أثار فيها التنظيم المتطرف الرعب بقوانينه المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدموية حول العالم.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت أن قواتها تتحرك «بحذر» في بلدة الباغوز لوجود مدنيين محتجزين «كدروع بشرية» تزامناً مع تأكيدها أن «الخلافة» ستنتهي في غضون أيام. 
وقال مدير المركز الاعلامي لقوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي إنه خلال اليومين الأخيرين «لم تحصل أي تغييرات جدية في المعطيات على الأرض... ما زلنا نعمل على ايجاد طريقة ما لإخراج المدنيين».
وعلى بعد مئات الأمتار عن خط الجبهة داخل الباغوز خيم بيضاء يتحرك قربها رجال ملثمون وسيدة ترتدي الأسود. وأشار أحد المقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية بيده إلى صهريج مياه متوقف. 
وقال «أنظروا، هناك أشخاص يتحركون وليس معروفاً ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين». وكان يمكن رؤية رجل بثياب سوداء ودراجة نارية تمر مسرعة. ولم يعد لمقاتلي التنظيم أي منفذ.
وقال مصدر قيادي في قوات سوريا الديموقراطية «لا يمتلك داعش خيارات ليتفاوض عليها لأنه محاصر في منطقة جغرافية ضيقة جداً وليس أمامه سوى الاستسلام»، مؤكداً عدم وجود أي مفاوضات مباشرة مع التنظيم.
وطلب التنظيم، وفق ما قال مصدر ميداني مطلع على سير المعارك ، رافضاً الكشف عن اسمه، ممراً آمناً للخروج من الباغوز، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الانسان. 
الى ذلك، تعاطى عدد من المسؤولين الأوروبيين امس  بفتور مع دعوة دونالد ترامب لهم لاستعادة مواطنيهم المعتقلين في سوريا ومحاكمتهم في بلدانهم، بعد مشاركتهم في القتال الى جانب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وكانت هذه المسألة على طاولة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل امس، وخصوصا أن آخر مقاتلي التنظيم الجهادي باتوا محاصرين في بقعة صغيرة في شرق سوريا، توشك قوات سوريا الديموقراطية على اقتحامها. 
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في ختام هذا الاجتماع «لن يكون هناك قرار على مستوى الاتحاد الاوروبي. فالمسألة من اختصاص كل حكومة» من دول الاتحاد الاوروبي، قبل أن تضيف «إلا أنه يمكن ان يكون لدينا تفكير مشترك للوصول الى حل منسق».
بالنسبة الى فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا، يجب إحالة المقاتلين الاجانب على القضاء في المكان الذي ارتكبوا فيه جرائمهم «طبقا للاجراءات القانونية المناسبة، في النطاق القضائي الأكثر ملاءمة»، بحسب ما قال متحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي. 
وقالت السلطات التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة في سوريا إن المئات من المقاتلين الأجانب المحتجزين لديها يشكلون «قنبلة موقوتة» وربما يفرون ويهددون الغرب إذا لم تبذل بلدانهم المزيد من الجهد لاستعادتهم.
وقال عبد الكريم عمر أحد مسؤولي شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل تقودها وحدات حماية الشعب الكردية، إن السلطات هناك تحتجز نحو 800 مقاتل أجنبي علاوة على نحو 700 زوجة و1500 طفل في المخيمات. ويصل العشرات من المقاتلين وعائلاتهم إلى هذه المنطقة كل يوم.
وقال عمر «يبدو أن معظم الدول أخذت القرار أنه خلصوا منهم، خليهم هنيك، لكن هذا خطأ كتير كبير».
على صعيد اخر، قالت خمسة مصادر إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على دول خليجية للامتناع عن إعادة العلاقات مع سوريا بما فيها الإمارات التي تحركت للتقارب مع دمشق للتصدي لنفوذ إيران.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة سعيدة لأن «بعض دول الخليج تستخدم المكابح».
وقال مصدر خليجي إن الإمارات ترى في الأسد «الخيار الوحيد» وتعتقد أن القضاء على النفوذ الإيراني في سوريا قد يسهم في منع تكرار سيطرتها الحالية على العراق.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية للصحفيين خلال إفادة في واشنطن «في السنوات السبع الأخيرة كان النفوذ العربي في سوريا صفرا بالتأكيد. وصفر النفوذ العربي كارثة».
(ا.ف.ب - رويترز)