بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

17 تموز 2018 01:26ص قمّة إستعادة الثقة: تجاوز التدخُّل بالإنتخابات والكونغرس يهاجم ترامب

ضمان أمن إسرائيل وتوافق في سوريا وتنظيم الخلاف حول إيران

حجم الخط

شكلت القمة التي جمعت في هلسنكي أمس الرئيسين الاميركي دونالد ترامب الروسي فلاديمير بوتين خطوة أولى نحو استعادة الثقة المفقودة بين الرجلين، وذلك بعد ارتياح بدا على وجهيهما خلال التقاط الصور، واتفاق ضمني عقب المباحثات التي دامت ساعتين على تجاوز أزمة التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية واعادة التنسيق في الملفات الساخنة في المنطقة وخصوصا الملف النووي الايراني والحصار الاميركي لنفط طهران. وبالطبع لم تخل القمة من تشديد الزعيمين على التنسيق والعمل معا لضمان أمن إسرائيل. 
وقال ترامب عقب لقائه بوتين «إن الولايات المتحدة وروسيا ستعملان معا لضمان أمن إسرائيل».
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين «تحدث كلانا مع بيبي(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) وهما يريدان القيام بأمور معينة مع سوريا تتعلق بسلامة إسرائيل.روسيا والولايات المتحدة ستعملان بشكل مشترك في هذا الصدد.
وقال ترامب «توفير الأمن لإسرائيل شيء يود بوتين وأنا أن نراه بشكل كبير جدا».
وقال بوتين إن ترامب قضى وقتا طويلا يتحدث عن إسرائيل خلال محادثاتهما مضيفا أن الظروف متوافرة لقيام تعاون فعال بشأن سوريا.
وقال ترامب إنهما يريدان أيضا مساعدة الشعب السوري على أساس إنساني.
وأضاف:«جيشانا (الأميركي والروسي) متوافقان بشكل أفضل من زعمائنا السياسيين منذ سنوات. ونتوافق أيضا في سوريا».
وقال الرئيس الاميركي أيضا إنه شدد على أهمية الضغط على إيران وهي من حلفاء روسيا في حين قال بوتين إنه يدرك معارضة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الدولي المبرم مع إيران والذي تؤيده روسيا مبدياً أسفه للانسحاب من الاتفاق النووي.
من جهته قال الرئيس الروسي في هلسنكي، ان محادثاته مع نظيره الاميركي كانت «ناجحة جدا ومفيدة للغاية». 
واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب بعد انتهاء القمة بينهما ان «المحادثات جرت وسط اجواء من الصراحة والعمل، واعتبرها ناجحة جدا ومفيدة للغاية». 
وتابع بوتين: «بشكل عام نحن مرتاحون لهذا اللقاء الفعلي الاول (...) لقد تحادثنا بشكل جيد (...) وآمل بأن نكون قد بدأنا نفهم بعضنا البعض بشكل افضل». 
وقال ايضا «لم نتمكن من حل كل شيء، الا اننا انجزنا خطوة مهمة في هذا الاتجاه». 
وفي وقت لاحق أشاد بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترامب كمحاور جيد واسع الاطلاع. 
وقال بوتين في مقابلة مع «القناة الأولى» الروسية الرسمية اجريت بعد المؤتمر الصحافي المشترك ان ترامب «شخص كفؤ بشكل جيد، يعرف المادة، يستمع ويأخذ بالحجج». 
أضاف بوتين «في بعض المسائل يتشبث برأيه»، معطيا كمثال على ذلك قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. 
وقال بوتين ان ترامب «محاور مثير للاهتمام»، وذلك بعد محادثاتهما التي استمرت لساعات. وأضاف «الجميع يعتقدون انه رجل اعمال حصرا. انا لا اعتقد ان الأمر كذلك، لأنه فعليا رجل سياسة الآن». 
واعتبر بوتين ان ترامب «يعرف كيف يستمع، وينصت لما يريده الناخب والرأي العام منه، وهو يقوم بعمل جيد في هذا الشأن». 
وقال ان موعد اجتماعهما المقبل لم يتم تحديده، لكنهما قد يلتقيان خلال مناسبة في آسيا او خلال قمة العشرين في الأرجنتين.
وفي الوقت الذي تتهم فيه روسيا بأنها تدخلت في الانتخابات الرئاسية الاميركية عام 2016 لصالح ترامب، اقر بوتين بانه كان «يرغب بفوز ترامب لانه كان يتكلم عن تطبيع للعلاقات الروسية الاميركية». 
الا ان الرئيس الروسي حرص على تكرار القول ان روسيا «لم تتدخل اطلاقا» في الانتخابات الاميركية، موضحا ان ترامب تطرق الى هذه النقطة التي تخضع لتحقيق في الولايات المتحدة. 
ودعا بوتين الى «عدم استخدام العلاقات الروسية الاميركية للمقايضة، في اطار الصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة». 
كما عرض بوتين افساح المجال امام السلطات الاميركية لاستجواب عناصر الاستخبارات الروس المتهمين بالتدخل في الانتخابات الاميركية عام 2016. 
وقال في هذا الاطار «هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا يعود الى العام 1999 حول التعاون في الشؤون الاجرامية، ولا يزال هذا الاتفاق ساري المفعول. وفي هذا الاطار بامكان النيابة العامة الاميركية ارسال طلب لاستجواب هؤلاء الاشخاص الذين تدور شبهات حولهم». 
وكانت وجهت الجمعة اتهامات الى 12 عنصرا من الاستخبارات الروسية بالتورط في قرصنة الحزب الديموقراطي الاميركي عام 2016. 
كما وصف بوتين الشائعات التي تفيد بأن لدى روسيا ملفات تمس بدونالد ترامب بأنها «عبثية». 
وقال من جهة ثانية «من الواضح للجميع ان علاقاتنا الثنائية تمر بفترة صعبة، الا انه لا يوجد سبب موضوعي» لكي تكون هذه العلاقات صعبة. 
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان القمة الاولى بين بوتين وترامب «كانت اكثر من ممتازة». 
وردا على سؤال صحافي حول اجواء المحادثات بين ترامب وبوتين، قال لافروف بانها كانت «رائعة واكثر من ممتازة»، حسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للانباء. 
من جهته وصف السناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين أمس اجتماع ترامب مع بوتين في هلسنكي بأنه «خطأ مأساوي» وتراجع جديد للولايات المتحدة متهما ترامب بالتقاعس عن الدفاع عن بلاده.
وقال ماكين عن ترامب الجمهوري أيضا:«لم يتقاعس الرئيس ترامب فحسب عن قول الحقيقة عن خصم ولكن رئيسنا الذي يتحدث باسم أميركا للعالم تقاعس عن الدفاع عن كل ما يجعلنا ما نحن عليه .. جمهورية شعب حر كرس نفسه لقضية الحرية في الداخل والخارج.
الى ذلك دعا زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الاميركي بول راين الرئيس الى ان «يدرك ان روسيا ليست حليفتنا»، وذلك ردا على ما قاله ترامب خلال المؤتمر الصحافي مع بوتين. 
وقال راين في بيان «لا يمكن المساواة اخلاقيا بين الولايات المتحدة وروسيا التي تبقى معادية لمثلنا وقيمنا الاساسية».
(أ ف ب - رويترز)