بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

14 تشرين الثاني 2019 12:03ص «قمّة ودية» بين ترامب وأردوغان: إتفاق سوريا صامد بشكل جيِّد

ترامب مستقبلا أردوغان في البيت الأبيض (أ ف ب) ترامب مستقبلا أردوغان في البيت الأبيض (أ ف ب)
حجم الخط
بعد أسابيع من التصريحات المتبادلة المتوترة والمواقف المتضاربة أحيانا استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب امس نظيره التركي رجب طيب أروغان في البيت الأبيض وبحث معه مسائل عدة في طليعتها موضوع سوريا ومصير المعتقلين من داعش والحلف الأطلسي.

وأبلغ ترامب الصحفيين بأن وقف إطلاق النار في سوريا صامد بشكل جيد للغاية.

وقال ترامب إن العلاقة مع تركيا طيبة وإن إدارته تتحدث مع الأكراد الذين يبدون راضين. 

وأضاف أنه وأردوغان بحثا خلال اجتماعهما مسألة منظومة الدفاع الروسية إس 400 والاتفاق التجاري بين البلدين.

وقال ترامب لدى استقبال اردوغان في البيت الابيض «نحن صديقان منذ أمد بعيد أنا والرئيس صديقان حميمان. ويفهم كل منا بلد الآخر». 

وأضاف أن واشنطن تركت قوة عسكرية في شمال سوريا فقط لتأمين حقول النفط.

كما شكر ترامب نظيره التركي على الإجراءات التي تتخذها بلاده على الحدود التركية السورية، مشددا على أن أنقرة تمكنت خلال الآونة الأخيرة من القبض على أكثر من 100 مقاتل من تنظيم الدولة «الإرهابي».

وتابع قائلا «أبرمنا اتفاقية مع تركيا حول وقف إطلاق النار في الشمال السوري، وهذه الاتفاقية ما زالت سارية وأنا ممتن لذلك، ونتحدث مع الأكراد ويبدو أنهم ممتنون للغاية».

واستطرد قائلا «أتفهم مشكلة تركيا مع الأكراد، وهناك الكثير من الأتراك فقدوا حياتهم في المنطقة، علينا فعل شيء».

من ناحية أخرى، أكد ترامب أنه سيبحث مع أردوغان المنظومة الصاروخية الروسية «أس 400» التي اشترتها تركيا، وبرنامج المقاتلات الأميركية «أف 35».

ولدى سؤاله بحضور اردوغان عن هذه الجلسات التي تشد الانظار في الولايات المتحدة، قال ترامب إنه «مشغول جدا» وليس لديه وقت لمشاهدتها منددا مجددا بـ«المؤامرة» التي تستهدفه. 

وكتب أعضاء من الكونغرس من الطرفين في رسالة نشر نصها الإثنين «نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستقبال الرئيس إردوغان في الولايات المتحدة، ونحضك على سحب دعوتك». 

ويرى معارضو الزيارة أن استقبال إردوغان بمراسم حافلة في البيت الابيض سيكون بمثابة هدية له تعزز موقعه. 

وعلق مسؤول في وزارة الخارجية طالبا عدم كشف اسمه «لا بد لنا من التباحث مع تركيا بشأن سوريا. يجب ألا نرى في هذا النوع من الزيارات مكافأة، بل أداة دبلوماسية».

كذلك أثارت مواقف ترامب والهجوم التركي توترا حادا داخل  الأطلسي الذي يخشى عودة تنظيم داعش إلى الظهور. 

وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشدة بعدم وجود أي تنسيق مع الولايات المتحدة حول هذا الملف، معتبرا أن الحلف الأطلسي في حالة «موت دماغي».

ويعقد اللقاء بين ترامب وإردوغان عشية اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش على مستوى وزاري في واشنطن، استجابة لطلب عاجل من وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان إثر إعلان سحب القوات الأميركية من شمال سوريا. 

وعلاوة على الملف السوري، فإن المواضيع الخلافية كثيرة بين أنقرة وواشنطن.

فبالرغم من احتجاجات واشنطن، اشترت تركيا أنظمة صاروخية روسية مضادة للطائرات من طراز «إس 400».

وردا على ذلك، استبعدت الولايات المتحدة تركيا من برنامج تطوير الطائرات المقاتلة إف-35 بالرغم من استثمارات أنقرة الطائلة في هذا المشروع. 

وخلال ملاحظاته المقتضبة أكد ترامب أنه سيتم التطرق الى هذا الأمر خلال جلسة العمل مع اردوغان.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين لشبكة «سي بي إس» الأحد «إننا غاضبون للغاية. لا مجال داخل الحلف الأطلسي لشراء كميات ضخمة من الاسلحة من روسيا». 

في المقابل، أعربت تركيا عن استيائها بعد تصويت مجلس النواب الأميركي في نهاية تشرين الأول على نص يعترف بـ«إبادة» الأرمن في ظل السلطنة العثمانية، وهو توصيف ترفضه تركيا. 

وشهدت زيارة إردوغان الأخيرة إلى واشنطن في أيار 2017 مواجهات عنيفة بين جهاز حراسته ومتظاهرين مؤيدين للأكراد أمام مقر السفير التركي في واشنطن. 

ووجهت النائب الجمهورية ليز تشيني رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو تطلب منه فيها منع أي شخص يرافق الرئيس التركي في زيارته وشارك في «الهجوم على مواطنين أميركيين كانوا يتظاهرون سلميا» من الدخول إلى الأراضي الأميركية. 

وكتبت في الرسالة أن «استخدام نظام إردوغان العنف أينما كان أمر لا إنساني وغير مقبول». 

من جهته قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس إن من المهم عودة تركيا «إلى الصف» فيما جدد التحذيرات بأن أنقرة تنفصل فيما يبدو عن حلف شمال الأطلسي بصفقة الأسلحة التي أبرمتها هذا العام مع روسيا وتوغلها في سوريا.

وقال إسبر لمجموعة صغيرة من الصحفيين «نحتاج لعودة تركيا للصف. كانوا حلفاء جيدين لسنوات، منذ القتال إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب الكورية وحتى وجودهم معنا في أفغانستان».

وأضاف «لذلك نحتاج لمواصلة بناء العلاقات ولا سيما على المستوى العسكري لضمان علاقة مستدامة تساعدنا على تجاوز هذه الفترة الصعبة الآن».

(أ ف ب - رويترز)