دعا قادة ابرز الدول المعنية بالنزاع في ليبيا امس الى وقف العمليات القتالية والتزام «وقف دائم لاطلاق النار» والالتزام بعدم «التدخل» بالنزاع في هذا البلد.
واورد البيان الختامي الذي صدر اثر المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة الالمانية «ندعو جميع الاطراف المعنيين الى مضاعفة جهودها من اجل وقف دائم للعمليات القتالية وخفض التصعيد ووقف دائم لاطلاق النار».
وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للامم المتحدة غوتيريش ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة في ختام مؤتمر برلين حول ليبيا، أن قادة الدول المشاركة في هذا اللقاء الرامي إلى إيجاد حل للنزاع المستمر منذ تسعة أشهر بين قوات المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج، قد اتفقوا على احترام حظر إرسال الأسلحة وعلى عدم التدخل في النزاع.
وقالت ميركل للصحافيين إثر المؤتمر «توافقنا على احترام هذا الحظر على الأسلحة وعلى مراقبة هذا الحظر في شكل أكثر حزما من السابق».
ووافقت 11 دولة شاركت في هذا المؤتمر الذي عقد برعاية الأمم المتحدة، بينها روسيا وتركيا، على أن لا «حل عسكريا» للنزاع الذي يمزق ليبيا منذ 10 سنوات .
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن طرفي النزاع في ليبيا لم ينجحا في بدء «حوار جدي» خلال المؤتمر الدولي الذي عقد الأحد في برلين.
وقال لافروف للصحافيين في مطار برلين «كان المؤتمر مفيدا جدا (...) لكن من الواضح أننا لم ننجح حتى الآن في إطلاق حوار جدي ودائم» بين حكومة السراج والمشير حفتر.
وقال لافروف إن قمة برلين حول ليبيا اتفقت على تشكيل لجنة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار.
وقال لافروف للصحفيين «الوثيقة تطالب بضرورة حل الأزمة الليبية بواسطة الليبيين أنفسهم بدون تدخل خارجي».
وأضاف «طرفا الصراع في ليبيا حققا تقدما بسيطا عن الاجتماع الذي جرى في موسكو في 13الجاري. اتفقا على أن يشارك كل طرف بخمسة ممثلين في لجنة عسكرية يتم تشكيلها بموجب مبادرة للأمم المتحدة».
من جهة ثانية، قال جوزيبي كونتي رئيس وزراء إيطاليا عقب انتهاء القمة إن بلاده مستعدة للقيام بدور بارز في مراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا.
وقال للصحافيين في تصريحات بثها على الهواء التلفزيون الإيطالي «إننا مستعدون تماما لأن نكون في الصدارة ... نحو تحمل المسؤولية من أجل مراقبة السلام».
وأكد غوتيريس على تنظيم لقاءات بين القادة العسكريين من طرفي النزاع لضمان احترام فعال ودائم لوقف العمليات القتالية، وستوجه دعوة «خلال الأيام المقبلة».
ودعا الأمين العام طرفي النزاع إلى تشكيل «لجنة عسكرية» مؤلفة من عشرة مسؤولين عسكريين، خمسة من كل طرف، من أجل تعزيز وقف إطلاق النار.
وقال غوتيريس من جهته «لقد شهدنا تصعيدا في النزاع وصل في الأيام الأخيرة إلى مستويات خطيرة»، مشيرا إلى «خطر تصعيد إقليمي فعلي».
وتناول المؤتمر كذلك التدخل الخارجي من أكثر من دولة أجنبية بشكل مباشر أو غير مباشر في النزاع.
وقال غوتيريس إن «جميع المشاركين التزموا عدم التدخل بعد اليوم في النزاع المسلح أو في الشؤون الداخلية لليبيا»، علما بأن تركيا تساند حكومة السراج في طرابلس عسكريا ويشتبه بأن روسيا تدعم حفتر رغم نفيها ذلك.
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يأمل في أن تحقق قمة برلين بشأن ليبيا مزيدا من التقدم وأن تكون جهود موسكو من أجل السلام قد أثمرت نتائج أولية.
وقال بوتين قبل اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش القمة «لم نفقد الأمل في استمرار الحوار وحل الصراع».
وأضاف بوتين أن روسيا وتركيا اتخذتا «خطوة جيدة جدا» من خلال حث الأطراف الليبية على وقف القتال، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية الكبرى توقفت إثر ذلك هناك.
من جهته، اعتبر الرئيس التركي أنه «من أجل التوصل إلى حلّ سياسي وتنفيذ مراحل أخرى من الحلّ، ينبغي على حفتر أن يوقف سلوكه العدائي».
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن إردوغان قوله أثناء لقاء مع فلاديمير بوتين ينبغي على حفتر أن يوقف سلوكه العدائي».
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب بـ«الكف» عن إرسال مقاتلين سوريين موالين لتركيا إلى طرابلس دعما للحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة.
وأعلن ماكرون خلال المؤتمر «يجب أن أقول لكم إن ما يقلقني بشدة هو وصول مقاتلين سوريين وأجانب إلى مدينة طرابلس، يجب أن يتوقف ذلك».
وشدد ماكرون على ضرورة وقف غير مشروط لاطلاق النار فيما يطالب السراج بتراجع قوات حفتر الى مواقعها قبل الهجوم على طرابلس.
واعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة من برلين أن من «الضروري» وقف «كافة التدخلات الخارجية في ليبيا».
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «نحن أساساً أمام حرب بالوكالة تقودها القوى الخارجية، هناك روسيا ومصر من جهة وتركيا وآخرون من جهة ثانية... لقد عانى الشعب الليبي بما فيه الكفاية، حان الوقت ليسير هذا البلد قدماً».
وقبيل افتتاح القمة، أوقفت قوات موالية لخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) الإنتاج في جميع حقول النفط الرئيسية في ليبيا، وهو تصعيد هدد بخنق الموارد المالية للبلاد.
واجتمع كل من السراج وحفتر مع ميركل في مناسبتين مختلفتين. وبينما شوهد السراج وهو يعانق أردوغان شوهد ماكرون وحفتر وعلى وجه كل منهما ابتسامة عريضة في الصور عندما التقيا في ممر قاعة الاجتماع.
(ا.ف.ب - رويترز)