أخبار دولية

كشف مسؤول في الإدارة الأميركيّة، لشبكة "سي إن إن" (CNN) أنّ إسرائيل تقف خلف اغتيال العالم النوويّ الإيرانيّ محسن فخري زاده، لكنّه رفض الكشف عن تفاصيل حول ما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب على اضطلاع مسبق على العملية.

المصدر -الذي لم تكشف الشبكة عن هويته- قال إنّ إسرائيل في العادة تُطلع الإدارة الأميركيّة على معلومات حول أهدافها، والعمليات التي تعتزم القيام بها قبل التنفيذ، لكنّه رفض تأكيد ما إذا كانت الحكومة الإسرائيليّة قد فعلت ذلك هذه المرة، رغم تأكيده أنّ فخري زاده كان أحد أهداف إسرائيل منذ زمن بعيد.

هذا وكان مسؤولون إيرانيون قد اتّهموا إسرائيل بالضلوع باغتيال فخري زاده، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانيّة سعيد خطيب زاده، أمس الثلاثاء، إنّ الرد الإيرانيّ على عملية الاغتيال سيكون قاسيًا، وأنّ أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل.

كما قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنّ هناك جهودًا أميركيّة إسرائيليّة لتصعيد التوتر في المنطقة قبل نهاية ولاية الرئيس ترامب.

ظريف ربط بين اغتيال محسن فخري زاده وما وصفها بزيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، المستعجلة -قبل نحو أسبوعين- إلى المنطقة، وقال "كلها تؤكد وجود هذه المؤامرة التي كان اغتيال محسن فخري زاده جزءًا منها".

هذا ولم تتزايد وتيرة التهديدات للمصالح الأميركية في المنطقة أو المواطنين الأميركيين، لأنّ إيران اتهمت إسرائيل بعملية الاغتيال، حسبما قال المسؤول للـ"سي إن إن"، لكنّ الأميركيين يعتقدون أنّ الإيرانيين لم ينتقموا بعد لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيرانيّ قاسم سليماني، وهذا ما تراقبه أجهزة الاستخبارات الأميركيّة في الوقت الراهن، وفق ما قال المصدر نفسه.

فيما تتوقع الحكومة الأميركيّة أن تنتقم إيران لمقتل سليماني مع اقتراب الذكرى السنويّة لمقتله في العراق، لكن المصدر أشار إلى تقييد إيران بسبب تولي الرئيس الأميركيّ المنتخب جو بايدن الرئاسة بعد أسبوعين من موعد الذكرى.

المسؤول أكد أنّ إقدام إيران على خطوة انتقاميّة بحق الأميركيين ستصعب مهمة بايدن بخصوص رفع العقوبات عن طهران، وإطلاق العملية الدبلوماسية، ولكن إذا لم ترد إيران، فإنّ تهديداتها ستبدو جوفاء بالنسبة للداخل الإيراني ولدول المنطقة.

كذلك كشف المصدر أنّ عقوبات إضافيّة ستُفرض على طهران في غضون الأسبوع المقبل والذي يليه، فقد أعطى ترامب بومبيو تفويضًا مطلقًا لمواصلة فرض سياسة الضغط الأقصى على طهران خلال الشهرين القادمين.

فقد أوعزت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى كلّ سفاراتها وممثلياتها برفع درجة التأهب الأمني تحسبًا لردّ إيراني على اغتيال فخري زاده.

يشار إلى أنّ فخري زاده اغتيل الجمعة الماضية، في عملية وصفتها السلطات الإيرانيّة بالجديدة والمعقدة، استغرقت نحو 3 دقائق فقط، ولم يكن ثمة عنصر بشريّ في مكان الاغتيال، وأطلق عليه النار، وهو يتفقد سيارته، بأسلحة آليّة جرى التحكم بها عن بعد، حين كان عائدًا إلى طهران.

المصدر: الجزيرة + سي إن إن