بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

26 حزيران 2019 12:39ص كوشنر للفلسطينيِّين: لا تفوِّتوا عليكم «فرصة القرن»

تظاهرات في القدس والضفة وغزة لإسقاط مؤتمر البحرين

جاريد كوشنر متحدثا خلال الجلسة الافتتاحية لورشة البحرين (أ ف ب) جاريد كوشنر متحدثا خلال الجلسة الافتتاحية لورشة البحرين (أ ف ب)
حجم الخط
أطلق جاريد كوشنر مستشار دونالد ترامب في المنامة أمس، خطة السلام الأميركية لحل النزاع في الشرق الأوسط من بوابة الاقتصاد، داعيا الفلسطينيين الذين يقاطعون ورشة المنامة إلى إعادة النظر في موقفهم مما اعتبره «فرصة القرن». 

وورشة «من السلام إلى الازدهار» هي أول مؤتمر علني حول الخطة التي طال انتظارها. وتركّز الورشة على الشق الاقتصادي فقط، علما أن الجانب السياسي الذي من المستبعد أن ينصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلّة، قد لا يُكشف عنه قبل تشرين الثاني المقبل. 

وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار غالبيتها لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام. 

لكن الفلسطينيين يقاطعون الورشة، قائلين أنّه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع. 

وقال كوشنر في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للورشة التي تستمر يومين إن «التوافق حول مسار اقتصادي شرط مسبق ضروري لحل المسائل السياسية التي لم يتم ايجاد حل لّها من قبل». 

لكن كوشنر (38 عاما)، صهر ترامب وصديق عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال في خطاب طغت عليه الأرقام وبدا فيه وكأنه رجل أعمال يقدّم عرضا على شاشة، أن التوصل إلى حل سياسي أمر لا يمكن تجاوزه. 

وأوضح أن «النمو الاقتصادي والازدهار للشعب الفلسطيني غير ممكنين من دون حل سياسي دائم وعادل للنزاع، يضمن أمن إسرائيل ويحترم كرامة الشعب الفلسطيني». 

لكنه أضاف أنه من خلال العمل على تطوير الاقتصاد الفلسطيني، فإن النتيجة قد تكون «سلاما حقيقيا يؤدي إلى الازدهار».

وقال «نرى إمكانات هائلة»، مضيفا أن تركيز البيت الأبيض ينصب على كيفية كسر الجمود في جهود السلام.

وأقرّ بوجود شكوك حيال نوايا ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلاّ أنّه دعا الفلسطينيين رغم ذلك إلى تبني الجانب الاقتصادي من الخطة قبل الدخول في السياسة. وتوجّه للفلسطينيين قائلا «رسالتي (...) هي أنّه رغم ما يقول اولئك الذين خذلوكم في الماضي، الولايات المتحدة لم تتخلّ عنكم».

واعتبر أنّ الخطة الأميركية لتحقيق السلام هي «فرصة القرن» بعدما أُطلق عليها في الاعلام تسمية «صفقة القرن». 

وأوضح «يجب الإشارة إلى هذا الجهد على أنّه فرصة القرن إذا تحلّت القيادة بالشجاعة لمواصلتها». 

ويرى الفلسطينيون أن الخطة الأميركية لتحقيق السلام تهدف إلى تصفية قضيتهم. 

وأمس، أكد أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات «رغم أن هذه الحملات التحريضية تهدف إلى إذعان وتركيع شعب فلسطين وقيادته للإملاءات والتهديدات الأميركية والإسرائيلية، إلا أن شعبنا ملتزم بالدفاع عن حقوقه غير القابلة للتصرف». 

بالمقابل، انتقدت إسرائيل السلطة الفلسطينية. وقال نتنياهو «لا أستطيع أن أفهم كيف يرفض الفلسطينيون الخطة الأميركية قبل أن يستمعوا الى تفاصيلها». 

وشهدت عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة احتجاجات شارك فيها مئات، معبّرين عن رفضهم للمؤتمر الاقتصادي.

ففي مدينة نابلس (شمال) انطلقت مسيرة شارك فيها نحو ثلاثة آلاف شخص باتجاه ميدان الشهداء في وسط المدينة، حسب مراسل فرانس برس، وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء ولافتات تندد بالورشة، فيما غابت أعلام الفصائل الفلسطينية في إشارة إلى وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة ورشة البحرين ورفضا لـ«صفقة القرن». 

كما انطلقت مسيرة شارك فيها المئات في مدينة حلحول التابعة لمحافظة الخليل (جنوب)، في حين اعتصم العشرات وسط المدينة. 

ورد الجنود الإسرائيليون على إلقاء الحجارة وإشعال الإطارات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط مدينة الخليل، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. 

ووصلت مسيرة انطلقت من مدينة رام الله إلى حاجز «بيت إيل» العسكري شمال المدينة، وأطلق الجنود قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاهها لتفريقها. 

وفي مدينة بيت لحم، خرج المئات في مسيرة وصلت إلى برج المراقبة العسكري الإسرائيلي شمال المدينة، وأحرق المحتجون دمية تمثل الرئيس الاميركي. 

أما في القدس فرفع نشطاء فلسطينيون لافتة ضخمة على سور البلدة القديمة تظهر فيها يد تحمل العلم الفلسطيني وكتب عليها «يسقط مؤتمر البحرين». 

وأنزل الجنود الإسرائيليون اللافتة عن السور، لان إسرائيل تمنع أي مظهر سيادي للسلطة الفلسطينية في القدس المحتلة وبينها رفع العلم. 

وتسود علاقات سيئة بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية منذ قرّر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها في 2017. 

وتواجه الدول العربية المشاركة في ورشة البحرين ضغوطا من الفلسطينيين. 

وبين الدول العربية الـ22، لا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة سوى مع الأردن ومصر. ويشارك هذان البلدان في ورشة البحرين على مستوى وكلاء وزارة المالية، وكذلك المغرب. وأكّدت السعودية أمس، التي أوفدت وزير ماليتها محمد الجدعان على رأس وفد يضم مسؤولين آخرين، في بيان «دعمها جميع الجهود الدولية التي تهدف إلى ازدهار المنطقة». وجدّدت الرياض تأكيد «موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وحلّها وفق مبادرة السلام العربية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية» المحتلة». 

ومن بوابة الاقتصاد، جمعت الإدارة الأميركية في الفندق الفخم في البحرين في قاعة حفل العشاء الافتتاحي مساء أمس، مسؤولين من دول خليجية وعربية، مع مسؤولين غربيين، وممثلين لإسرائيل التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع البحرين. 

ويتواجد صحافيون إسرائيليون في البحرين بعدما حصلوا على تصريح خاص من البيت الأبيض لحضور المؤتمر الاقتصادي. 

وبحسب ريتشارد لوبارون، وهو دبلوماسي أميركي سابق في الشرق الأوسط، فإنّ إدارة ترامب كانت تدرك تماما أن الفلسطينيين لن يشاركوا في المؤتمر. 

لكن الباحث في مركز «اتلانتيك كاونسيل» أوضح أنّ المؤتمر في البحرين سيتيح فرصة لكوشنر ليدّعي أن القادة الفلسطينيين لا يهتمون بمصالح شعبهم، بينما يقوم هو بتقديم مصالح إسرائيل. 

وكتب لوبارون في تحليله أن «فشل ورشة المنامة سيمثّل نجاحا لاستراتيجية ترامب».

الى ذلك، ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش امس أن من المهم «مواصلة جهود السلام لتحقيق رؤية دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن».

وكان غوتيريش يتحدث في مؤتمر في نيويورك لجمع أموال لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

(أ ف ب - رويترز)