بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

16 أيلول 2020 09:17ص «لا نستطيع التنفّس».. مصريّة في كاليفونيا توثّق لحظات الرعب من وسط الحرائق

حجم الخط

"لا نرى الشمس، ولا نستطيع التنفّس"، بصعوبة هذه العبارات، تصف ميرفت نجيب، وهي مصريّة مقيمة في وسط كاليفورنيا، الوضع الذي يعيشون فيه حاليًا، في وقت تلتهم النيران الساحل الغربيّ في الولايات المتحدة، التي تنازع واحدة من أسوأ موجات حرائق الغابات.

فالحرائق انتشرت في أوريغون وواشنطن بجانب كاليفورنيا، ودمرت حوالي 2 مليون فدان، كما تروي ميرفت، التي وكما غيرها من السكان، "تعيش كابوسًا بسبب الحرائق، لأنّ الخوف من فقدان بيتك ليس بالأمر السهل"، موضحة أنّ "الحرائق بدأت في مناطق بعيدة عنّا، ولكن من مكان إلى مكان، انتشرت النيران في معظم الأماكن في كاليفورنيا".

أمّا بالنسبة إلى جودة الهواء، فتؤكّد ميرفت نجيب أنّها "سيئة للغاية"، قائلة "لا نستطيع التنفّس، فالدخان كثيف جدًا، ونسبة التلوث بلغت 70%"، كذلك "لا نرى الشمس في أيام عديدة، فهي حُجبت من كثرة الدخان".

No description available.

(المصريّة ميرفت نجيب المقيمة في كاليفونيا)

فـ"كاليفورنيا فيها مناطق جبليّة وغابات كثيفة، وعند حدوث الحرائق من الصعب جدًا السيطرة عليها، بخاصة مع الحرارة المرتفعة والتغيّر المناخيّ الذي نمرّ به، والجو شديد الجفاف، حيث تمتدّ النيران سريعًا"، وفق ميرفت، التي أشارت إلى أنّه "حتى الآن احترق 2 مليون فدان في كاليفورنيا، وهذا رقم كبير جدًا لم يحدث مسبقًا".

كما أوضحت المقيمة المصريّة أنّ "البيوت في المنطقة تُبنى على عدد كبير من الفدادين، حيث يربّي الناس المواشي وعندهم حيوانات، ممّا يجعل ترك المنازل في غاية الصعوبة"، مشيرة إلى أنّه "تمّ تخصيص ثانويّة وأخرى ابتدائيّة هنا في "فرزنو" للناس الذين اضطروا إلى إخلاء منازلهم ليقيموا فيها، وخصّصت أماكن للحيوانات أيضًا، حيث يمكن للناس إبقاء أبقارهم وخيلهم فيها".

على الرغم من هذه الأجواء، تروي ميرفت أنّ "هناك العديد من المتطوعين الذين ينتظرون على الطرق المؤدية إلى الجبال، وقد وضعوا طاولات عليها طعام ومياه معدنيّة ومساعدات عاجلة"، مشيرة إلى أنّ "هؤلاء المتطوعين هم من الأهالي الذين يقولون إنّهم يقيمون منذ سنوات في المنطقة، يساعدون بعضهم البعض، وهذا أمر جيّد جدًا، لأنّه ليس من السهل على أيّ شخص الوقوف في مثل هذا الجوّ الخانق".

تختم المقيمة المصريّة رسالتها معبّرة عن القلق الذي يعتريهم قائلة "كأهالي نفكّر لو تركنا منازلنا ماذا سنأخذ وماذا سنترك؟ هذه هي المشكلة الكبيرة، وفي حالتنا، حتّى لو تركنا كاليفورنيا ومدينتنا، فالحريق منتشر في المدن الأخرى أيضًا".

يلخّص لسان حال ميرفت نجيب، الواقع الذي يعيشه جميع سكّان كاليفورنيا والساحل الغربيّ للولايات المتّحدة، وسط أجواء قاتمة ملفوفة بسحب سوداء، حجبت حتّى نور الشمس، فيما يبقى الأمل في هطول الأمطار، علّها تكون طوق النجاة من نيران مستعرّة في كلّ حدب وصوب، عجزت اليد البشريّة عن إخماد غضبها.

إعداد: اللواء _ المصدر: BBC عربي