بيروت - لبنان

اخر الأخبار

أخبار دولية

13 تشرين الأول 2018 12:15ص لافروف: واشنطن تسعى لإقامة كيان شبه دولة شرق الفرات

النظام يحذِّر المدنيِّين في إدلب.. وأردوغان يتوعَّد الأكراد في منبج

حجم الخط
دعا النظام السوري امس المدنيين الى الابتعاد عن المقاتلين داخل المنطقة المنزوعة السلاح المرتقبة في ادلب، فيما لم تبدأ الفصائل الجهادية بعد بالانسحاب منها بموجب الاتفاق الروسي التركي الذي يحدد الاثنين مهلة أخيرة.
في الأثناء، حذرت منظمات انسانية دولية من التداعيات التي قد تترتب على حياة المدنيين في ادلب في حال لم ينجح الاتفاق الروسي التركي في خفض وتيرة العنف بشكل دائم في هذه المحافظة المكتظة. 
وتوصلت موسكو وأنقرة في 17 أيلول الى اتفاق نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها يراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً. 
وتم بموجبه في مرحلة أولى سحب السلاح الثقيل خلال مهلة انتهت الأربعاء، بينما يتعين على المقاتلين الجهاديين اخلاء هذه المنطقة حتى الاثنين المقبل.
وتلقى سكان في ادلب وأجزاء من محافظات مجاورة ضمن المنطقة المنزوعة السلاح امس رسائل قصيرة على هواتفهم، موقّعة من الجيش السوري. 
ورد في احداها «يا أبناء ادلب ومحيطها.. ابتعدوا عن المسلحين فمصيرهم محتوم وقريب». 
وجاء في رسالتين أخريين «المناطق التي تجبر المسلحين على مغادرتها ستبقى آمنة» و«أهلنا الأعزاء، سكان المنطقة المطلوب مغادرة المسلحين منها، لا تسمحوا للإرهابيين أن يتخذوكم دروعاً بشرية».
والتزمت كافة التنظيمات الجهادية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح بتطبيق البند الأول من الاتفاق لناحية سحب السلاح الثقيل رغم عدم اعلانها أي موقف من الاتفاق.
وينص في مرحلته الثانية على أن تنسحب التنظيمات الجهادية من هذه المنطقة في مهلة أقصاها الاثنين المقبل، وهو ما يشكل الجزء الأصعب وفق محللين. 
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن انه «لم يُسجل بعد انسحاب أي من الفصائل الجهادية من المنطقة المنزوعة السلاح».
وأكد مصدر في فصيل معارض في هذه المنطقة أنه «لم يتم رصد أي عمليات انسحاب لمقاتلين» خلال اليومين الأخيرين. 
وقال الرئيس السوري بشار الأسد الأحد إن الاتفاق «اجراء موقت»، مجدداً عزم قواته استعادة السيطرة على «كافة الأراضي السورية». 
وأعربت منظمة العفو الدولية في بيان أمس عن خشيتها على مصير المدنيين في إدلب في حال تراجعت الأطراف المعنية عن تطبيق الاتفاق. 
وقالت إن تصريحات الرئيس السوري عن كونه اتفاقاً موقتاً «تعني أن المدنيين قد لا يكونون محميين لفترة طويلة، خصوصاً هؤلاء الذين يعيشون خارج المنطقة». 
وفي بيان مشترك، قالت منظمة «كير» ولجنة الإنقاذ الدولية و«مرسي كور» و«سايف ذي تشيلدرن»، إن «منظمات محلية شريكة (في ادلب) بالاضافة الى المدنيين الذين يتلقون المساعدة، أعربت عن مخاوفها من أن العنف قد يخرج عن نطاق السيطرة في الأيام القليلة المقبلة في حال انهيار الاتفاق أو اندلاع القتال في مناطق لا يشملها».
وحذرت أنه من شأن «أي هجوم عسكري محدود أن يؤدي الى نزوح مئات آلاف السكان». وقال مدير منظمة كير في سوريا ووتر شاب «سكان إدلب والعاملون في المجال الانساني يحبسون أنفاسهم مع اقتراب انتهاء المهلة لتنفيذ الاتفاق».
واعتبرت مديرة لجنة الانقاذ الدولية لورين برامويل أنه «اذا فشل الاتفاق بسرعة وبدأت العمليات العسكرية، فإن مئات الآلاف سيواجهون صعوبات في الحصول على المساعدات التي يحتاجون اليها بشدة».
من جهة اخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية لم تغادر بلدة منبج في شمال البلاد وهو ما يخالف اتفاقا بين أنقرة وواشنطن مضيفا أن تركيا ستفعل اللازم.
وأكد أردوغان في تجمع بجنوب تركيا «إنهم يحفرون خنادق في منبج. ما معنى ذلك؟ معناه: أعددنا القبور.. تعالوا وادفنونا».
وأضاف «قالوا إنهم سيتركون المنطقة خلال 90 يوما لكنهم لم يتركوها. سنفعل اللازم».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة بواسطة حلفائها السوريين تحاول استخدام أرضي شرق الفرات لإنشاء كيان شبه دولة.
وقال لافروف ردا على سؤال «آر تي فرانس» و«باري ماتش» و«فيغارو»: «أنا لا أتفق معكم في أن إدلب هي آخر منطقة ذات مشاكل في سوريا. هناك، إلى الشرق من الفرات، هناك أراض ضخمة تحدث فيها أشياء غير مقبولة على الإطلاق. حيث تحاول الولايات المتحدة استخدام هذه الأراضي من خلال حلفائها السوريين، وخاصة الأكراد، لأجل خلق كيان شبه دولة هناك».
وتابع «لا أستبعد أن تحاول الولايات المتحدة في هذه المنطقة الحفاظ على الوضع ساخنا هناك، لكي لا يهدأ أحد».
في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، امس، أن العمل جار على عقد القمة، الروسية - الفرنسية - التركية - الألمانية، حول سوريا.
على صعيد آخر، وبعد عام على طرد تنظيم داعش منها، لا تزال مدينة الرقة في شرق سوريا «غارقة في الدمار»، وفق ما أعلنت منظمة العفو الدولية امس، بينما تستمر عملية انتشال جثث الضحايا من أنحائها. 
وقالت المديرة العامة للأبحاث العالمية في المنظمة أنيا نيستات على هامش مؤتمر صحافي في بيروت «الوضع في الرقة صادم بعد نحو عام على تحريرها».
وأضافت «المدينة غارقة في الدمار بنسبة 80 في المئة وهذا ينطبق أيضاً على المدارس والمستشفيات والمنازل الخاصة». وخلال العمليات العسكرية، تعرضت المدينة لغارات كثيفة شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ما تسبب بدمار هائل وخسائر بشرية كبرى. 
وبعد عام على انتهاء المعارك، لا تزال عمليات انتشال جثث القتلى المدفونة «في كافة أنحاء المدينة» مستمرة وفق نيستات. وانتشل فريق محلي صغير غير مجهز 2521 جثة حتى الآن وفق نيستات، «غالبيتها لمدنيين قتلوا جراء غارات التحالف». وتشير تقديرات محلية الى وجود «نحو ثلاثة آلاف جثة أخرى». 
وقبل أشهر قليلة، نقل مراسل فرانس برس مشاهدته لعاملي هذا الفريق أثناء انتشالهم الجثث مستخدمين أدوات بسيطة أو حتى أيديهم، فيما انبعثت رائحة كريهة من خنادق حفرت في الأرض يحوم الذباب فوقها.
وتبدي المنظمة خشيتها من توقف الفريق عن مواصلة عمله لعدم توفر التمويل اللازم. وقالت نيستات «إذا كانوا (التحالف) يملكون المال اللازم لتدمير المدينة، واذا كان لديهم المال الكافي لشن عملية عسكرية بهذا الشكل، فمن غير المعقول ألا يؤمنوا الموارد الكافية لتحمل مسؤولية تداعياتها».
 (ا.ف.ب - رويترز)