زادت الضغوط الدولية أمس على إيران بالتزامن مع بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم في وقت كانت فيه الأنظار متّجهة إلى الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني اذا ما كان هناك احتمال عقد لقاء بينهما بعد أن غيّر الهجوم الأخير على المنشآت النفطية السعودية الأوضاع بشكل جدي.
وعشية انطلاق الاجتماعات في نيويورك حمّل قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا إيران «المسؤولية» عن هجوم أرامكو مطالبين طهران بـ«الامتناع عن القيام بأي استفزاز جديد».
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان مشترك عقب لقاء ثلاثي عقدوه على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه «من الواضح بالنسبة إلينا أن إيران تتحمّل مسؤولية هذه الهجمات. ليس هناك تفسير آخر».
وأعلن وزير الخارجيّة الفرنسي جان-إيف لودريان أمس الاول أنّ اللقاء المنتظر بين الرئيسين الأميركي والإيراني ليس «القضيّة رقم 1» هذا الأسبوع في نيويورك، ملمّحاً إلى أنّه من غير المرجّح عقد هذا الاجتماع.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال أنه سيعقد لقاءات منفصلة مع نظيريه الأميركي والإيراني وذلك بالتزامن مع سعيه لعقد لقاء بين الرجلين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال ماكرون في تصريح صحافي أمس «لقد عقدت لقاء غير رسمي مع ترامب هذا الصباح، وسألتقي روحاني هذا المساء، ومجدّداً ترامب غداً الثلاثاء (اليوم)».
وأمس رد ترامب بشكل إيجابي على فكرة رئيس وزراء بريطانيا بإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران، وقال إنه يحترم جونسون ولم يفاجأ بطرحه للفكرة.
وقال ترامب «إنني اتفق مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على أننا بحاجة لاتفاق نووي جديد مع إيران لأن الاتفاق كان سيئا جدا»، مؤكداً أن «إيران هي دولة الإرهاب الأولى في العالم».
من جهة أخرى، اعتبر ترامب أنه «إذا أرادت إيران أن تساعد في إنهاء الحرب في اليمن فهذا شيء إيجابي».
وكان جونسون قد اعتبر أنه «حان الوقت للمضي قدما مع إيران وإبرام اتفاق نووي جديد معها».
وفي وقت لاحق أعلن المبعوث الأميركي الى ايران براين هوك «اننا نرفض العقلية التي تتبعها إيران في المنطقة»، مشيراً الى أن « واشنطن تريد حوارا مع إيران يشمل الاتفاق النووي و الصواريخ الباليستية والإرهاب «.
وفي مؤتمر صحفي له، أوضح هوك أن «إيران تتبنى سياسة توسعية تعتمد على دعم الميليشيات في العراق و سوريا و اليمن واليوم ايران تدعم الجماعات الارهابية في 5 قارات في العالم «.
وأشار الى أن «الإيرانيين يتحدثون عن الدبلوماسية ويقومون بأعمال إرهابية»، معتبراً أن «تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية خطوة تاريخية، فالحرس الثوري يدعم كافة التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط».
ولفت هوك الى أن «إيران تستغل الوضع اليمني لتوسع نفوذها بالمنطقة»، مشيراً الى أن «إيران تنتهك حرية الملاحة البحرية».
واعتبر ان «الحرس الثوري يقوض الأمن في اليمن وينفذ تجربة لبنان هناك»، مشدداً على ان «ايران هي المسؤولة عن هجوم أرامكو في السعودية».
في المقابل لم يغلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس الباب لمباحثات مع الولايات المتحدة شرط ألا يكون الأمر مجرد صورة من دون نتائج ملموسة.
وردا على سؤال للصحافيين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حول لقاء محتمل بين ترامب وروحاني، قال الوزير إن إيران لا تغلق «الباب للمفاوضات». وتابع «لكن إذا كان ذلك لمجرد التقاط صورة» دون نتيجة ملموسة، «لن يساهم ذلك سوى بزيادة صعوبات الإيرانيين الاقتصادية».
وأضاف «ما نحتاج إليه هو المصداقية» في حال تم اللقاء منددا بتخلي الأميركيين عن عدد من التعهدات الدولية (اتفاق حول النووي الإيراني والاعتراف الإحادي بالقدس عاصمة لاسرائيل ...). وقال أيضا إن خطة التعاون الإقليمي التي سيقدمها الرئيس الإيراني هذا الأسبوع في الأمم المتحدة ترمي إلى إيجاد «تحالف للأمل».
وأكد أنه يأمل في أن يضم هذا التحالف إلى جانب إيران دولا كالعراق وقطر وعمان والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة وأيضا السعودية.
وأضاف أن اليمن الذي يشهد حربا وحيث الوضع «لا يزال غامضا» قد ينضم إليه لاحقا. ودعا الوزير الإيراني إلى وضع هذا التحالف «تحت رعاية الأمم المتحدة» لان ذلك سيؤمن «صلة مع المجتمع الدولي».
وتابع أنه سيتحرك استنادا الى «مبدئين الامتناع عن العدوان والامتناع عن التدخل» في شؤون الدول.
(أ ف ب - رويترز)